عتبي على جاري وزميلي الأستاذ هاشم الجحدلي حين سبقني إلى الحديث عن أبي يعرب محمد القشعمي لكنه أصاب كبد الحقيقة حين أطلق عليه «أبو الأمة». مشكلة أبي يعرب أن ذاكرته قوية تسترجع الأحداث وتتتبع التاريخ بل يلاحقها شغوف بالمعلومة إلى حد الفضول والإلحاح، ولذلك تفاجأ في كتبه أن لديه معلومات ينفرد بها عن غيره في أية كتابة توثيقية. لأنه ملاحق للمعلومة بشكل غريب وفريد. العتب على أبي يعرب أنه يلاحق الرواد والكبار والرموز ولا يرغب في أن يلاحق «بفتح الحاء». وعذره في ذلك كما يزعم أنه «مبتدئ». وهي حيدة عن عمره الذي يحاول أن يواريه بتلك الأعذار، و «أبو يعرب» تاريخ من العمل الثقافي في الرئاسة العامة لرعاية الشباب ثم في مكتبة الملك فهد الوطنية فهو مواكب لبدايات الرياضة ومشارك في صناعة مؤسسات الثقافة. من فرائد وغرائب أبي يعرب أنه لا يحمل جوالا لكن لديه رصيد من الاتصالات والعلاقات ما يكون مؤسسات منفردة ويغني عن إدارة علاقات كبرى. وهو متواصل مع النخب والرواد ليس في الداخل فحسب بل حتى خارج حدود الوطن وهو كذلك يفرح ويسعد ويحتفي بإبداع الشباب. ومن الفرائد والغرائب أنه التحق بالتأليف أخيرا وحسب علمي أن عمره فيه لا يجاوز عشر سنوات صدرها بكتابه الوفائي الذي خلد سيرة خالدة لأبي سهيل الشيخ عبد الكريم الجهيمان سطرها القشعمي في كتابة توثيقية متميزة سماها «سادن الأساطير والأمثال» ألحقه بكتاب آخر سماه «رحلة العمر والفكر» ونشره 1429ه. وما بين الكتابين إنجازات ثقافية رائعة يلتقط فيها بحوثه في عناوين فريدة لا فته الأسماء المستعارة للكتاب السعوديين، «البدايات الصحفية» ، «إهداءات الكتب». كما أن بدايات وهي سيرته ذاتية «خجول» كتبها بصراحته المعهودة ثم قدمها إلى قرائه باستحياء غريب. تعجبت من «الجني» كما سماه شيخي العلامة العبودي حين عثرت لديه على معلومات فريدة لم أقع عليها في مصدر آخر خصوصا عن سليمان الصالح الدخيل في كتابه عنه وأخيرا عن فوزان السابق حين تحدث عن نماذج من صحافة أبناء الجزيرة العربية في الخارج. لذا لم يكن غريبا أن تزفه دارة الملك عبد العزيز فائزا ببحثه الرائع المنشور في مجلة الدارة في عددين متتابعين عن «معتمدو الملك عبد العزيز ووكلاؤه في الخارج». وبعضهم يداعب أبا يعرب ويقول «يا ويل المعلومة التي يريدها القشعمي» فهو آت بها لا محالة. لقد ظننت أن إعجابي بأبي يعرب ناشئ لدي وحدي لكني سعدت أيضا حين لقيت الاحتفاء المعهود من أبي طلال الدكتور عبد الرحمن الشبيلي حين قدم لكتاب «نماذج من صحافة أبناء الجزيرة العربية في الخارج» والذي طبعه مركز الشيخ حمد الجاسر. حيث يقول د/ الشبيلي: «لقد كنت أشعر أن أبا يعرب بحاجة إلى مزيد من التأني في أبحاثه كي تحقق ما يرجوه القارئ منها من الفائدة العلمية لكنه والحق يقال أصبح وعن اقتناع يكشف ميزة تلك الملحوظة وصار يبذل مزيدا من الدقة والجهد لاستيفاء ما يدون من تصويبات» إلى أن يقول: «لقد تأكدت بأن أبا يعرب رقم مهم في كثير من الفعاليات الثقافية الوطنية». وهي شهادة من باحث جاد وقدير يدرك صعوبة المعلومة الدقيقة وعناء الباحث الصادق. وعلى الرغم من هوى القشعمي الأدبي والثقافي إلا أن معارفه الشرعية ليست سهلة أو قليلة ولعله اكتسبها من والده الشيخ الشهير عبد الرازق القشعمي أحد أبرز طلاب الشيخ محمد بن إبراهيم بل أحد المدرسين الذين عينهم الشيخ محمد لتدريس الطلاب المبتدئين في مسجد دخنة. إن أبا يعرب يشكل مركز معلومات وأبحاث ثقافية متحركة قام بجهد توثيقي عام في مجالات متعددة. وهو يشكل لوحة ثقافية سعودية رائدة لا يعرف التوقف والهدوء في سبيل نشر الثقافة ورابطة المثقفين. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 253 مسافة ثم الرسالة