مكّنت التقنيات الحديثة والأجهزة الذكية المكفوفين من الاندماج في الحياة الطبيعية العصرية، فاقتحم الكثير منهم شبكات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية بأنواعها كافة، وأصبحت مشاركتهم حاضرة وبقوة في "التغريدات" والمداخلات والمحادثات. والتقت "الرياض" بعدد من المكفوفين المبدعين لدى ختام برنامج "تميز 2" في جمعية العوق البصري بمدينة بريدة بمشاركة 200 مكفوف من مناطق المملكة أول من أمس (السبت)، بعد تكريمهم من نائب رئيس مجلس الإدارة الدكتور فهد بن عبدالعزيز الأحمد، اثر اجتيازهم التدريب على أجهزة الحاسب الآلي، البرايل سنز، طريقة برايل، اللغة الإنجليزية، الاعتماد على الذات، الأجهزة الذكية والحركة والتوجه، بدعم وتمويل من أوقاف الشيخ فهد بن عبدالله العويضة وبنك الجزيرة. وقال إسماعيل بن خالد المشيقح (16 عاما) وهو مشارك من مدينة بريدة، إنه فتح حسابات شخصية منذ نحو عام في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية والصحف والمنتديات والمدونات، واصفاً ممارسته بالممتعة والسهلة، وداعياً جميع المكفوفين إلى استخدام أجهزة الهاتف المحمول الذكية من أجل التواصل مع العالم والاختلاط وتبادل المعلومات وعدم الانعزال عن المجتمع وتناول المعلومات وتبادلها. النفيعي «يغرّد» من هاتفه الذكي فيما أكد عبدالله بن إبراهيم النفيعي (18 عاما) المشارك من منطقة مكةالمكرمة أنه هاو رياضي ومتابع للدوري السعودي، مشيراً إلى أن استخدامه للأجهزة الذكية بواسطة برامج قارئة للشاشة جعلته يقتحم كل المواقع الإلكترونية (تويتر، فيس بوك، ماسنجر، وغيرها) المتاحة بواسطة الهاتف المحمول بالاستعانة ببرنامج "Voiceover" الذي يقرأ الشاشة. أما فالح عوض الشمري (24 عاما) القادم من محافظة حفر الباطن للمشاركة في البرنامج، فأكد أن متابعته للمشايخ الكبار والكتّاب والمثقفين عبر "تويتر" جعلته يستفيد ويناقش ويسأل، ما زاد رصيده المعرفي من خلال المتابعة اليومية، مشيراً إلى أن المتابعين من المكفوفين عبر أجهزتهم الذكية يبلغ تقريباً 80 في المائة، ومضيفاً أنه فتح حسابه منذ عام وبلغ عدد متابعيه 228 متابعاً، ويقول: "من غابت حبيبتاه لم يغب قلبه الحاضر وفكره الطبيعي، فهو القادر على تبادل المعلومات والأفكار والرؤى مع جميع أطياف المجتمع وقادر على التأثير والتأثر". ووصف عبدالرحمن بن عبدالكريم السعدون (16 عاما) من مدينة بريدة، الأجهزة الذكيّة بأنها فتحت آفاقا واسعة ومكّنت الكفيف من الدخول للمحادثات والمواقع والتصفّح بكل سهولة، من خلال برامج مساندة تقرأ النصوص ومن خلال حاسة السمع نستطيع أن نقرأ ونكتب بشكل طبيعي وسريع جداً، مضيفاً: "العالم الجديد يجعلنا نقتحم كغيرنا كل وسائل التواصل الاجتماعي، فيزداد المخزون الثقافي عند الكفيف وغيره بسبب سهولة الحصول على المعلومة من خلال الإنترنت".