جمعية أسر التوحد تطلق أعمال الملتقى الأول للخدمات المقدمة لذوي التوحد على مستوى الحدود الشمالية    سلمان بن سلطان: نشهد حراكاً يعكس رؤية السعودية لتعزيز القطاعات الواعدة    شركة المياه في ردها على «عكاظ»: تنفيذ المشاريع بناء على خطط إستراتيجية وزمنية    تحت رعاية خادم الحرمين.. «سلمان للإغاثة» ينظم منتدى الرياض الدولي الإنساني الرابع    "موسم الرياض" يعلن عن النزالات الكبرى ضمن "UFC"    رينارد يواجه الإعلام.. والدوسري يقود الأخضر أمام اليمن    وزير داخلية الكويت يطلع على أحدث تقنيات مركز عمليات 911 بالرياض    عمان تواجه قطر.. والإمارات تصطدم بالكويت    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان    الجيلي يحتفي بقدوم محمد    جسر النعمان في خميس مشيط بلا وسائل سلامة    تيسير النجار تروي حكاية نجع في «بثينة»    الصقارة.. من الهواية إلى التجارة    زينة.. أول ممثلة مصرية تشارك في إنتاج تركي !    "الصحي السعودي" يعتمد حوكمة البيانات الصحية    مستشفى إيراني يصيب 9 أشخاص بالعمى في يوم واحد    5 طرق لحماية أجسامنا من غزو البلاستيك    الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يلتقي بابا الفاتيكان    26 مستوطنة إسرائيلية جديدة في عام 2024    استدامة الحياة الفطرية    قدرات عالية وخدمات إنسانية ناصعة.. "الداخلية".. أمن وارف وأعلى مؤشر ثقة    إعداد خريجي الثانوية للمرحلة الجامعية    "فُلك البحرية " تبني 5600 حاوية بحرية مزود بتقنية GPS    محمد بن سلمان... القائد الملهم    البرازيلي «فونسيكا» يتوج بلقب بطولة الجيل القادم للتنس 2024    برنامج الابتعاث يطور (صقور المستقبل).. 7 مواهب سعودية تبدأ رحلة الاحتراف الخارجي    العقيدي: فقدنا التركيز أمام البحرين    قطار الرياض.. قصة نجاح لا تزال تُروى    تعاون بين الصناعة وجامعة طيبة لتأسيس مصانع    5.5% تناقص عدد المسجلين بنظام الخدمة المدنية    وتقاعدت قائدة التعليم في أملج.. نوال سنيور    «بعثرة النفايات» تهدد طفلة بريطانية بالسجن    رشا مسعود.. طموح وصل القمة    فريق علمي لدراسة مشكلة البسر بالتمور    "الداخلية" تواصل تعزيز الأمن والثقة بالخدمات الأمنية وخفض معدلات الجريمة    غارات الاحتلال تقتل وتصيب العشرات بقطاع غزة    تنمية مهارات الكتابه الابداعية لدى الطلاب    منصة لاستكشاف الرؤى الإبداعية.. «فنون العلا».. إبداعات محلية وعالمية    محافظ جدة يطلع على برامج "قمم الشبابية"    تشريعات وغرامات حمايةً وانتصاراً للغة العربية    سيكلوجية السماح    عبد المطلب    زاروا معرض ومتحف السيرة النبوية.. ضيوف «برنامج خادم الحرمين» يشكرون القيادة    آبل تطور جرس باب بتقنية تعرف الوجه    هجوم ألمانيا.. مشهد بشع وسقوط أبشع!    استراتيجية الردع الوقائي    التشريعات المناسبة توفر للجميع خيارات أفضل في الحياة    تجويد خدمات "المنافذ الحدودية" في الشرقية    خادم الحرمين يرعى منتدى الرياض الدولي الإنساني    سعود بن بندر يلتقي مجلس «خيرية عنك»    ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة يصلون مكة ويؤدون مناسك العمرة    القبض على شخص بمنطقة الحدود الشمالية لترويجه «الأمفيتامين»    كافي مخمل الشريك الأدبي يستضيف الإعلامي المهاب في الأمسية الأدبية بعنوان 'دور الإعلام بين المهنية والهواية    الأمير سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف.    تجمع القصيم الصحي يعلن تمديد عمل عيادات الأسنان في الفترة المسائية    "مستشفى دلّه النخيل" يفوز بجائزة أفضل مركز للرعاية الصحية لأمراض القلب في السعودية 2024    نائب أمير مكة يفتتح غدًا الملتقى العلمي الأول "مآثر الشيخ عبدالله بن حميد -رحمه الله- وجهوده في الشؤون الدينية بالمسجد الحرام"    ولادة المها العربي ال15 في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ملك الحزم والعزم يواصل مسيرة البناء والشموخ لوطن المجد
الملك سلمان يكمل المسيرة مستلهما سيرة المؤسس الملك عبدالعزيز
نشر في الجزيرة يوم 23 - 09 - 2016

تمت مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود- حفظه الله-، ملكاً للمملكة العربية السعودية، في 3 ربيع الثاني 1436ه الموافق 23 يناير 2015م وكان الملك سلمان قد تولى ولاية العهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء في 18 يونيو 2012م ووزيراً للدفاع منذ 5 نوفمبر 2011م بعد أن كان أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسين عاماً.
النشأة والتعليم
ولد الملك سلمان بن عبد العزيز في الخامس من شوال سنة 1354ه الموافق 31 ديسمبر 1935م في الرياض وهو الابن الخامس والعشرون لمؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز آل سعود -طيب الله ثراه-.
نشأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود مع إخوانه في القصر الملكي في الرياض حيث كان يرافق والده في اللقاءات الرسمية مع ملوك وحكام العالم.
تلقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود تعليمه المبكر في مدرسة الأمراء بالرياض حيث درس فيها العلوم الدينية والعلوم الحديثة وختم القرآن الكريم كاملاً وهو في سن العاشرة على يد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ عبد الله خياط رحمه الله.
وقد أبدى الملك سلمان بن عبد العزيز منذ الصغر اهتماماً بالعلم وحصل لاحقاً على العديد من الشهادات الفخرية والجوائز الأكاديمية منها:
- الدكتوراه الفخرية من الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة.
- الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعة أم القرى بمكة المكرمة.
- الدكتوراه الفخرية من الجامعة الملية الإسلامية في دلهي تقديراً لجهوده الإنسانية الخيرية والتزامه بدعم التعليم وتميزه حفظه الله كرجل دولة مشهود له عالمياً.
- الدكتوراه الفخرية في الحقوق من جامعة واسيدا اليابانية تقديراً لإسهاماته البارزة في المملكة والعالم.
- وسام (كنت) من أكاديمية برلين-براندنبرغ للعلوم والعلوم الإنسانية تقديراً لمساهماته العلمية.
إمارة الرياض
تولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز منصب أمير منطقة الرياض إحدى أكبر مناطق المملكة العربية السعودية في المساحة والسكان وعاصمة الدولة وذلك في مرحلة مهمة من تاريخ هذه المدينة حيث تم تعيينه بداية أميراً لمنطقة الرياض بالنيابة وهو في التاسعة عشرة من العمر بتاريخ 11 رجب 1373ه الموافق 16 مارس 1954م وبعد عام واحد عُيّن حفظه الله حاكماً لمنطقة الرياض وأميراً عليها برتبة وزير وذلك بتاريخ 25 شعبان 1374ه الموافق 18 أبريل 1955م ومن قصر الحكم بالرياض حيث نشأ وترعرع كان يمارس عمله أميراً لمنطقة الرياض.
واستمر أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود أشرف خلالها على عملية تحول المنطقة من بلدة متوسطة الحجم يسكنها حوالي 200 ألف نسمة إلى إحدى أسرع العواصم نمواً في العالم العربي اليوم، حيث تحتضن أكثر من 5 ملايين نسمة.
ولم تخل فترة النمو هذه من التحديات الصعبة التي ترافق مسيرة التنمية والنمو، ولكنه أثبت قدرة عالية على المبادرة وتحقيق الإنجازات، وباتت العاصمة السعودية اليوم إحدى أغنى المدن في المنطقة ومركزاً إقليمياً للسفر والتجارة. وقد شهدت الرياض خلال توليه الإمارة إنجاز العديد من مشاريع البنية التحتية الكبرى، مثل الطرق السريعة والحديثة، والمدارس، والمستشفيات، والجامعات، إلى جانب المتاحف والاستادات الرياضية وإعداد مشروع مترو الرياض.
وتضم العاصمة السعودية الرياض عدداً من ا لمعالم المعمارية البارزة، وهي تمتد على مساحة عمرانية تجعلها إحدى أكبر مدن العالم مساحة.
وزارة الدفاع
في نوفمبر 2011 م عُيّن -حفظه الله- وزيراً للدفاع في المملكة العربية السعودية التي تشمل القوات البرية والجوية والبحرية والدفاع الجوي.
وشهدت وزارة الدفاع في عهده تطويرًا شاملاً لقطاعات الوزارة كاملة في التدريب والتسليح كما أشرف بنجاح على أكبر مناورة عسكرية في تاريخ القوات المسلحة السعودية (سيف عبد الله).
وقوفه في وجه الإرهاب
أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أن المملكة ستضرب بيد من حديد كل من يستهدف عقول وأفكار وتوجهات الشباب السعودي.
وقال -أيده الله- في كلمة بمناسبة عيد الفطر إن المجتمع السعودي شريك مع الدولة في جهودها وسياساتها لمحاربة الفكر الضال، وإن «ما يشهده العالم الإسلامي اليوم من فرقة وتناحر يدعونا جميعا إلى بذل قصارى الجهد لتوحيد الكلمة والصف والعمل سويا لحل مشاكل الأمة الإسلامية ونصرة قضاياها، وإن «أكبر تحد تواجهه أمتنا الإسلامية هو المحافظة على ثروتها الحقيقية وأمل مستقبلها وهم الشباب من المخاطر التي تواجههم وبخاصة الغلو والتطرف واتباع الدعوات الخبيثة المضللة التي تدفعهم إلى سلوكيات وممارسات شاذة وغريبة تتنافى مع الفطرة السوية، ومع مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف».
وأضاف: نحن في هذا نستهدي بتعاليم ديننا الإسلامي الذي يعصم الدماء والأموال، مستشعرين موقعنا في قلب العالم الإسلامي، وتشرفنا بخدمة الإسلام والوقوف بجانب المسلمين في أرجاء المعمورة، والدفاع عن قضاياهم المشروعة وفي مقدمتها قضية فلسطين.
عاصفة الحزم
وكان خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز أيده الله قد وجه ببدء عملية (عاصفة الحزم) ضد الحوثيين المعتدين على حدود المملكة في الحد الجنوبي، ولمساعدة الحكومة الشرعية باليمن الشقيق بطلب رسمي منها لإعادة الشرعية وبتأييد أممي ودولي بعد الانقلاب الحوثي بمعاونة المخلوع علي صالح، وبعد استنفاد الحلول السلمية، وأعلنت عملية عاصفة الحزم أن أجواء اليمن منطقة محظورة، وشارك في العملية 10 دول من بينها دول الخليج، ورحبت المملكة بمشاركة المجتمع الدولي في العملية التي بدأت بتحقيق أهدافها بعد دقائق من انطلاقها، بدورها رحبت مصر والأردن والمغرب وباكستان والسودان بالمشاركة في العملية.
عاصفة الحزم الضارية قُدحت شرارتها الأولى من قصر العوجا بالرياض، الاسم الذي ارتبط بذاكرة السعوديين ب(أهل العوجا) عندما كانوا يقومون بعرضتهم إثر انتصارهم في المعارك الفاصلة، تلك التي دافعت فيها الدولة السعودية منذ قيامها عن حدودها وحدود جيرانها كما فعلت في الماضي وتفعل اليوم.
عاصفة الحزم هي عملية عسكرية سعودية، بمشاركة تحالف دولي مكون من عشر دول ضد جماعة من سموا أنفسهم ب(أنصار الله) -الحوثيون- والقوات الموالية لهم وللرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، بدأت بعد منتصف فجر يوم الخميس 5 جمادى الثانية 1436ه -26 مارس 2015، وذلك عندما قامت القوات الجوية الملكية السعودية بقصف جوي كثيف على المواقع التابعة لمسلحي جماعة ما يسمى (أنصار الله الحوثي) والقوات التابعة للمخلوع صالح في اليمن، فيما عدت عاصفة الحزم إعلان بداية العمليات العسكرية بقيادة المملكة، حيث تمت فيها السيطرة على أجواء اليمن وتدمير الدفاعات الجوية ونظم الاتصالات العسكرية خلال الساعة الأولى من العملية، وأعلنت السعودية بأن الأجواء اليمنية منطقة محظورة، وحذرت من الاقتراب من الموانئ اليمنية، وكان سمو وزير الدفاع قد حذر قبل بدء العمليات من عواقب التحرك نحو عدن، وجاءت العمليات بعد طلب تقدم به الرئيس اليمني الشرعي عبد ربه منصور هادي لإيقاف الحوثيين الذين بدأوا هجوماً واسعاً على المحافظات الجنوبية، وأصبحوا على وشك الاستيلاء على مدينة عدن، التي انتقل إليها الرئيس هادي بعد انقلاب 2014 في اليمن، وأعلنت مصر دعمها السياسي والعسكري للعمليات العسكرية وعن ترتيبات تجريها مع دول الخليج للمشاركة في العمليات ضد الحوثيين، وبدأت أول الضربات الجوية على مطار صنعاء وقاعدة الديلمي الجوية ومقر قيادة القوات الجوية التي كان الحوثيون قد سيطروا عليها وعينوا قائداً لها منهم، وفي 21 أبريل 2015 أعلنت قيادة العملية عن توقف عملية عاصفة الحزم وبدء عملية إعادة الأمل، وذلك بعد أن أعلنت وزارة الدفاع السعودية إزالة جميع التهديدات التي تشكل تهديداً لأمن المملكة العربية السعودية والدول المجاورة، وبعد أن تم تدمير الأسلحة الثقيلة والصواريخ البالستية والقوة الجوية التي كانت بحوزة ميليشيا الحوثيين والقوات الموالية للمخلوع لصالح.
جوانب من شخصية القائد
رصدت عدد من الصحف المحلية والعربية بل والأجنبية ووسائل إعلام مختلفة جوانب هامة من شخصية خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز، كيف لا وهو الشخصية اللافتة بمواقفها الصلبة الحازمة والإنسانية الحانية والثقافية المتابعة لكل حدث وكل إنتاجات الثقافة العربية، وكيف لا وهو من كان متابعاً حكيماً لمجالس والده ولقاءاته بالساسة والعلماء ورجالات الفكر والدبلوماسية وأهل الرأي، آراء وشهادات لبعض من عملوا معه أو عرفوه عن قرب، الذين اتفقوا على أنه جمع فضائل الخصال التي أهّلته ليكون رمزًا للعروبة والإسلام، ورأى هؤلاء أن الملك سلمان يمتاز بشخصية تتسم بالعديد من الصفات السياسية والتاريخية والثقافية والإدارية والإنسانية التي عرفها كل سعودي وعربي ومسلم عن قرب خلال عقود من خدمته -حفظه الله- لأمته والإنسانية، وأجمع القريبون من خادم الحرمين أنه يتمتع بالحزم والفراسة والفطنة والحضور الذهني والحكمة والمتابعة الدقيقة لكل شؤون البلاد، وحرصه الشديد على الاستماع لأصحاب الشكاوى والمظالم، واحترامه للوقت وانضباطه في العمل.
الشهامة والمروءة والعدل
حيث وصف الأمير الدكتور عبد العزيز بن عياف أمين مدينة الرياض السابق الذي عمل مع خادم الحرمين الشريفين لأكثر من خمسة عشر عامًا، بعض ما تتميز به شخصيته -حفظه الله- بأنه: الحاضر المتألق والفاعل الإيجابي في جميع قضايا الوطن، وهو القريب الخبير بكل ما يدور في أروقة الحكم والإدارة، والمستشار الأمين لولاة الأمر منذ عهد الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه- وأبنائه الملوك من بعده رحمهم الله جميعا، فقد ظل فيها مشاركًا ومساندًا وعضدًا أمينًا بارًّا بهم جميعًا، تجده دائمًا قريبًا حاضرًا وملمًّا بقضايا المملكة الداخلية والخارجية. ويضيف: هو المتابع الدقيق لشؤون المواطنين، وعنوان الشهامة والمروءة والعدل والانتصار للحق لكل مواطن ومواطنة، وهو الذي يتميز بالقدرة الفائقة على الإنجاز بكل ما تحويه الكلمة من مطلوبات متعددة من قوة وقدرة على اتخاذ القرار، واحترام للوقت، وحرص على الانضباط، وتواصل مستمر ومباشر مع المسؤولين.
ويتابع: أن خادم الحرمين الشريفين رجل لماح ذو خبرة واسعة وطويلة، وقائد يوجه من يعمل معه توجيهًا مباشرًا واضحًا، وهو مسؤول جاد متابع لواجباته قبل الآخرين، وهو صاحب قرار عملي، شجاع يبت في الأمور ولا يعلقها، ويحترم الوقت ويوظفه التوظيف السليم وبكل جد، مشيرًا إلى أنه الإداري المتمكن والمثقف الحكيم، وهو الصديق الوفي لكل فئات المجتمع، وهو الإنسان الواصل والمشارك للناس في مناسباتهم، أفراحهم وأتراحهم، وهو الفريد في معرفة الرجال وتقييمهم، الخبير بجغرافيا المملكة والموسوعة التاريخية ذات الإلمام بتاريخ المملكة القديم والمعاصر.
ويؤكد الأمير الدكتور عبد العزيز بن عياف أن الملك سلمان قبل كل شيء إنسان الخير المخلص الداعم لأعمال الخير والمساند لكل الأعمال الإنسانية، كما أنه المؤمن ذو الأصل والمنبت الذي منبعه روح دينية قوية وفطرة سليمة نقية طبعت سلوكه ونظرته وحكمه على الأمور.
جامعة للتعليم والخبرة
ويرى الأستاذ سحمي بن شويمي بن فويز الذي عمل مع خادم الحرمين الشريفين لأكثر من ربع قرن من الزمان معاصرًا تلك التجربة، أن الملك سلمان جامعة بحد ذاته، فهو لا يتذمر من المراجعين وإن زادوا على الخمسمائة مراجع يوميًّا، يستقبلهم بذات البشاشة والرفق والروح الطيبة التي تنم عن حب لابن هذه الأرض، وكان يتلمس حاجة الصغير قبل الكبير ويعطي كل ذي حق حقه، كما كان -متعه الله بالصحة والعافية- رجلاً بسيطًا ووفيًّا في تعاملاته بشكل يدعو للإكبار والإعجاب، وأضاف: كان يخجلنا كموظفين بدقته واحترامه الكبير والعميق للوقت وحضوره في بداية الدوام الرسمي للإمارة.
وأشار الأستاذ عساف بن سالم أبو ثنين إلى أن الملك سلمان حينما كان حاكمًا لمنطقة الرياض فترة طويلة زادت على الخمسين عامًا كان ذا حنكة عالية ومرونة في شؤون الحكم، تميزت بدرجة عالية من الانضباط الوظيفي طيلة فترة عمله، مما حوّل العمل الإداري للإمارة إلى ماكينة منضبطة تعمل على إيقاع سلمان بن عبد العزيز الذي جعل الجميع ممن حوله من موظفين وإداريين يعملون بنفس الهمة العالية والأداء المخلص.
ويشير أبو ثنين إلى أن هذا الانضباط العالي رافقته خصلة الحزم في التطبيق للقرارات التي تخدم المواطن وتعود بالخير على الوطن، ومن صفاته -حفظه الله- قوة الإيمان، وقربه من ربه، وصفة القوة والفطنة والذكاء والحسم السريع، وأيضًا من خصائص خادم الحرمين -حفظه الله-أنه يحب التثبت وعدم التسرع في اتخاذ القرار حتى يتأكد من كل الجوانب، وهو دائمًا يبحث عن الحقيقة ويحترمها وحينما يتخذ القرار لا يتردد.
وأكد أبوثنين أن الملك سلمان «كان سباقًا لقضاء حوائج الناس، خاصة من تكون ظروفهم صعبة أو ألّمت بهم كارثة أو مصيبة أو حالة مرضية، وليس هناك حاجب بينه وبين المواطنين، وقريبًا من الضعفاء والأيتام رفيقًا بهم، حريصًا على تواجده معهم، ومعرفة ظروفهم وأوضاعهم، خاصة حينما يرعى مناسبة لهم».
الانضباط والدقة
ويُشير زين العابدين الركابي -رحمه الله- في كتابه المعنون (سلمان بن عبدالعزيز.. الجانب الآخر) إلى حادثة طريفة وقعت له شخصيًّا مع الملك سلمان قائلا: كنت أسمع أن موظفي الإمارة يضبطون ساعاتهم على وقت مجيئه إليها، فأحببت أن ازداد استيثاقًا بطريقة ميدانية مباشرة، فذهبت إلى مكتبه مبكرًا قبل أن يجيء، فلما أخذ مؤشر الساعة يتجه إلى الوقت المعين، قلت: لعل شيئًا قد أخَّره هذه المرة، ولم يكد هذا الخاطر يجول في الذهن، حتى طلع علينا بادئًا يومه المنتظم.
ويُضيف الركابي أنّ هذا الالتزام الصارم ب(الدوام) -جيئةً وذهابًا- وعلى نحو مطّرد على مدار اليوم والأسبوع والشهر والعام، برهان عملي يومي على جعل الوقت (أولوية حضارية)، ويمكن وصف الملك سلمان -على الحقيقة أو المجاز- بأنه مقاتل دون وقته؛ أي أنه لا يسمح لأحد بتضييع وقته، ولا يجامل أحدًا في ذلك قط، وهذا حزم لا يباشره إلا من عظمت في حسه وتفكيره وإرادته قيمة الوقت.
وكان لبعض الكتاب والمحللين العرب إجماع على أن الملك سلمان رجل دولة من طراز رفيع، ويمتلك شخصية قيادية فذة، ومحنك سياسي من الدرجة الأولى، فقد قال عنه الدكتور حسن أبو طالب الخبير الاستراتيجي بمركز دراسات الأهرام: الملك سلمان أحد الذين يوصفون بأنهم يراعون التغيرات الإقليمية في المنطقة، مع مراعاة المصلحة العليا للمملكة، وهاتان سمتان لازمتان له، وهو ما يعد من أبرز الصفات التي يتم اختيار القيادات على أساسها في هذه المرحلة، كما أنه معروف بحرصه الشديد على المملكة، فضلا عن أنه مُجدد، لكنه غير مغامر في اتخاذ القرارات، بمعنى أنه متابع جيد للتطورات والأحداث الجارية.
شخصية محبوبة
ويرى الكاتب المصري أسامة سرايا أن الملك سلمان: شخصية محبوبة لدى الجميع، وهو صمام من صمامات الأمان في العالم العربي، مؤكدًا أنه ومن واقع خبرته ومعرفته بسلمان بن عبد العزيز عن قرب يُعد شخصية تتمتع بصفات القيادة والقدرة على حل المشاكل واتخاذ القرار المناسب.
ويشير الكاتب سمير عطا الله إلى أن الكثيرين في العالم العربي -رسميين وغير رسميين- يعرفون عن الملك سلمان أنه رجل الدولة النادر متعدد الصفات والخبرات والصداقات الرفيعة، سواء في العالم العربي أو على الصعيد العالمي، وأن سلمان عُرف عنه أنه الرجل الصبور والمتبصر الذي يمضي أكثر وقته في القراءة ومتابعة الأحداث العالمية، وأنه على خُلُق كبير، وهو ما يُعرف عنه في جميع الأوساط الشعبية والرسمية.
أقوى شخصية عربية
وقالت عنه مجلة (فوربس) الأمريكية التي اختارته كأقوى شخصية عربية وال14 عالميًّا في القائمة التي نشرتها المجلة، وشملت رؤساء وملوك عدد من دول العالم ورجال أعمال وشخصيات شهيرة على الصعيدين السياسي والاقتصادي: أن الملك سلمان اتخذ على الفور قرارات حاسمة، أعاد خلالها تكوين بنية هرم السلطة عبر تعيين اثنين من الجيل الثاني من نسل الملك عبد العزيز -مؤسس المملكة- لأول مرة في قيادة البلاد، كما قام الملك سلمان بإجراء أكبر تعديل وزاري، وإلغاء 12 هيئة وجهازًا، واستحدث مجلسين، وأعاد رسم قواعد السياسة الداخلية والخارجية لبلاده.
فعلى الصعيد الداخلي، أصدر الملك سلمان خلال فترة المائة يوم الأولى فقط من حكمه، 65 أمرًا ملكيًّا عبر ثلاث حزم هي الأسرع والأكبر في تاريخ المملكة، في توقيتها وتأثيرها ودلالاتها.
فبعد ساعات فقط من توليه الحكم، أصدر ستة أوامر ملكية عين بموجبها الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وليًّا للعهد ووزيرًا للداخلية، ونجله الأمير محمد بن سلمان وليًّا لولي العهد ووزيرًا للدفاع، مدشناً بذلك -بحسب متابعين- مرحلة جديدة في الحكم في المملكة، بدفع عناصر شابة في مفاصل الحكم.
وعلى الصعيد الخارجي، وفي بداية الأسبوع السابع من توليه الحكم، أطلق الملك سلمان بقيادة المملكة التحالف العربي الذي شن عملية عسكرية باسم عاصفة الحزم ضد الانقلابيين باليمن الحوثيين وحليفهم المخلوع صالح.
ووصفت عاصفة الحزم ومن بعدها عملية إعادة الأمل بأنها نجحت في توجيه رسالة قوية لإيران، وقلمت أظافر الحوثيين، ودفعتهم للرجوع إلى طاولة الحوار.
مناصب وأعمال خيرية
بالإضافة إلى إمارة منطقة الرياض تولى الملك سلمان بن عبد العزيز خلال مسيرته العديد من المناصب المهمة والمسؤوليات الرفيعة في المملكة العربية السعودية أبرزها:
- رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض.
- رئيس اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية.
- رئاسة مجلس الأمناء لمكتبة الملك فهد الوطنية.
- رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز.
- الأمين العام لمؤسسة الملك عبد العزيز الإسلامية.
- الرئيس الفخري لمركز الأمير سلمان الاجتماعي.
- رئيس مجلس إدارة مؤسسة الرياض الخيرية للعلوم، ويتبعها كل من جامعة الأمير سلطان الأهلية وواحة الأمير سلمان للعلوم.
- الرئيس الفخري لمجلس إدارة لجنة أصدقاء المرضى بمنطقة الرياض.
- رئيس مجلس أمناء مؤسسة عبد العزيز بن باز الخيرية.
- الرئيس الفخري لمجلس إدارة مؤسسة عبد العزيز بن باز الخيرية.
- رئيس مجلس إدارة جمعية الأمير سلمان للإسكان الخيري.
- رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض.
الجمعيات والهيئات التي رأسها وكان لها نشاط في الخارج:
- رئيس لجنة التبرع لمنكوبي السويس عام 1956م.
- رئيس اللجنة الرئيسية لجمع التبرعات للجزائر عام 1956م.
- رئيس اللجنة الشعبية لمساعدة أسر شهداء الأردن عام 1976م.
- رئيس اللجنة الشعبية لمساعدة الشعب الفلسطيني.
- رئيس اللجنة الشعبية لإغاثة منكوبي الباكستان عام 1973م.
- رئيس اللجنة الشعبية لدعم المجهود الحربي في مصر عام 1973م.
- رئيس اللجنة الشعبية لدعم المجهود الحربي في سوريا عام 1973م.
- رئيس اللجنة المحلية لإغاثة متضرري السيول في السودان عام 1988م.
- رئيس اللجنة المحلية لتقديم العون والإيواء للمواطنين الكويتيين إثر الغزو العراقي لدولة الكويت عام 1990م.
- رئيس اللجنة المحلية لتلقي التبرعات للمتضررين من الفيضانات في بنجلاديش عام 1991م.
- رئيس الهيئة العليا لجمع التبرعات للبوسنة والهرسك عام 1992م.
- الرئيس الأعلى لمعرض المملكة بين الأمس واليوم الذي أقيم في عدد من الدول العربية والأوروبية وفي الولايات المتحدة وكندا خلال الفترة 1985م / 1992م.
- رئيس اللجنة العليا لجمع التبرعات لانتفاضة القدس بمنطقة الرياض 2000م / 1421ه.
وقد عرف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بأعماله وجهوده الخيرية الواسعة، حيث يتولى رئاسة مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، والرئاسة الفخرية لجمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي، والرئاسة الفخرية للمركز السعودي لزراعة الأعضاء، وغيرها العديد من الجهات.
ومنذ 1956، تولى الملك سلمان رئاسة مجلس إدارة العديد من اللجان الإنسانية والخدماتية التي تولت مسؤوليات أعمال الدعم والإغاثة في العديد من المناطق المنكوبة حول العالم، سواء المناطق المتضررة بالحروب أو بالكوارث الطبيعية. وقد نال خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان عن جهوده الإنسانية هذه العديد من الأوسمة والميداليات من دول عدة بينها البحرين والبوسنة والهرسك وفرنسا والمغرب وفلسطين والفيليبين والسنغال والأمم المتحدة واليمن.
الأوسمة والجوائز
يحمل خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز وشاح الملك عبد العزيز من الطبقة الأولى والذي يعد أعلى وسام في المملكة العربية السعودية كما حصل على العديد من الأوسمة والجوائز مثل:
- وسام بمناسبة مرور ألفي عام على إنشاء مدينة باريس وقلده الوسام الرئيس جاك شيراك في باريس عام 1985م.
- وسام الكفاءة الفكرية حيث قام ملك المغرب الحسن الثاني في الدار البيضاء عام 1989م بتقليد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان الوسام.
- جائزة جمعية الأطفال المعوقين بالمملكة للخدمة الإنسانية.
- وسام البوسنة والهرسك الذهبي لدعمه وجهوده لتحرير البوسنة والهرسك.
- الوسام البوسني للعطاء الإسلامي من الدرجة الأولى تقديراً لجهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في نصرة الإسلام والمسلمين في البوسنة والهرسك.
- درع الأمم المتحدة لتقليل آثار الفقر في العالم.
- وسام نجمة القدس تقديرا لما قام به- حفظه الله- من أعمال استثنائية تدل على التضحية والشجاعة في خدمة الشعب الفلسطيني.
- وسام (سكتونا) الذي يعد أعلى وسام في جمهورية الفلبين تقديراً لمساهمته الفعالة في النشاطات الإنسانية ودعمه للمؤسسات الخيرية ولجهوده في الارتقاء وتحسين مفهوم الثقافة الإسلامية.
- الوسام الأكبر الذي يعد أعلى وسام في جمهورية السنغال.
- زمالة بادن باول الكشفية من قبل جلالة ملك السويد كارل جوستاف السادس عشر.
- جائزة البحرين للعمل الإنساني لدول مجلس التعاون الخليجي.
- جائزة الأولمبياد الخاص الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تعد أرفع جوائزها وذلك على جهوده حفظه الله في خدمة المعوقين بالمملكة وتشجيع البحث العلمي في مجال الإعاقة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.