بدأ منتجو البلاستيك في دول مجلس التعاون الخليجي التحول إلى الأسواق الحدودية الجديدة، بما في ذلك أفريقيا وسط منافسة عالمية وإقليمية مكثفة، في ظل إمدادات شرق أوسطية جديدة من البولي إيثيلين، والبولي بروبلين بطاقة مليوني طن، حيث تستخدم هذه البوليمرات في مجموعة متنوعة من التطبيقات منها استخدام البولي إيثيلين في المحميات الزراعية، بينما يستخدم البولي بروبلين في صناعة السيارات. ويتنافس ثلاثة لاعبين إقليميين رئيسين لضخ طاقات كبيرة إلى الأسواق حيث تخطط شركة أبو ظبي للدائن البلاستيكية «بروج» لمضاعفة طاقتها لإنتاج 4.5 ملايين طن متري سنوياً هذا العام، إضافة إلى ضخ ثلاثة ملايين طن متري سنوياً من مجمع شركة صدارة للكيميائيات بالمملكة الذي يضم 26 مصنع للكيماويات من المجدول تدشين إنتاجها جميعا خلال هذا العام، فيما من المتوقع أن تدشن شركة النفط العمانية للمصافي والصناعات البترولية «أوربك» مصنعاً جديدا بطاقة 1.053 مليون طن متري سنوياً من البولي بروبلين والبولي إيثيلين بحلول 2020. إلا أن التحول في ديناميكية السوق من الصين التي تعد سوق التصدير الرئيسة للمنطقة يشكل تحدياً لمصنعي البلاستيك في دول مجلس التعاون الخليجي للبحث عن حلول جديدة، حيث تتجه الصين لتعزيز إنتاج البوليمرات الخاصة بها للوفاء بالأهداف المحددة في خطتها الخمسية بحلول عام 2020، حيث أن الواردات الصينية من الشرق الأوسط يتوقع أن تنخفض إلى الخمس بنهاية العقد. وكنتيجة لمركزية الشرق الأوسط سوف يتمكن المنتجون في الإمارات والمملكة من التحول للأسواق ذات الهوامش الأفضل، حيث تتجلى أفريقيا، ولا سيما مصر ونيجيريا، كأبرز الأسواق الحدودية المقبلة للنمو في المستقبل حيث لا يمكن تجاهل قوة الأسواق في أفريقيا والتي قد لا تكون جاذبة حالياً إلا أنها من المؤكد أن تكون جاذبة غدا. وبالإضافة إلى ذلك، يتعين على الموردين في دول مجلس التعاون الخليجي مواجهة انخفاض الأرباح في ظل خفض دعم الوقود وزيادة تكاليف المواد الخام وتلاشي ميزتها التنافسية التقليدية، وبشكل عام سوف يشهد منتجو البولي إيثيلين في المملكة ارتفاعا في تكاليف الإنتاج بحوالي 100 دولار للطن الواحد نتيجة لارتفاع أسعار الإيثان، والذي يقابله انخفاضا مباشرا في الهوامش للمنتجين. وفي وقت تشكل صناعة البوليمرات ثاني أكبر قطاع في المنطقة بمنتجات تصل قيمتها 108 مليارات دولار في حين تشكل صناعة البلاستيك في دول مجلس التعاون الخليجي أكثر من 35 في المئة من حجم التجارة العالمية، وتسعى شركة «بروج» وهي مشروع إماراتي استرالي مشترك لزيادة تنافسيتها من خلال تصعيد سلسلة القيمة لتطوير حلول لمواد وتطبيقات جديدة تسهم في نمو هذه الصناعة. وتبلغ الطاقات الإنتاجية للبوليمرات في دول الخليج أكثر من 24 مليون طن في وقت استحوذت مادتي البولي بروبيلين والبولي ايثلين على أكبر الحصص من صناعة البوليمرات في دول الخليج، بمعدل 13.7 مليون طن للبولي ايثلين، متبوعة بثمانية ملايين طن من البولي بروبيلين. في حين تفرض المصانع السعودية للبولي إثيلين والبولي بروبلين أعلى درجات المنافسة على المستوى العالمي بطاقات إنتاجية متنامية بأكثر من 13 مليون طن متري سنوياً وبحجم استثمارات تقدر بأكثر من 30 مليار ريال تتمركز مجمعاتها الضخمة في المدن الصناعية الجبيل وينبع ورابغ من خلال المشاريع القائمة أو المصانع الجديدة التي تنفذها أرامكو في بترورابغ أو الجبيل 2 وينبع 2، وقد دعمت المصانع السعودية للبولي إثيلين النمو العالمي القوي على المنتج على مدى السنوات الخمس الماضية ويتوقع أن تستمر في التقدم المطرد لتصل حجم الاستثمارات العالمية والعوائد إلى 148.1 بليون دولار تقريبا في عام 2017.