لا يرضى ملالي إيران إلا أن يكونوا في دائرة الضرر والضرار على جميع الأصعدة، ومن ضمنها الضرر الإلكتروني، تحدثت في مقالات سابقة عن دور إيران كحاضنة للإرهاب الإلكتروني، ويجب ألا نتوقع منها إلا كل أذى. إيران كانت وما زالت من رواد العبث الإلكتروني، ومنهجها تصدير القلق السايبري على الطريقة الخمينية كما تصدير الثورة. تعرضت عدد من الجهات الحكومية السعودية لهجمات إلكترونية كان بطلها فيروس شمعون، هذا الفيروس ليس غريبا على السعودية فقد عانينا منه كثيرا قبل أربع سنوات في أرامكو السعودية, وكذلك عدد من الجهات العالمية مثل شركة لاس فيجاس ساندس، وهوليوود ستديو التابع لشركة سوني، وعدد آخر من الشركات العالمية, هذا النوع من الفيروس يختص بمسح المحتوى للحواسيب والخوادم بكل ما فيه من معلومات حساسة وحيوية. كبرى شركات الأمن المعلوماتي، وعدد من المختصين في مقالات وتحاليل أمنية إلكترونية، ذكروا أن فيروس شمعون المطور كان مصدره دولة خارجية يرجح أنها إيران ، ولا غرابة في ذلك كما شهدنا في تجارب سابقة، وكذلك أشارت إلى أن فيروس شمعون المطور كان يحتوي على معلومات، وارقام سرية لحسابات الدخول في الأنظمة المستهدفة يتم استخدامها لزيادة فرصة انتشاره بشكل أكبر، مستخدماً صلاحية هذه الحسابات. كثير من الاحصائيات في أمن المعلومات تحذر من استغلال العنصر البشري المشغل للأنظمة في الاختراقات الإلكترونية، ما يوجب مضاعفة الجهود للرفع من مستوى المعرفة الضرورية بالسلوكيات الأمنية الإلكترونية المناسبة، للوقاية من أي انتهاكات أمنية، لذا فإن الخطوة التالية الأكثر ملاءمة تكمن في مراجعة السياسات الأمنية، ومدى الالتزام بها، بما فيها سياسات التوعية الأمنية، وكذلك مراجعة الخطط الاستراتيجية الأمنية، وطريقة ادارتها، ومدى التزامها برؤية الجهة الحكومية لتحقيق أهدافها تحت غطاء أمني شامل، مع ضرورة زيادة التحوّط في مراكز العمليات الأمنية الإلكترونية التي تعمل على مدار الساعة، وجاهزية الفريق السريع الاستجابة للحوادث الأمنية للرصد والتدخل وابلاغ جهات الاختصاص عند الحاجة بكل تناغم وفاعلية، سيما وأن التجارب السابقة في الاختراقات محليا ودولياً توجب التركيز على العمل الوقائي في مجال أمن المعلومات والتعلم من التجارب السابقة، حتى لا تكون تلك المراكز العملياتية سورا قصيرا يمكن ارتقاؤه، وبذلك نحفظ مقدرات وطننا.