يتكشف لهذا المجتمع ما بين الحين والآخر كيف يتم استغلال 'مأساة حلب'، ونصب الأفخاخ، وسرد حجج من الدين، وابتكار مخرجات تغري ضعاف العقول نحو الانسياق في لعبة سياسية خرجت من عباءة الدين، فلا يزال السيناريو يتكرر من قبل بعض الأشخاص، واللعب بكرت العواطف الدينية الذي بدوره اهترأ اهتراء الورق في الهشيم، فالتحريض مستمر ممن يغررون بشباب هذا المجتمع بدموع التماسيح إلى ميادين 'الجهاد' المزعوم، ورمي شبابنا في براثن أعداء الدين ومنحدر الجحيم، والفضل كل الفضل في هذا لفرقة راقصة على موسيقى نحيب أمهات تَأَوَّهت قلوبهن وهن يشاهدن ما أسفرت عنه هذه الحروب، والتي تسميها هذه الفرقة 'جهاداً'، فأي جهاد يا مشاهير الدعاة؟! وإن اعتقدت فرقة 'الفتنة' أن هذا جهاد فأقرباؤهم أولى بالتحريض، وهم أولى بإرسالهم بدل شبابنا. أي مشاعر تكتنزها أجساد بعض هؤلاء الملتحية وجوههم قبل قلوبهم؟! رفقاً بأمهات هذا المجتمع؛ فدعاة التحريض والفتنة لم يحترموا دين الله، ولم يحترموا مشاعر أمهات هؤلاء الفتية وهم في أنقى ريعان أعمارهم يتصيدون أبناء هذا المجمتع بعد إِنْماعَ رشدهم وتَثْوِير غرازهم نحو ترغيبهم في مليحات الجنة؛ حتى يتم شحن الشبان ويصلوا ذروة الانصياع، ثم 'ركلهم' بلا شفقة نحو مناطق الصراع السياسي والبطش المؤدلج بالطائفية. جماهير هذا الوطن يدركون أين الصواب والخلل؟ وأين المفارق للصواب؟ لم يعد المجتمع ساذجاً تذهب بعقله تغريدة، ويفتن تارة بأخرى من قبل هؤلاء المنتفعين بالدِّين، والمرتزقة من جيوب مشبوهة، والمتملقة بأساليب تجذب الجماهير نحو مشاهد حلب الأليمة، وما آل إليه حالها أمام مجلس الأمن العليل، وأمام العالم، وهذه مساجد الوطن رافعة أكف الضراعة أن يحمي سورية وبلاد المسلمين من كيد السياسة وتقلبات المصالح.