في العام 2008 نشر الكاتب الصحفي السابق في صحيفة الواشنطن بوست مالكوم جلادويل كتابه الشهير (Outliers: The Story of Success). تناول جلادويل تحليلاً للمدة التي يستغرقها الناجحون في حقول مختلفة للوصول لمرحلة الاحتراف، ومفادها للوصول للاحتراف في العمل يتطلب الممارسة لمدة 10 آلاف ساعة، ما يعادل العمل لمدة ست ساعات يوميا وعلى مدى خمس سنوات بشكل متواصل. منذ صدور الكتاب وباتت نظرية 10 آلاف ساعة هي الفكرة السائدة على مستوى التعلم والاحتراف، حتى ظهر كتاب جوش كافيمان العشرون ساعة الأولى كيف تتعلم أي شيء بشكل سريع (The First 20 Hours How to Learn Anything Fast). تناول الكاتب عدداً من تجاربه في التعلم في حقول معرفية مختلفة، ووصل إلى قواعد أربع ليتمكن الشخص من التعلم في عشرين ساعة فقط. تتمثل القاعدة الأولى في تفكيك المهارة إلى أجزاء أصغر، ليسهل تعلمها وممارستها بشكل صحيح، بينما القاعدة الثانية التعلم لمستوى يتيح للشخص تصحيح أي أخطاء يواجهها بشكل ذاتي، وثالث القواعد هي إزالة أي معوقات سواء اجتماعية أو نفسية أو حتى على مستوى الهاتف الذكي كونه قد يعيق التعلم، وأخيرا الممارسة لعشرين ساعة. أهمية الممارسة لعشرين ساعة، أنها ترفع من مستوى المهارة بشكل أسرع من الاستمرار في التعلم من خلال القراءة، أو حضور دورات، حيث إن الحقول المعرفية تحتوي كماً هائلاً من المعلومات والمعارف، التي قد لا يحتاج إلى تعلمها الفرد عند الرغبة في تعلم مهارة ما لتأدية عمل ما، وباختصار فالفكرة التي يدعو إليها جوش تتمثل في التعلم بالممارسة بعد تحديد المستوى المطلوب الوصول إليه قبل بدء التعلم، وتحديد الأدوات التي من خلالها سيتم تقييم الأداء للوصول للمستوى المطلوب، وهذا ما نحتاج إليه اليوم، فالنجاح في تعلم مهارة في 20 ساعة فقط يفتح آفاقاً جديدة للتعلم من حقول معرفية مختلفة، دون الاستغناء عن وقت كبير، وإهدار مبالغ طائلة لتعلم مهارة.