بصمات سييرا الفنية قادت الاتحاد للصدارة استعاد الاتحاد عافيته متصدراً الدور الأول من "دوري جميل"، وبرز كأقوى المرشحين لتحقيق اللقب الغائب عن خزائنه منذ موسم 2009م، بعد انفراط عقد جيله الذهبي الذي صال وجال في العقدين الماضيين، محققاً بطولات متتالية على الصعيدين المحلي والدولي، لاتزال تحفظها ذاكرة مدرج العميد بكل فخر، قبل أن يعود الفريق إلى مرحلة البناء الجديدة والشاقة، التي شهدت مراحلها تعاقب عشرات المدربين، في محاولة يائسة لاستعادة الزمن الجميل. ومع تسلم رئيس النادي الراحل أحمد مسعود - رحمه الله-، إدارة النادي مطلع الموسم، تفاجأت جماهير "العميد" بتعاقد إدارة النادي مع المدرب التشيلي المغمور لويس سييرا، إلا أنه سرعان ما كسب المدرب الجديد، ثقة المدرج العتيق، راسماً استراتيجية جديدة لصياغة الاتحاد كمنافس قوي، فظهرت بصماته الفنية على الفريق في وقت باكر، متحلياً بالشجاعة في منح الفرصة للاعبين الشباب، وتعزيز الثقة في نجوم الفريق، وفي مقدمتهم المهاجم الشاب فهد المولد، الذي يعيش مع سييرا أجمل فتراته في الملاعب، متوهجاً في كل مباراة، ونجماً مؤثراً في انتصارات فريقه، بأهدافه الحاسمة، وصناعته للفرص، وغيره الكثير من اللاعبين في صفوف الاتحاد الذين باتوا أعمدة رئيسة في قائمة الفريق، ولم يغفل سييرا الجوانب الدفاعية، فبات دفاع "العميد" في حالة مميزة من الانضباط والثبات الفني، الذي لم يعرفه منذ مواسم طويلة، بعد أن كان أميز خطوطه في العقدين الماضيين. هدوء سييرا وثقته في لاعبيه ومن خلفهم إدارة حكيمة بقيادة المهندس حاتم باعشن، ساهم كل ذلك في تكوين منظومة واحدة متكاملة، وفرت بيئة محفزة لعطاء اللاعبين وتفوقهم على منافسيهم، على الرغم من الأزمات المادية المتراكمة التي خنقت النادي، وتجلى ذلك في الروح الكبيرة التي يجسدها اللاعبون بكل تفان وإخلاص في كل المباريات، حتى في حال التعادل أو الخسارة، كان الفريق تحت قيادة سييرا يقدم دروساً في بذل الجهد وتقديم المستويات المميزة، ومن خلفهم تشجيع الجماهير كداعم ثابت ومؤثر في مسيرة الاتحاد وسط كل الظروف. سييرا الذي يقود الاتحاد بثبات نحو المنافسة الجادة على تحقيق البطولات هذا الموسم، وفي مقدمتها لقب "دوري جميل" يؤكد أن اختياره كان وفق دراسة فنية لصياغة الاتحاد الجديد، تحت قيادة فنية طامحة، لتحقيق المزيد من المنجزات نحو العودة إلى منصات التتويج، التي صادقت الاتحاديين تحديداً على مدى عقدين من الزمن، وعلى الرغم من أنه موسمه الأول مع الاتحاد إلا أن المدرب التشيلي نجح في بناء علاقات ودية مع لاعبيه، جعلتهم يتقبلون قراراته الفنية والانضباطية بكل أريحية، وأضفت الكثير من الروح، على المشهد الاتحادي داخل وخارج الملعب. وكان سييرا قد بدأ التدريب في 2010، وخاض تجربتين تدريبيتين، الأولى مع يونيون إسبانولا لمدة خمسة مواسم، ثم تولى تدريب نادي كولو كولو من 2015، والذي بدأ معه وصعد فيه من المركز العاشر الى الثاني بعد انتصارات متواصلة. وتعد أبرز إنجازاته مدربا الفوز مع إسبانولا بكأس تشيلي و"السوبر" 2013، ومع فريق كولو كولو استطاع تحقيق الدوري والكأس 2015 قبل أن يخوض تجربته الأولى خارج بلاده مع فريق الاتحاد السعودي بداية الموسم.