في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز "حفظه الله"، اطلقت المملكة واحدة من أكبر المبادرات الدولية والاقليمية والإسلامية في مكافحة آفة الارهاب، بتشكيل التحالف العربي الإسلامي لمحاربة هذا الداء. وتلقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد ووزير الدفاع رسالة من الوزير المسؤول عن شؤون الدفاع في سلطنة عمان، بدر بن سعيد البوسعيدي، تتضمن انضمام السلطنة للتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، في خطوة لم تكن مستغربة، في ظل التوجه العماني السياسي المتلائم مع المصالح العربية والإسلامية، والخليجية بصفة خاصة، ويعد انضمام السلطنة إلى تحالف الدول الإسلامية لمكافحة الإرهاب خطوة مهمة واستراتيجية في سياق الفهم المشترك للدول الإسلامية، كما يعد مؤشراً هاماً على إيمان السلطنة بأهمية تحقيق السلام والأمن والاستقرار في المناطق، التي يسودها العنف الإرهابي المسلح، وضرورة تشكيل قوة إسلامية يكون هدفها إشاعة السلام في العالم الإسلامي من خلال محاربة الإرهاب والتطرف. وفي هذا الصدد تحدث ل"الرياض"مجموعة من الخبراء الاستراتيجيين والإعلاميين والسياسيين والمثقفين مستبشرين بهذه الخطوة خيراً. و قال الملحق الثقافي السعودي لدى الامارات الاستاذ مساعد الجراح ل"الرياض" ان إعلان الشقيقة سلطنة عمان انضمامها ضمن اطار التحالف العسكري الإسلامي يعتبر حدثاً مهما ومفرحا على المستويين الشعبي والرسمي في دول المجلس بلا استثناء. وأضاف الجراح اضحى اليوم مجلس التعاون يتمتع بإجماع كامل لأعضائه وهذه خطوة كبيرة نحو التكامل الخليجي بحول الله. وأكد أن ما تعانيه المنطقة من مخاطر شتى يحتم على دول المجلس توحيد الرؤية والمسار فالهم مشترك بين الجميع، منوها إلى ان القرار العماني محل تقدير الجميع في المنطقة والإقليم. وأكد ل"الرياض" النائب البحريني جمال بوحسن الأمين العام للمبادرة البرلمانية العربية إن انضمام سلطنة عمان مرحب به من جميع العالم الإسلامي؛ لأنها جزء أصيل من الأمة، ومهم في أن تكون ركناً أساسيا في مواجهة التحديات التي تواجه الأمة، خاصة أن التحالف العسكري مشروع إسلامي هادف لصلاح الأمة وشأنها، وحفظ أمنها واستقرارها، مؤكداً أن الوضع بالمنطقة في صالح المملكة ودورها السياسي، ومن ذلك نجاح حملة عاصفة الحزم وإعادة الأمل، وفشل مخططات تسويق الانقلابين في اليمن. وتابع بوحسن: "ولا يخفى أيضًا أن سلطنة عمان قامت بالعديد من المناورات العسكرية بالتضامن مع دول الخليج، ولديها خبرة عسكرية تاريخية في المجال البحري؛ ولهذا قامت بالعديد من المناورات مع المملكة المتحدة التي تعتبر رائدة في مجالات الدفاع البحري، وبشكل عام، فإن انضمام سلطنة عمان لدول التحالف الإسلامي دليل على أن مسقط لديها رؤية عميقة في المسائل الأمنية والاستراتيجية، ولديها حرص كبير على وحدة الصف الخليجي أمام التحديات الهائلة التي تمر بها المنطقة". وقال د. فؤاد عبدرب النبي الخبير الاستراتيجي ل"الرياض" ان انضمام سلطنة عمان رسالة سياسية لعزمها في مواجهة المخاطر والتهديدات، ومؤكّدة مشاركتها لدول المنطقة إجماعها حول عدد من القضايا والثوابت. وقال الكاتب والمحلل السياسي السوداني محمد الشريف ل"الرياض"، : "إن الأمير محمد بن سلمان، نجح في حشد عدد ضخم بلغ 40 دولة في التحالف، ورفع انضمام سلطنة عمان الرقم إلى 41 دولة مشاركة، مؤكداً أنه يُعد نجاحا دبلوماسيا سياسيا لسمو ولي ولي العهد، الذي يعمل ليل نهار، كي يتجسد التحالف في أعمال على ارض الواقع لتعزيز إرادة الأمة لمواجهة مخاطر الإرهاب، الذي أصبح جسراً لتهديد الأمن القومي العربي الإسلامي، وغطاءً لمخططات الهيمنة والسيطرة على الأمة وثرواتها". وقال د. عزيز بن فرحان العنزي ل"الرياض" إن الانضمام يعني اكتمال الكيان الخليجي، لمواجهة كل التحديات التي تواجهها الأمتان العربية والإسلامية، وقد نذرت دول مجلس التعاون لخدمة السلام للمنطقة والعالم، مضيفا إن الهدف الذي وضعته دول مجلس التعاون هو الذي جعلها تحتل المكانة العظيمة داخل المجتمع الدولي، وأصبحت دولا فاعلة في كل مفاوضات السلام التي تجري، إلى جانب مكانتها الاقتصادية العالمية، وهذه بداية لحل جميع المشاكل العربية من حولنا. وقال د. صالح السحيباني الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الاحمر والصليب الاحمر ل"الرياض" ان انضمام سلطنة عمان الى التحالف الاسلامي لمكافحة الارهاب يعد خطوة ذكية ومتقدمة فى الاتجاه الصحيح لاهمية ومكانة سلطنة عمان الاستراتيجية والتاريخية كونها عضو في مجلس التعاون الخليجي. واضاف السحيباني: "أثلج صدورنا انضمام الشقيقة سلطنة عمان إلى التحالف وهذا الخبر يحمل في مضامينه وأبعاده كثيرًا من المؤشرات والارهاصات، لما لعمان تحديدًا من مكانة متميزة نظرًا لموقعها الجيوسياسي، فهي بوابة منطقة الخليج، ونقطة اتصالها ببحر العرب ومن ثم المحيط، في زمن أصبح لتحالف الكتل السياسية أبعادًا ليس على المستوى الإقليمي فحسب، بل العالمي أيضًا". وصرح المحامي والحقوقي عمرو عبدالسلام نائب رئيس منظمة الحق الدولية لحقوق الانسان ل"الرياض" ان قرار سلطنة عمان بالانضمام الى اكبر تحالف عسكري اسلامي لمحاربة الارهاب والتطرف هو قرارا حكيم نابع من شعور سلطنة عمان بالخطر المحدق الذي يهدد الامة العربية والاسلامية، كما ان اقبال الدول العربية والاسلامية علي الانضمام لهذا الحلف سيعزز من قوة التحالف وترابطه و يدل علي وحدة وتكاتف الدول العربية والاسلامية في محاربة الارهاب والتطرف الذي اصبح جسرا يهدد الامن القومي العربي الاسلامي. واختتم عبدالسلام تصريحاته بان انضمام سلطنة عمان سيدفع باقي الدول الاسلامية والعربية الي سرعة الانضمام لهذا التحالف القوي لتكتمل اللحمة العربية والاسلامية من اجل التوحد تحت مظلة عربية اسلامية تستطيع ان تواجه العنف والارهاب في الدول التي يسودها الارهاب المسلح كما انه سيسمح للدول الاعضاء من الاستفادة من التنسيق والتعاون الامني والاستخباري مما يؤدي الي زيادة الاستقرار والحفاظ علي الامن القومي العربي الاسلامي. وقال د. احمد الدوسري الخبير الاستراتيجي البحريني ل"الرياض" ان انضمام سلطنة عمان الى التحالف الاسلامي ضد الارهاب يعد خطوة متقدمة نحو الاتجاه الصحيح لهذا التحالف المهم الذي سوف يتصدى للارهاب، وهذا الارهاب ليس خطر علي المنطقة فحسب بل على العالم كله. واكدت الاعلامية السورية تهامة بيرقدار ل"الرياض" إلى أن قرار سلطنة عمان الانضمام للتحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب جاء بسبب صدق الدعوة وإخلاص الموقف السعودي الثابت لحماية المنطقة من هذا السرطان الخطير،.. فهنيئا لسلطنة عمان وكل مَنْ انضم لهذا التحالف، الذي يعد قوة لكل عربي مسلم. من جانبه قال الاستاذ محمود الكعبي الامين العام للجبهة العربية لتحرير الاحواز الاسبق ل"الرياض" ان انضمام سلطنة عمان للتحالف الاسلامي افرحنا كثيراً لما لهذه الدول الخليجية من اهمية فى حفظ الامن والاستقرار في المنطقة، وسلطنة عمان التي عرفت بسياستها المعتدلة والحكيمة لاتتخلي ابداً عن دول الخليج. واضاف الكعبي نبارك لسلطنة عمان على هذه الخطوة الذكية التي جاءت فى الوقت المناسب وهو ما يعزز وحدة المنطقة الخليجية وامن واستقرار المنطقة ضد الارهاب. واكد د. سعران الشمري الخبير الامنى الاستراتيجي ل"الرياض" بقوله: "لقد سررنا بهذه الخطوة الذكية والمهمة لانضمام سلطنة عمان الشقيقة الي هذا المحور المهم وهو التحالف الاسلامي ضد الارهاب لان الارهاب يهدد امن واستقرار المنطقة والعالم، وقد اتخذت سلطنة عمان هذه الخطوة المهمة ادراكاً منها لخطورة الارهاب على المنطقة والعالم اجمع. واضاف الشمري ان ماعرفت به سلطنة عمان من سياسيات حكيمة ومحايدة جعلتها تتخذ هذه الخطوة لحماية امن المنطقة من الاخطار الخارجية. وأشاد مجلس علماء باكستان بانضمام سلطنة عمان إلى التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، وقال رئيس مجلس علماء باكستان الشيخ محمد طاهر محمود الأشرفي في بيان صادر عن المجلس بأن هذه الخطوة المباركة من سلطنة عمان ستعزز بلا شك قوة التحالف الإسلامي ضد الإرهاب كما أنها تعكس حكمة السلطان قابوس بن سعيد ووقوفه مع كل ما يزيد من قوة الترابط بين الدول الإسلامية. كما رحب الاتحاد العالمي لجماعات أهل السنة بانضمام سلطنة عُمان للتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب. وقال المتحدث الرسمي باسم الاتحاد نائب رئيس جمعية أهل الحديث المركزية في باكستان الشيخ علي أبوتراب: "إن قرار انضمام سلطنة عمان إلى دول التحالف الإسلامي قرار حكيم، ويدل على التكاتف بين الدول الإسلامية ضد الإرهاب، مشيراً إلى أن قرار سلطنة عمان يصب في مصلحة الجميع، والدول الإسلامية بحاجة إلى التكاتف والتحالف أكثر من أي وقت مضى. وطالب الاتحاد قادة جميع الدول الإسلامية بالتحرك لمواجهة الإرهاب والتطرف. د. أحمد الدوسري محمد الشريف محمود الكعبي د. صالح السحيباني د. عزيز العنزي تهامة بيرقدار د. سعران الشمري جمال بوحسن عمرو عبدالسلام