تزداد كل يوم أهمية الهواتف الذكية وذلك نظرا لإقبال الناس عليها من جميع شرائح المجتمع لما تقدمه هذه الهواتف من تسهيلات كبيرة فلم تعد تستخدم للاتصال فقط بل تعدت ذلك وأصبحت تدخل في الكثير من الأمور الحياتية، مما جعلها مجال منافسة كبيرة بين مختلف الشركات المصنعة، فأصبحت هذه الشركات مع مرور الوقت تتملس حاجات ورغبات المستخدمين لتضيف أرقاما جديدة إلى نتائجها في نهاية العام المالي. كل تلك المنافسة جعلت التقنية تتطور سريعا وجعلت الشركات تطرق العديد من الأبواب الجديدة بحثا عن مستهلكين متوقعين، ولم يكن "ذوو الاحتياجات الخاصة" إلا فئة حاولت هذه الشركات تقديم ما تستطيع لها، فمثلا ما قامت به شركة أبل عندما أطلقت VoiceOver أو ما يُعرف بقارئ الشاشة وهو أحد البرامج الرائدة التي أحدثت نقلة نوعية في حياة المكفوفين، والذي يأتي مُثبت على جميع أجهزة ios ويستطيع الكفيف تفعيله عن طريق الإعدادات، ويُعد من أكبر المزايا التي أضافتها شركة apple على أجهزتها؛ حيث ساعدت في دمجهم بعالم التقنية أكثر ومنحهم الاستقلالية التامة والاعتماد الذاتي كونه ينطق أي عنصر يُلمس على الشاشة دون الحاجة لأحد. هذه التقنية الحديثة جعلت المطورين يتسابقون إلى تقديم مجموعة من النماذج والبرامج التي تخدهم المكفوفين بالإضافة إلى مجموعة من الألعاب المتوافقة مع قارئ الشاشة لتساعد الكفيف على ممارسة حياته بشكل مستقل، وعلى سبيل المثال لا الحصر: Money Reader أو قارئ المال تطبيق يُعتمد عليه في التعرف على العملة بسهولة ويدعم عددًا من العملات من ضمنها الريال السعودي. TapTapSea و iDentifi تطبيقان تتلخص فكرتهما في وصف وشرح لكل ما يريده بمجرد تصويره. Color Inspector قارئ للألوان يُعرِف الكفيف بالألوان بمجرد وضع أي شيء أمام الكاميرا. LookTelRecognizer تطبيق مفيد جدًا يمكّن الكفيف من التمييز بين بطاقاته المتشابهة أو علب الأدوية المتشابهة وغيرها، يصورها، ويسجل اسمها، وتُحفظ في قاعدة بيناته. Be My Eyes يُعد هذا التطبيق منصة تواصل اجتماعية هادفة، وفكرته مميزة مبنية على التطوع والمساعدة؛ فبمجرد الضغط على زر اتصال يتلقاه أحد المتطوعين المبصرين فيلبي احتياجات الكفيف من قراءة أو وصف وغيرها، ووصل عدد المتطوعين إلى 4480 متطوعا تقريبًا. ZanyTouch لعبة مسلية تعتمد على قوة التركيز وسرعته من خلال تنفيذ الإيماءات والأوامر المسموعة التي تزداد سرعتها مع كل مستوى. أخيرًا تطبيق منهل: صاحب فكرة هذا التطبيق هو محمد سعد، كفيف وناشط اجتماعي سعودي ومدرب معتمد لفاقدي البصر، يهدف من خلاله خدمة المكفوفين العرب، ويضم عددا كبيرا من المقاطع الصوتية، يشرح من خلالها وبصوته ما يهم المكفوفون وفي عدة مجالات سواء تقنية، ترفيهية، تعليمية، والتي تساهم في تسهيل حياتهم، وتعليمهم المهارات اليومية المهمة التي يحتاجونها. تجربة محمد سعد قد تكون نقطة البداية للمطورين العرب للدخول في هذا المجال وتوسيعه، عندها يمكن القول أن المكفوفين سيتغلبون على مجموعة من الصعاب التي تواجههم في حياتهم اليومية.