منذ توليه مقاليد الحكم في الثالث والعشرين من يناير عام 2015، بدا واضحاً أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله ورعاه-، يحمل مشروعاً تطويرياً طموحاً وشاملاً متكاملاً، يهدف إلى تفعيل دور المملكة العربية السعودية الريادي في المنطقة، بما يتناسب وثقلها العربي والإقليمي الكبير، سواء على الصعيد العربي أو الإسلامي أو العالمي. وعندما أصبح الملك سلمان حاكماً وقائدا للمملكة العربية السعودية، قلة هم الناس الذين توقعوا حدوث تغيير جذري وكبير، إلا أن الملك الحازم والجاد والقوي الذي شغل منصب إمارة الرياض لفترة طويلة من الزمن، عرف عنه المثابرة والجد والحسم أنه كان يتمتع بقدرات قيادية كبيرة ومؤثرة، وشخصية قيادية تتمتع بكاريزما مميزة وذكية، جعلته من القلائل الذين يمكن أن يشار اليهم بالبنان، على مستوى المنطقة والعالم، كشخصية قيادية مؤثرة، لها حضورها القوي والفاعل، ليس على المستوى الداخلي للملكة وإنما في الكثير من القضايا والمعضلات التي تعاني منها المنطقة، ولاسيما في ظل استمرار التدخل الخارجي فيها، وما ينتج عن هذا التدخل من خسائر كبيرة على المستوى العربي عامة. جولات خليجية وعربية لتقوية التضامن العربي ورغم الحزم الشديد الذي يتمتع به خادم الحرمين الشريفين، لكنه ليس من أولئك الذين يدخلون في مواجهات عقيمة، وإنما هو شخصية عميقة التفكير، لا تعتمد على الارتجالية أو العاطفة في اتخاذ القرارات المصيرية، ولذلك فقد تفرغ الملك سلمان بن عبدالعزيز ومنذ اللحظات الأولى لتوليه منصبه، للتصدي للمخاطر التي تحيق بالمملكة والمنطقة، في إطار سلم أولويات رسمت خطواته بدقة عالية وحاسمة، حيث إنه اتخذ بعيد توليه منصبه الكثير من القرارات الشجاعة التي كان لها كبير الأثر على المنطقة، وخاصة في إطار الدفاع عن الأمة العربية والإسلامية ومواجهة المخاطر التي تحيق بها بكل شجاعة واقتدار. فبعد فترة وجيزة من الزمن لم يتردد الملك سلمان بن عبد العزيز، للتصدي لأخطر مؤامرة كانت تحاك للمملكة والمنطقة الخليجية والعرب، عبر مليشيات الحوثيين الطائفية والمخلوع صالح الانقلابية في اليمن ضد الشرعية وإدخال اليمن في دوامة من الحرب الأهلية، والتي سعت إلى مصادرة السلطة والانقلاب على الشرعية اليمنية، لتكون جسراً للمخططات الإيرانية التي تمهد لزيادة التوسع والتغلغل في المنطقة العربية، تحت يافطات دينية مشبوهة، وشعارات ذات طابع طائفي كريه. وهكذا وفي السادس والعشرين من مارس لعام 2015، انطلقت عاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية، لتعيد الأمور إلى نصابها، ولتحمي الشرعية في اليمن، لصالح المشروع الوطني اليمن والعربي القومي، وحماية الأمن الخليجي كله، الذي باتت التهديدات والاستفزازات الإيرانية تمثل الخطر الأكبر بالنسبة لهذا المشروع، لتكون عاصفة الحزم العنوان الأبرز لحزم وشجاعة خادم الحرمين الشريفين في هذة المرحلة الحرجة، الذي لم يكتفِ بمواجهة التحديات الكبيرة القادمة من اليمن، والتي يمثل الحوثيون ومليشيات المخلوع صالح جسراً حقيقياً لعبورها، وإنما زاد من حجم الدعم للثوار في سورية، مبرزاً الدور الحاسم للمملكة في دعم مطالب الشعب العربي في سورية. ويمكن القول إن عاصفة الحزم قطعت الطريق على إيران التي حاولت مع الأسف من الفوضى العارمة التي تضرب المنطقة، لبسط نفوذها في العالم العربي، الأمر الذي أجبر المملكة العربية السعودية على فرض إجراءات أكثر صرامة وقوة، لحماية أمنها الوطني والقومي العربي، وهكذا مثلت عاصفة الحزم أبرز الخطوات الجريئة التي حملها الملك سلمان بن عبدالعزيز، فكان الحزم إزاء التغلغل الإيراني أبرز العناوين التي ظهرت في السياسة العربية السعودية بقيادته. ونلاحظ هنا أن الملك سلمان الذي يدرك أهمية القوة، واستعمالها في الوقت المناسب، لا يدخر جهداً منذ توليه الحكم، في متابعة القوات المسلحة السعودية وإحاطتها بوافر رعايته واهتمامه، فكانت صفقات السلاح التي تهدف إلى زيادة قدرات القوات المسلحة للقيام بدورها، وكانت مناورات رعد الشمال في شمال المملكة التي اعتبرت أكبر ثاني حشد منذ "عاصفة الصحراء" عام 1991، في تمرين عملياتي تكتيكي، قابل للتتحول إلى "مناورة قتالية" عند الحاجة للتدخل في أي مكان من العالمين العربي والإسلامي مثل سورية أو العراق، كما أنها أعطت رسالة قوية مفادها أن المملكة لا يمكن أن تفاجأ بقوة عسكرية تهاجمها، وأشار إلى أن أي دولة خليجية تتعرض للتهديد ستكون إلى جانبها بقية الدول المشاركة في المناورة. ولا يغيب عنا ونحن نتحدث عن سياسة خادم الحرمين الشريفين أهمية التوقف عند الأنشطة الفعالة التي قام بها خلال السنة الأولى من حكمه، حيث قام بالعديد من الجولات الخليجية والعربية التي شملت دول الخليج ودول أخرى سعياً منه إلى تدعيم لغة الحوار العربي العربي وتقوية التضامن العربي لما فيه المصلحة العربية العليا، وحماية الأمن القومي العربي من الأخطار والتهديدات. كما تميزت المواقف والتصريحات لخادم الحرمين باللهجة الجدية والحازمة والواضحة والصريحة فيما يتعلق بالمخاطر التي تتهدد العرب جميعاً، وكأنه بذلك يصنع من المملكة العربية السعودية جدار الصد المنيع أمام كل المؤامرات والنوايا الخبيثة التي تهدف إلى النيل من أمن المملكة والعرب عامة. وذلك في الوقت الذي تميزت به مواقفه بالقرب من المواطنين وهو ما عرف عنه حتى قبل توليه مقاليد منصبه ملكا للملكة العربية السعودية، فما أن ارتقى سلمان كرسي العرش، عقب رحيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، حتى قامت وسائل الإعلام المحلية بتقديم القصص التي تصور فترة وجوده حاكماً لمنطقة الرياض، حيث كان مثالاً للرجل المتواضع والواضح والصريح والذكي والحازم في حل الأمور وإدراكها في آن واحد. وهذه الصفات اكسبته شعبية كبيرة، بين صفوف المواطنين، وشكلت داعما شعبيا قوياً لسياسة الملك سلمان الداخلية والخارجية، ومع كسب ثقة الشعب، قام خادم الحرمين الشريفين بإجراء تغييرات مفاجئة، على المواقع القيادية في المملكة، لتفعيل دورها وضخ الدماء الشابة في نسيج القيادة السعودية في الصفوف الأمامية مما انعكس إيجاباً، على سمعة وحضور وقوة المملكة العربية السعودية وسياستها الداخلية والخارجية، في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، التي وضعت رؤية شاملة وبرامج طموحة لبناء اقتصاد قوي ومستقبل واعد لأبناء الشعب السعودي، لاسيما في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة والأمة. وهكذا يمكن القول إن الملك سلمان يعد رائداً من رواد النهضة الحديثة التي تشهدها المملكة العربية السعودية، وهو أحد رجال الدولة الأوفياء والمخلصين والجادين في خدمة وطنهم وشعبهم والأمتين العربية والإسلامية. حيث وصفه قادة الإمارات عندما قام بزيارتها بأنه الملك الحاسم والقوي في اتخاذ القرارات الحاسمة في الوقت المناسب. ووصفه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بقوله( الملك سلمان ضمانة عربية للاستقرار). وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي النائب الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات( السعودية عمود الخيمة الخليجية والعربية، وأمنها واستقرارها من أمن واستقرار الإمارات، والتاريخ العربي سوف يتذكر على الدوام المواقف التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وقراراته الحاسمة والحازمة في مواجهة محاولات التدخل ضد الأمة الامة العربية من قبل أطراف خارجية لها أطماعها في المنطقة). وقد لاحظ الجميع الاستقبال الرسمي والشعبي منقطع النظير في الاحتفاء ومظاهر الفرح لملك المملكة في دولة الإمارات العربية المتحدة على الصعيد الرسمي والشعبي، وهذا ما يعزز اللحمة الخليجية ويؤكد العلاقة المتينة والقوية بين الأقطار الخليجية الشقيقة. حيث إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يعد قائداً عربيا استثنائيا استطاع أن يثبت للعالم أجمع، أن المملكة العربية السعودية ليست بئر نفط فقط، وإنما هي دولة تاريخية وحضارية ومقتدرة تقودها قيادة واعية وحازمة ضد الأطماع، والمملكة سارية لتساهل في ثوابت الأمة وحماية أمنها ومصالحها القومية. هذه الصفات الكبيرة اكسبت خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز شعبية كبيرة، بين صفوف المواطنين السعوديين والعرب، وشكلت داعما شعبيا قوياً لسياسة الملك سلمان الداخلية والخارجية، تجلى في الاستقبالات الشعبية والرسمية المهيبة التي حظي بها خلال جولته الخليجية الأخيرة ولاسيما في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، حيث استقبل باهتمام يليق بقائد عربي استثنائي، خاصة وأن موقع المملكة العربية السعودية وثقلها يمثل في الواقع صمام الأمان ليس للخليج فحسب وإنما للأمة العربية كلها. فكان وما يزال مثال القائد الكبير، وأشبه بالأب الكبير، الذي يحيط أسرته الخليجية بكل الرعاية والاهتمام، ويعمل جاهدا لحماية العرب جميعا من كل متربص بهم، ومن كل حاقد أثيم. أخيراً وليس آخرا يمكن القول إن مواقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه-0 وحضوره القوي عربيا ودوليا شكل ويشكل الرافعة لقضايا أمتنا العربية، ولاسيما في هذه الظروف الحرجة التي تواجه بها المنطقة مجموعة كبيرة من التحديات، يتعين التعامل معها بكل حكمة ووطنية وشجاعة. الملك سلمان بن عبدالعزيز والشيخ محمد بن زايد احتفالات دولة الإمارات بالملك سلمان الملك سلمان والشيخ محمد بن زايد خادم الحرمين يتقلد وسام زايد أعلى وسام في دولة الإمارات الملك سلمان ومحمد بن راشد علاقات وروابط تاريخية بين البلدين الشقيقين الملك سلمان والشيخ محمد بن راشد ومحمد بن زايد