* كنت أعاني من قصر القامة وتم تشخيصي بنقص هرمون النمو في الصغر وقد قرر لي الأطباء استخدام هرمون النمو. وبالفعل استخدمت هرمون النمو لمدة عشرة سنوات وبلغت من العمر الآن 20 عاما، وقد سمعت ان استخدام هرمون النمو لا يتوقف عند حد البلوغ ولكن ينصح باستخدامه بعد مرحلة البلوغ، فما صحة هذا الاعتقاد؟ * نعم بالفعل، يخطئ من يعتقد أن فوائد هرمون النمو قاصرة على الأطفال وفقط في مرحلة النمو. فقد أقرت إدارة الدواء والغذاء الأمريكية استخدام هرمون النمو عند البالغين أيضا. وهم البالغون الذين كانوا يعانون من نقص هرمون النمو في الصغر وليس لكل بالغ. إن الطفل المصاب بنقص هرمون النمو والذي تم تشخيصه في الصغر بتحليل مستوى هرمون النمو لديه، يعطى له هرمون النمو حتى بلوغه وإتمام نموه الطولي، ولكن إذا اكتمل البلوغ، فالمفترض عمل تحليل هرمون نمو تحفيزي مرة أخرى له للتأكد من أنه يعاني من نقص هرمون النمو عند الكبر وليس فقط بالاعتماد على التحليل الابتدائي عند الصغر. السؤال هنا ما هي أهمية هرمون النمو بعد البلوغ وبعد اكتمال النمو. تشمل فوائد هرمون النمو للكبار والبالغين زيادة القدرة على تحمل التمارين الرياضية والاستمرار عليها وذلك بسبب قدرة هرمون النمو على زيادة حجم العضلة وزيادة قدرتها الحركية وأيضا يعمل هرمون النمو على زيادة كثافة العظام وخفض مستوى الدهون في الجسم. ومن هذا المنطلق يتضح لنا أن الشخص البالغ الذي يعاني من نقص هرمون النمو ولا يعوض بهرمون النمو إما غفلة أو إهمالا فإنه سيعاني من التعب والإرهاق وزيادة الوزن والوهن أيضا. ولكن المشكلة تكمن أن الكثير من الأطباء وخاصة أطباء الغدد الصماء للبالغين لا يستخدمون هرمون النمو في هذه الشريحة من هؤلاء المرضى. استخدام هرمون النمو * نجد أن البعض يتوجه إلى استخدام هرمون النمو وهم لا يعانون من نقصه، وخاصة أولئك الذين تقدم بهم العمر. فما هو الدليل على كفاءة هذا الاستخدام؟ * كما هو معروف أن الهرمونات بصفة عامة وهرمون النمو بصفة خاصة يقل مقداره مع تقدم العمر، ويعتقد البعض أن الوهن والتعب الذي يعاني منه كبار السن إنما هو بسبب نقص هذه الهرمونات ومنها هرمون النمو. هنا يجب القول إن الاستخدام الخاطئ وغير المرخص به لهرمون النمو قد يؤدي إلى أعراض غير محمودة، ومن هذه الأعراض الجانبية تجمع الماء في الجسم، إن احتباس السوائل في الجسم قد يؤدي إلى ألم المفاصل وخاصة ألم في المعصم واليد أو الكفين على وجه الخصوص، وأيضا قد يؤدي ذلك إلى ألم في الرأس وزيادة ضغط الدم في الدماغ، ومن الأعراض الجانبية إصابة المستخدم لها بزيادة حجم الثديين وخاصة لدى كبير السن الذي يعاني من نقص الهرمونات الذكرية المؤدية لزيادة حجم الصدر. يتصف بعض كبار السن والطاعنين في العمر بنقص هرمون النمو، وهذه صفة تكثر في الكثير من الناس، ويبقى التساؤل الأكثر حيرة هو هل نحن بحاجة لتعويض هذا النقص الهرموني. تدل بعض الدراسات أن الطاعنين في السن قد يكونوا بحاجة إلى هرمون النمو، حيث يزيد من قوة العضلات والنشاط البدني وكذلك بعض النشاط الجنسي، ومن الدراسات التي تبدي تخوفا من الاستخدام المتأخر لهرمون النمو هو احتمالية تسببه في حدوث بعض الأورام. فكما هو معروف أن كبير السن يكون عرضة للأورام وهرمون النمو من الهرمونات التي تسبب نمو الخلايا، وبالرغم أنه لا توجد دراسة توضح العلاقة بين هرمون النمو وبين حدوث الأورام في الإنسان، إلا أن بعض الدراسات على الحيوان أوضحت احتمالية إصابة الحيوان بالأورام في حالة استخدام هرمون النمو بكميات كبيرة ولمدة طويلة. انطلاقا من هذه الدراسات الحيوانية، أبدى الكثير من أطباء الغدد الصماء تخوفهم من استخدام هرمون النمو في العمر المتقدم، ولكن بالرغم من هذا التخوف وهذا التحذير نجد البعض من الناس الطاعنين في العمر يستخدمون هرمون النمو، وليست هناك دراسات واضحة في هذا الصدد ولكن من التجارب المحدودة تبين أن البعض أبدى استحسانه من هذا الهرمون. ليس التحدث هنا عن استخدام هرمون النمو لدى الطاعنين في العمر هو أننا نصرح أو ندعو أو نشجع هذه الشريحة من الناس للإقدام على استخدام هرمون النمو ولكن لتوضيح بعض استخدامات هرمون النمو لدى الناس بمختلف شرائحهم وطبقاتهم. قصر القامة والسكري * يعاني طفلي الذي يبلغ من العمر ثماني سنوات من نقص هرمون النمو حيث أنه يعاني من قصر القامة وأيضا هو مريض سكري. لقد أبلغني طبيبه أن هرمون النمو قد يرفع مستوى السكر في الدم، فكيف لي أن استخدمه؟ * التخوف الأكثر انتشارا من الأعراض الجانبية لهرمون النمو هو ارتفاع مستوى السكر في الدم لدى المريض المستخدم لهرمون النمو. وبالرغم من إن هذا العرض الجانبي هو نادر الحدوث إلا أن التخوف بين العامة منتشر نوعا ما. ويجب التنويه هنا أن ارتفاع السكر بسبب هرمون النمو واستخدامه هو ارتفاع مؤقت وليس دائما، أي أن هذا الارتفاع يزول بزوال المسبب وهو استخدام هرمون النمو. ومعنى ذلك أن استخدام هرمون النمو لا يسبب إطلاقا مرض السكري المعروف والذي يصيب الأطفال وإنما هو ارتفاع مؤقت في مستوى السكر في الدم. ومن الملاحظ أن هذا الارتفاع في سكر الدم يتناسب مع جرعة هرمون النمو المستخدمة، أي أنه كلما زادت جرعة هرمون النمو المستخدمة كلما ارتفع مستوى السكر في الدم وإذا تم إيقاف هرمون النمو نجد أن مستوى السكر يعود إلى سابقه بعد عدة أيام من إيقاف الهرمون ولذا نود التنويه أن الأمر ليس مزعجا كما يعتقده البعض من مرضى نقص هرمون النمو المستخدمين لهذا الهرمون. وعادة ما يقوم الطبيب بحساب مستوى السكر في الدم لدى المرضى الذين يتعاطون هرمون النمو أو يقوم الطبيب بطلب تحليل معدل السكر التراكمي بين الحين والآخر. كما يقوم الطبيب بتحليل أحد عوامل هرمون النمو للتحقق من جرعة هرمون النمو.