لله سبحانه وتعالى ما أخذ وله ما أعطى، رحم الله عبد الرحمن بن سليمان بن رويشد، أبو إبراهيم، الذي تمت الصلاة عليه - رحمه الله - بعد صلاة عصر يوم الثلاثاء 28-3-1438ه في مسجد الملك خالد، رحمه الله، بأم الحمام بمدينة الرياض. ولد، رحمه الله، في مدينة الرياض عام 1347 للهجرة، وحصل على شهادة اللغة العربية من المعاهد العلمية والكليات، كما حصل على شهادة من كلية الشريعة في الرياض عام 1377 هجري، وتعود خلفيته العلمية في المجال الشرعي إلى جلوسه في حلقتي الشيخ محمد بن عبد اللطيف، والشيخ محمد بن إبراهيم، رحمهما الله تعالى، وابن رويشد وكافة أسرة آل رويشد أصدقاء أوفياء ومحبين لأسرة آل الشيخ، جمعت بينهم الألفة والمحبة والمجورة وحب العلم والمنتسبين إليه. وأول عمل له، رحمه الله، كان مدرساً للغة العربية في المدرسة المحمدية بمدينة الرياض لفترة ليست بالطويلة، ثم انتقل إلى المعهد العلمي بالأحساء وعمل مدرساً فيه، ثم مديراً له. الأستاذ عبد الرحمن بن رويشد، دونما مبالغة، يكل اليراع من ذكر مآثره وإسهاماته وخبراته، إلا أن من بعض حقه علينا ذكر بعض من مآثره، من باب إعطاء الفضل لأهله ونسبة الخير لأصحابه. يُعتبر - رحمه الله - مؤرخاً وباحثاً لا يشق له غبار، أمضى سنوات من حياته في البحث والتأليف، وركز على تأريخ الدولة السعودية، الفريد من نوعه، واعتبر بجدارة مؤرخاً لها، وفي نظري ونظر الكثيرين يُعتبر، رحمه الله، مرجعاً علمياً لدقته في كتاباته وأطروحاته. تولى إدارة المعهد العلمي بالأحساء عام 1381ه، وفِي عام 1390ه أصبح مديراً مساعداً لإدارة الحقوق بوزارة الداخلية، ثم أُعيرت خدماته ليرأس تحرير مجلة الدعوة حتى عام 1398ه، ثم عاد إلى وزارة الداخلية ليعمل مساعداً للأمين العام لمجلس الأمن الوطني. وقد توجت أعماله المميزة بحصوله على وسام الملك عبد العزيز، رحمه الله، من الدرجة الأولى بمناسبة مرور مئة عام على توحيد المملكة، وعلى جائزة الأمير سلمان بن عبد العزيز لدراسات تاريخ الجزيرة العربية في دورتها الثانية. ويُعد ابن رويشد مؤسس مجلة الشبل، مجلة الطفل العربي المسلم، منذ عام 1403ه. أما مؤلفاته فشملت: (الجذور الأصيلة للتعليم في وسط الجزيرة العربية)، (الرياض في مئة عام)، (الستون رجلاً خالدو الذكر)، (قصر الحكم في مدينة الرياض)، (إمارات اليمامة من حكم الفوضى حتى قيام الدولة السعودية)، و(هيئة البيعة موروث سياسي أنضجته تجربة الحكم في البيت السعودي). ابن رويشد يُعتبر شمولياً في علمه وثقافته سواء في اللغة العربية أو العلوم الشرعية أو في التاريخ الذي أعطاه من وقته وجهده في البحث مقداراً كبيراً، وتُعتبر أعماله في مجال التاريخ مصدراً ومرجعية للطلاب والباحثين، استحق رحمه الله التقدير والتشجيع والمساندة من ولاة أمرنا، فجزاهم الله خيراً، ورحم الله أمواتهم وأمد الله في أعمار أحيائهم، ولقد عودونا على الاهتمام بالعلم وتكريم العلماء والمثقفين في أرجاء وطننا الغالي. رحم الله أبا إبراهيم وبارك الله في عقبه ووفقهم إلى البر فيه.