بدأت الصين بنجاحها باستخدام تقنية تحويل الفحم إلى كيماويات تشكل قلقاً لمنتجي البتروكيماويات في آسيا والشرق الأوسط ودول الخليج تحديداً وتهديداً لصادراتهم، حيث بدأت واردات الصين البتروكيماوية تتراجع في ظل سعيها لتحقيق الاكتفاء الذاتي من إنتاجها بفضل استخدام الفحم لقيم وخام غير مكلف في وقت تمتلك الصين أكبر ثروات العالم من الفحم كثروة طبيعية. وتابعت "الرياض" تراجع واردات الصين من منتج البولي بروبلين خلال السبعة أشهر الأولى من عام 2016 في وقت تتزعم المصانع السعودية للبتروكيماويات تصديره للصين بأكبر الحصص واحتلال المرتبة الثالثة عالمياً في إنتاجه، حيث سجل الحجم التراكمي لواردات المنتج انخفاضا سنويا تزيد نسبته على 17% ليصل إلى قرابة 1.6 مليون طن حيث يعد هذا الرقم الأقل على الإطلاق منذ عام 2008، وهو ما يفسر بتزايد كمية الطاقات المحلية بالصين نتيجة تشغيل العديد من مواقع تحويل الفحم إلى أوليفنات أو بولي أوليفينات. وتشير دلائل اتجاهات واقتصاديات البولي بروبلين في الصين إلى أن هذا التراجع كان متوقعًا في ظل توقعات وصول الصين لدرجة الاكتفاء الذاتي في إنتاج البولي بروبلين على المدى البعيد، وألمح متداولو المنتج في السوق الصيني إلى أن معظم طاقات الفحم الجديدة ترتكز على إنتاج البولي بروبلين بدلًا من البولي إثيلين وهو ما يعلل الانخفاض الهائل في حجم الواردات، كما أن هذا الأمر انعكس على تسعير قوائم هذين المنتجين بعد أن اتسعت الفجوة بينهما لتتجاوز 100 دولار للطن منذ منتصف عام 2015 بالرغم من أنها كانت تتراوح بين 150-200 دولار للطن منذ النصف الثاني من عام 2015 وقد تجاوزت الفجوة حاجز ال200 دولار للطن في بعض الأشهر. ويمثل البولي بروبلين خامس أكبر طاقة إنتاجية من المنتجات البتروكيماوية في دول مجلس التعاون بطافة 7.4 ملايين طن متري سنوياً تمثل حصتها 10.4% من إجمالي الطاقة الإنتاجية العالمية، فيما يمثل البولي إثيلين مرتفع الكثافة سابع أكبر طاقة إنتاجية في دول المجلس بطاقة مماثلة 7.4 ملايين طن متري سنوياً تمثل حصتها 16.6% من إجمالي الطاقة الإنتاجية العالمية وفق ما أعلنه أمين عام اتحاد البتروكيماويات والكيماويات الخليجي د. عبدالوهاب السعدون في تقرير خاص حصلت "الرياض" على نسخة منه. وتسعى الصين جاهدة لبناء مصانع بتروكيماوية أخرى جديدة اعتمادا على الفحم لقيما لإضافة طاقات هائلة من الإثيلين تقدر بنحو 11 مليون طن متري إلى السوق الصينية وأكثر من 14 مليون طن متري من البولي اثيلين كطاقات إضافية بحلول عام 2021 يعتمد معظم إنتاجها على الإيثلين المنتج وفق تقنية الاوليفينات من الفحم، ليشكل هذا الاتجاه منحى مضطرب وغير مطمئن لمنتجي البتروكيماويات في الدول الأخرى التي بدأت تخطط دخول السوق الصيني من خلال إقامة مشاريع مشتركة هناك تضمن استمرار منافستها واستغلالها لثروة الصين من الفحم الحجري. ولدى الصين حالياً مصانع بتروكيماوية عاملة تنتج باستخدام الفحم لقيما تقدر استثماراتها بأكثر من 15 مليار دولار، ومصانع تحت الإنشاء تبلغ استثماراتها أكثر من 19 مليار دولار مخطط اكتمالها خلال عامين، ومصانع قيد التخطيط تبلغ قيمة استثماراتها 41 مليار دولار تستخدم جميعا تقنية تحويل الفحم لألوفينات؛ في حين تتجه الصين لرفع إنتاج الالولفينات اعتماداً على المواد الخام غير التقليدية بنسبة 40% بحلول عام 2020.