د. عبدالله راشد السنيدي احتفينا قبل أيام بذكرى مرور سنتين على تولي خادم الحرمين الشريفين أيده الله مقاليد الحكم. فالملك سلمان كما هو معروف يتحلى بكم هائل من الخبرة الإدارية والسياسة التي توفرت لديه طيلة السنين الماضية والتي أهلته للوصول إلى قمة المسؤولية، ومن ذلك أن منصب أمير منطقة الرياض الذي كان يشغله ليس منصباً إدارياً فقط، بل هو منصب سياسي باعتبار أن وظائف أمراء المناطق ذات صبغة سياسية ربما أزيد من جانبها الإداري والتنفيذي، إضافة إلى قربه من موقع القرار السياسي، كما أن منطقة الرياض وعدد سكانها يزيد عن (8) مليون نسمة وتضم العاصمة مدينة الرياض وعدد محافظاتها (19) محافظة تعادل دولة أو أكثر من الدول من حيث المساحة وعدد السكان ليس في منطقتنا الإقليمية فقط بل في خارجها، إضافة الى دماثة خلقه وتواضعه ومساعدته للمحتاج، كما يضاف لذلك تقديره للمخلصين من أبناء الوطن، وأيضاً إيمانه العميق بتعزيز وحدة الوطن فعندما كان مسؤولاً عن معرض الرياض بين الأمس واليوم الذي نظمته إمارة منطقة الرياض عندما كان أميراً لها في عهد الملك فهد -رحمه الله- والذي جاب مختلف العواصم العالمية، وردته -أيده الله- ملاحظة من أحد المواطنين يقترح فيها تعديل مسمى (معرض الرياض بين الأمس واليوم) إلى (معرض المملكة بين الأمس واليوم) وفوراً أصدر رعاه الله توجيهه بتعديل مسمى المعرض حسب الإقتراح المشار إليه لقناعته بالفكرة فأصبح المعرض يعرف (بمعرض المملكة بين الأمس واليوم) وهو دليل على حرصه على تقديم المصلحة الأشمل والأعم على المصلحة المحدودة، وأخيراً خبرة الملك سلمان العميقة في الشأن السياسي، التى تمثلت في لقاءاته بعد توليه مقاليد الحكم مع العديد من الزعماء ودعوته لمسؤولين كبار في دول مجلس التعاون الخليجي للاجتماع في الرياض لمناقشة الوضع في اليمن بعد تمرد الحوثيين على السلطة الشرعية في ذلك البلد، وهو الأمر الذي أدى إلى تلبية نداء الرئيس الشرعي لليمن بالتدخل العسكري لإنقاذ اليمن من تمرد الحوثيين المدعومين من إيران وأطراف إقليمية أخرى، وهي العملية التي أدت إلى تقهقر الحوثيين وحلفائهم داخل اليمن وحالت دون تنفيذ مخططاتهم حيال المملكة، كما أنها أحدثت مفاجأة وإرباكاً كبيرين غير متوقعين لمن يقف معهم خارج اليمن.