انتقل الى رحمة الله يوم الاثنين الماضي المؤرخ المعروف عبدالرحمن الرويشد عن عمر يقرب ال 90 عاماً بعد معاناة طويلة مع المرض وصلي عليه عصر أمس الثلاثاء بجامع الملك خالد بالرياض. الرويشد ولد في الدرعية عام 1347 درس اللغة العربية منتظماً وفي كلية الشريعة منتسباً ونال شهادتيهما معاً عام 1377ه. وتولى منصب مدير المعهد العلمي بالأحساء في عام 1381 كما تولى منصب مدير إدارة الكتب والمقررات المدرسية وانتقل لوزارة الداخلية في عام 1390ه، وأصبح مساعداً لمدير عام الحقوق، أعيرت خدماته ليرأس تحرير مجلة الدعوة حتى عام 1398ه، ثم عاد للداخلية مساعداً للأمين العام لمجلس الأمن الوطني وحالياً يعد لإطلاعه الواسع مؤرخ العائلة الحاكمة لما له من اطلاع واسع في تاريخ الأسرة المباركة (آل سعود) وحاصل على جائزة الملك سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ الجزيرة العربية في دورتها الثانية وحاصل على وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى بمناسبة مرور مئة عام على توحيد المملكة (المئوية) ومستشار دارة الملك عبدالعزيز. أصدر عام 1955 ديوانًا عنوانه: "العقد الثمين في قصائد شاعر الملك عبدالعزيز محمد بن عبدالله بن عثيمين"، وأسس مجلة الشبل؛ مجلة الطفل العربي المسلم عام 1403ه.. ومن أشهر مؤلفاته: الجذور الأصيلة للتعليم في وسط الجزيرة العربية، والرياض في مئة عام. ابن عساكر: استطاع أن يخلّد اسمه في ذاكرة التاريخ والستون رجلاً خالدو الذكر، وقصر الحكم في مدينة الرياض، وإمارات اليمامة من حكم الفوضى حتى قيام الدولة السعودية، وهيئة البيعة موروث سياسي - أنضجته تجربة الحكم في البيت السعودي. رثاء صفحة من التاريخ للمؤرخ الوطني الراحل عبدالرحمن الرويشد صدى في وجدان المحبين، من مؤرخين ومثقفين ومتابعين. "الرياض" استطلعت أفكار بعضاً من الأدباء.. وكان حديث "رثاء" بعد أن علموا بالخبر.. الأديب عبدالرحمن الشبيلي قال عن الراحل الرويشد أنه ظاهرة توثيقية متفرّدة، ومؤرخ خاص في اهتماماته، ساعده المحيط الذي عاش فيه في أن يتخذ من التاريخ تخصصًا، ومن الروايات الشعبية المتداولة مادة للرصد، ومن قربه لبيوت الأسرة السعودية المالكة القديمة في الصفاة والمربّع ومعرفته بسلالاتها وألقابها، مجالاً للتدوين، مبينا ان الرويشد قرأ لابن بشر وابن غنام وابن لعبون وابن سلّوم وابن خنين وابن عيسى والفاخري، وتفحّص كتب بوركهارت والريحاني وفيلبي وغيرهم من الرحالة والمستشرقين الذين مروا بالسعودية وألفوا عنها، وقرأ كتب حافظ وهبة وفؤاد حمزة ورشدي ملحس، محققًا الانفراد النوعي في كتابة التاريخ الوطني والشعبي مع قلة من المؤرخين المعاصرين، فسار على نهج فريد ومنوال متخصص في العقود القليلة الماضية ولافتت الشبيلي في حديثه الى حديث الى ان الكتب التاريخية الصادرة في العقود القليلة الماضية لاتخلو من الاستشهاد بمعلومات يكون الرويشد مصدرها، وقد أسس على مدار هذه العقود أرشيفًا للصور، ومخزنا من المعلومات، ومكتبة لا تقدّر أهميّتها بثمن، بالإضافة إلى مكتب بصدر مفتوح، صار مرجعًا لاستقبال الباحثين. وعبّر المؤرخ راشد بن عساكر عن حزنه وألمه لرحيل الرويشد بعد رحلة طويلة من العطاء استطاع أن يخلد اسمه في ذاكرة التاريخ، مضيفاً ان المملكه فقدت رجلاً سجل تاريخها بحروف صادقة، واحتفظ في ذاكرته بأكثر مما دون في كتبه" معتبراً أنه "مثّل بالنسبة للكثير من الباحثين ملاذاً ومرجعاً ومرشداً، ويعتبر من أواخر المؤرخين من جيل الرواد الذين كانوا يشكلون ذاكرة مرجعية يقتبس منها دكاترة التاريخ. القشعمي: العزاء للوطن والقيادة ولأسرته وقال الباحث محمد القشعمي أن العزاء للوطن والقيادة ولأسرته، مطالبا الجامعات والمؤسسات الثقافية بأن تعود إلى إنتاجه بالدرس والتحليل والدراسة، وأن تتم استعادته بإعادة طباعته، ودراسته. ونعت مؤسسة الملك سعود، المؤرخ الراحل عبدالرحمن الرويشد حيث قالت بتغريدة له إنه كان من الأوائل الذين ساهموا في مدي بالوثائق والصور لتخليد ذكرى الملك سعود رحمه. وكذلك المحبون نعوا المؤرخ الوطني عبدالرحمن الرويشد عبر صفحات التواصل الاجتماعي. منها، تغريدة لإبراهيم الماجد: "يُعد مرجعية تاريخية، ومتعمق في تاريخ الأسرة الحاكمة - آل سعود - وعموم قبائل الجزيرة العربية". ومغردة كتبت: "ضجت الرياض ورحل من كان للتاريخ رمزاً رحل رجل عظيم، اللهم ثبته عند السؤال واجبر كسر قلوبنا على فراقه". الملك سلمان يكرّم الرويشد على إنجازاته الرويشد.. عشقه التاريخ والمكتبة عبدالرحمن الشبيلي راشد بن عساكر محمد القشعمي