قالت شركة كهرباء في ولاية فيرمونت الأميركية إن شفرة مرتبطة بعملية تسلل إلكتروني روسية واسعة النطاق أطلقت عليها إدارة الرئيس باراك أوباما اسم (جريزلي ستيب) رصدت في كمبيوتر شخصي له علاقة بالشركة لكنه ليس متصلاً بالشبكة. وقالت إدارة برلينجتون للكهرباء في بيان "تصرفنا على الفور لعزل الكمبيوتر الشخصي وأبلغنا المسؤولين الاتحاديين بهذا الأمر". وأضافت "يعمل فريقنا مع المسؤولين الاتحاديين لتعقب هذا الشفرة الخبيثة والتصدي لأي محاولات أخرى لاختراق أنظمة المرافق. أبلغنا مسؤولي الولاية وسندعم التحقيق بشكل كامل". الى ذلك صرح مصدر من مكتب الرئيس الروسي بأن الرئاسة الروسية قررت إرسال طائرة تابعة لها إلى أميركا لاعادة الدبلوماسيين غير المرغوب فيهم الروس إلى بلادهم، طبقا لما ذكرته وكالة "سبوتنيك" الروسية للانباء أمس السبت. وكانت الإدارة الأمريكية قد أعلنت قرارها طرد 35 دبلوماسياً روسياً بتهمة ملفقة تصمهم بالتجسس. يُذكر أن الدبلوماسيين الروس "غير المرغوب بهم" واجهوا صعوبات في شراء تذاكر سفر إلى موسكو لأن تذاكر السفر قبل رأس السنة كانت قد نفدت. هل ترد واشنطن بالمثل هل تستكمل واشنطن التي فرضت الخميس عقوبات على موسكو لاتهامها بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الاميركية هذه الاجراءات بهجوم معلوماتي؟ السؤال مطروح على الادارة الاميركية، لكن قراراً بالقيام بذلك سيكون خطوة غير مسبوقة ومحفوفة بالمخاطر. وتشمل الاجراءات التي اعلنها الرئيس الاميركي باراك اوباما قبل أقلّ من شهر على مغادرة البيت الابيض طرد 35 شخصاً اتهموا بانهم عملاء استخبارات، وإغلاق مقرين في شمال شرق الولاياتالمتحدة اعتبرا قاعدتين يستخدمها هؤلاء العملاء. كما فرضت الولاياتالمتحدة عقوبات اقتصادية على جهاز الاستخبارات العسكرية الروسية "جي ار يو" وجهاز الامن الفدرالي (اف اس بي، كي جي بي سابقا) وعلى اربعة مسؤولين في جهاز الاستخبارات العسكرية بينهم رئيسه ايغور كوروبوف. واعلن اوباما انه لن يتوقف عند هذا الحد. وتتهم واشنطنموسكو بتنسيق القرصنة المعلوماتية التي طاولت الحزب الديموقراطي والبريد الالكتروني لفريق المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون وأثرت، بحسب الحزب، على نتائج الانتخابات الرئاسية الاميركية التي فاز فيها دونالد ترامب الداعي الى علاقات جيدة مع روسيا. وحذر الرئيس الاميركي المنتهية ولايته من ان بلاده ستتخذ تدابير أخرى للرد "في الوقت الذي نختاره" بما في ذلك من خلال عمليات سرية لن يتم إطلاع الرأي العام عليها. ويمكن ان تكون هذه العمليات السرية رداً معلوماتياً تقوم به مثلا وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سي آي ايه" القادرة على الوصول الى كل الشبكات المعلوماتية في العالم. وسيكون هذا الرد بمثابة تأكيد من واشنطن للرئيس الروسي فلاديمير بوتين على قدرتها على استخدام القرصنة والاختراقات الالكترونية لبلبلة السلطة الروسية. ويقول ايفان بتروتسكي ومايكل بوزنانسكي، وهما جامعيان أميركيان متخصصان في السياسة الدولية والاستخبارات، ان الهجمات المعلوماتية يمكن ان تستهدف أيضا أجهزة كمبيوتر تابعة لمقربين من بوتين. وكتب بتروتسكي وبوزنانسكي في مقال نشره مؤخرا موقع "وور أون ذي روكس" الاميركي الذي يتابع قضايا الامن والحرب ان "استهداف هؤلاء المسؤولين الذين يعتبر دعمهم أساسيا لبوتين يمكن ان يشكل رادعاً كافياً لعدم السعي الى التدخل مجددا في الانتخابات". واضاف معدا المقال ان السلطات الاميركية يمكن ان تسعى الى زعزعة المؤسسات المالية الروسية "بهدف تغيير موقف الرأي العام الروسي ضد النظام"، دون أن يعطيا تفاصيل حول الشكل الذي يمكن ان تتخذه هذه الهجمات. وتقول سوزان هينيسي، مسؤولة الشؤون القانونية السابقة لدى وكالة الامن القومي "ان اس اي"، ان العقوبات يجب ان ترافقها عملية سرية "تتضمن تهديدات محتملة إزاء مسؤولين في الكرملين حتى يدركوا ان بوسعنا بلوغ مواقع يعتقدون أنها محمية". الا ان الخبراء يجمعون على نقطة وهي ان قيام دول بشن هجوم معلوماتي على دول اخرى مغامرة مجهولة العواقب وتتضمن مخاطر كبيرة لان هذا المجال لا يزال غامضا الى حد كبير. ويقول ستيف غروبمان، المدير الفني في "انتل سكيورتي"، المجموعة الاميركية المتخصصة في الامن الالكتروني، "يجب التخطيط جيداً لاي رد معلوماتي سري وتنفيذه بدقة لتفادي إلحاق أضرار جانبية بأنظمة معلوماتية لم تكن مستهدفة".