ذهب أحمد عيد وحل محله عادل عزت على رئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم.. لا أعرف ما هو الفرق بين الرجلين. إذا كان ثمة فرق فالجماهير لن تراه في القدرات أو الإمكانيات أو خدمة الكرة السعودية.. ستنظر فقط في ميوله الكروية وتاريخه مع فريقها.. في الكرة لا أحد يسلم.. لنفترض أنه هلالي. إذا ساند الهلال سيكون عرضة لانتقادات خصوم الهلال، وإذا تصدى للهلال أو حتى جلس على الحياد فلن يسلم من جماهير الهلال. العمل في المجال الرياضي يا معي يا ضدي.. التعصب وقود الرياضة وملحها وأساس تطورها.. دون تعصب لا انتماء.. هو الطاقة التي تحمي الميول من التذبذب والضعف.. لكي تعيش في جو الكرة عليك أن تكون متشددا ذا رأي واحد لا يحيد عنه.. امتلاكك العقيدة يسهل عليك الوقوف في المكان الصحيح في عالم الوهم.. ستلاحظ أهمية التعصب من دوران هذه الكلمة على كل الألسن. تهمة كبيرة لا يقبلها الإنسان على نفسه، ولكنه يتهم الآخرين بها بسهولة. من أراد أن يشتم خصمه اتهمه بالتعصب، ومن أراد أن ينصح خصمه طالبه بترك التعصب، ومن أراد تبرئة نفسه أعلن براءته من التعصب. لا يوجد مشجع أو صحفي رياضي أو مسؤول رياضي دون أن يكون له ميول تجاه فريق أو آخر.. هذا الميول لن يكون له قيمة وقوة إذا لم يغذيه التعصب ويحميه. إذا تخفف الإنسان من الميل الأعمى رأى الحقيقة وإذا رأى الحقيقة تبخر وهم الصراع. على ماذا يتصارع الهلاليون والنصراويون؟ حقيقة لا شيء.. ما الذي يهمني أن يفوز الهلال أو النصر؟ لا أعرف من لاعبي الفريقين أحدا على المستوى الشخصي ولا يعنيني أمرهم. وحتى على مستوى العطف الإنساني لا أحد يدفعني أن أكون إلى جانبه دون الآخر.. ثم ما الذي يعنيه أن أتفرج على مجموعة من الشباب يتراكضون خلف كرة قيمتها لا تتعدى مئة ريال.. كثير من الناس لا ينام إذا هزم فريقه، لكن التعصب يمنعه من النظر إلى سخف موقفه. أعقل وأرزن عنصر في المنظومة الرياضية هو اللاعب.. هذا الشاب هو محور الكرة والأكثر كسبا فيها وشهرة، ولكنه أقل الأطراف الكروية تعصبا.. هو الوحيد الذي يملك النفسية التي تسمح له التنقل بين النوادي وتغيير ولائه حسب الدفع.. بقية الأطراف أسرى التعصب، لكن تذكر أن مراجعة هذا التعصب ستجعلك تراجع كثيراً من الأوهام التي تصيغ حياتك فتقع في شرك الحقيقة.