لعبت التنظيمات الإرهابية على وتر العاطفة، لجذب المنحرفات فكريا وسلوكيا إلى صفوفها، واستغل تنظيما "داعش" و"القاعدة" من يظهر لديهن نزعات الانحراف الداخلي، والتمرد، لاستقطابهم في طريق الشر؛ وابتكر تنظيم "داعش" لذلك إجراءات وأساليب جديدة، إذ سمح للنساء بلعب المزيد من الأدوار التنفيذية، ومنحهن مناصب قيادية مما يمثل عنصر جذب للنساء والفتيات اللاتي قد يجدن فيه أحد أشكال تحرر المرأة. ووظف التنظيم الإرهابي وسائل التواصل الاجتماعي، كوسيلة دعائية وتروجية لكسب مزيد من الأنصار والمؤيدين، ويوجه خطابه في الأغلب إلى طبقة المراهقين وإلى النساء، ويركز في رسائله ومحادثاته إلى هاتين الفئتين على البعد العاطفي والحب والغراميات وتحقيق أمنيات بالزواج لاستقطاب فتيات مراهقات ونساء للالتحاق بصفوف التنظيم بالرقة والأنبار، وقد اعترف التنظيم بتجنيد النساء عبر "الغراميات". وفي مرحلة لاحقة يعمد التنظيم بعد وصول الفتيات إلى معسكرات القتال، إلى تزويجهن وإسقاطهن سريعاً في شراك "الحمل"، ليصعب تفكيرهن في الهروب عندما يكون لديهن طفل. وبحسب الباحثة في التاريخ العسكري والسياسي تواصيف العنزي، فإن الداعشيات يغزين شبكات التواصل الاجتماعي وخاصة تويتر بنسبة تتجاوز 70 %، ولا يمكن التغاضي عن سبب آخر يحفز الشابات على الانتماء إلى التنظيمات الإرهابية يتمثّل في الرغبة في إثبات النفس، والتماهي مع الشخصيات الذكورية فضلا عن الحرص على خرق العادات والتقاليد المحليّة.