سييرا قاد الاتحاد بهدوء إلى كأس ولي العهد نقش مدرب الاتحاد خوسيه سييرا اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ "العميد"، بعد نجاحه في قيادته لكسب لقب كأس ولي العهد أمام النصر بنتيجة 1-صفر، وسط ظروف صعبة يعيشها الفريق، لم تقف عائقاً أمام المدرب التشيلي الواثق من قدراته، بعد أن قدم عملاً فنياً رائعاً مع الفريق، ساهم في ثبات أقدام الاتحاد في مشهد المنافسة على صدارة "دوري جميل"، قبل أن يحقق الفريق لقب كأس ولي العهد، كإنجاز كبير، أنصف معه تميز التشيلي سييرا، الذي ظهر كربان ماهر، أبحر بسفينة "العميد" بكل جدارة، على الرغم من العقبات التي واجهت الفريق، وساهمت السمات الشخصية للمدرب في نجاح مهمته كثيراً مع الاتحاد، إذ اتسم عمله منذ بداية الموسم بهدوء الشخصية، والثقة والتركيز، وهي السمات التي انعكست على اللاعبين داخل الملعب، إذ تعامل سييرا مع لاعبيه بواقعية تامة، وفق الإمكانات التي يكتنزها الفريق، وعلى الرغم من ضعف دكة البدلاء، ولم يختلق المدرب أي مصادمات مع لاعبي العميد، تؤثر على أدائهم، أو تساهم في توتير أجواء الفريق، وحتى أحاديثه قبل وبعد المباريات، اتصفت بالهدوء والحكمة واحترام المنافسين، فيما يحسب للمدرب منح الفرص المتعددة للنجوم الشابة، وإعادة اكتشاف المهاجم فهد المولد. وقبل نهائي كأس ولي العهد أمام النصر ظهر المدرب التشيلي كعادته رابط الجأش، واثقاً من قدرة فريقه على خطف اللقب، حتى وهو يخرج للتو خاسراً المواجهة أمام الهلال، مع كل أحداث وتداعيات المباراة، التي كان من المتوقع أن تؤثّر على حضور الفريق الاتحادي في نهائي الكأس، إلا أن سييرا وحده كان ينتظر الفرصة المهمة لإثبات أن الهدوء والتركيز على العمل فقط، وتجديد الثقة في اللاعبين، هي محاور النجاح التي يرتكز عليها أي فريق، عندما يريد تجاوز عثراته قبل التفكير في التفوق على المنافسين، وهو ماتحقق للمدرب الطموح مع كتيبته الصفراء، قبل أن يمضي أول مواسمه مع الفريق في أول تجربة تدريبية له خارج بلاده في تاريخه كمدرب منذ سبعة مواسم فقط. ولد المدرب خوسيه سييرا عام 1968 في مدينة سنتياجو بتشيلي، وقبل أن يكون مدرباً كان لاعباً في وسط الملعب، ولعب لأكثر من فريق داخل تشيلي وخارجها منها كوكو كولو، الذي فاز معه بالدوري ثلاث مرات، وكأس تشيلي مرة واحدة، بجانب لعبه لفريق يونيون إسبانيولا، وفاز بالكأس التشيلي ثلاث مرات، بجانب أنه لعب أيضا في ريال بلد الوليد كإعارة، وساوباولو البرازيلي، وتايجر أونيال، وحاز على لقب أفضل لاعب في تشيلي عام 2005. ومع المنتخب التشيلي شارك في 53 مباراة، أحرز خلالها ثمانية أهداف خلال الفترة من 1991 حتى عام 2000. اعتزل خوسيه سييرا عام 2009 وبدأ في التفكير في التدريب، وسعى لاستخراج الرخص التدريبية، ولم يمر سوى عام واحد حتى تولى مقاليد الإدارة الفنية في فريق يونيون أسبانيولا، والذي قضى ما بين جدرانه خمسة أعوام، وحصل على لقب أفضل مدرب في تشيلي عام 2012، وحاز على لقب الدوري التشيلي مرة واحدة عام 2013، وقدم مع الفريق أداء متميزاً، وعلى الرغم من خسارته للعديد من الألقاب طوال الخمسة مواسم الأولى، كانت الجماهير تثق به، ومع سوء النتائج رحل خوسيه سييرا الى فريق كوكوكولو موسم 2015 -2016، واستطاع أن يفوز معه بالدوري التشيلي، ولم يحالفه الحظ في الفوز بالكأس التشيلية، وجاء وصيفاً في نفس العام الذي كان فيه فريق الاتحاد السعودي يبحث عن مدير فني كفء وطموح، يستطيع أن يحقق تطلعات "العميد" وجماهيره، فتم ترشيح خوسيه سييرا، وبعد تفاوض من الجانبين وافق المدرب على توليه المهمة مع الاتحاد بداية من الموسم الجاري، لينجح المدرب التشيلي في أول تجربة فنية خارج بلاده، في قيادة الاتحاد للقب كأس ولي العهد ومواصلة الحفاظ على حظوظ الفريق في تحقيق لقب "دوري جميل".