عندما كٌنت أتجول بالسيارة وإذا أنا انتظر أمام الاشارة فإذا شخص يرمي العلب البلاستكية في الارض وكأنه يُلقي شيئاً عادياً وهيناً، لماذا التهاون وعدم اللامبالاة بالأمر من متى أصبح رمي القمامة بالأرض أمراً متهاوناً فيه! ألم يحثنا الاسلام على النظافة؟ فهنا تمكنت النظرة الدونية لدى بعض الاشخاص تجاه عُمال النظافة أحياناً تسودها نظرة احتقار أو نظرة سُوقية لذلك وددت أن أصحح نظرة البعض فيما يخص عمُال النظافة، البعض منهم يقومون برمي المخلفات في الطرقات وفي الأماكن العامة والمجمعات التجارية والحدائق وغيرها الكثير، يٌلقونها ولا يُلقون لها بالاً! ماذا يحدث لو قمنا بجمعها ورميها في مكانها المخصص لها فهذا لا ينقص من قدرك شيئاً بل يرفعك، ويستفزني كثيرا من يفعل ذلك، أما فكرت عندما تلقي القمامة في غير مكانها المخصص أن هناك شخصا من الممكن أن يتأذى منها أولاً! ثانيا ذلك الشخص عامل النظافة تخيل نفسك مكانه وأنت تجمع ما يرمي به الناس من مخلفات ورقية أو علب بلاستيكية وغيرها الكثير والكثير، وأيضاً تلويث البيئة فدائماً وأبداً عندما تُريد أن تفعل فكر هل ترضاها على نفسك ومن ثم إجابتك سوف تحدد لك ذلك. ومن هنا الاسلام حثنا على النظافة، فالنظافة من الايمان، فعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّه عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم- قال: "الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا اللَّه، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان"[مُتَّفَقٌ عَلَيهِ]. فعندما أتأمل وأشاهد عمال النظافة وهم ينظفون ما بدر منا ونحن نٌلقي المخلفات في غير مكانها المخصص يشفق قلبي عليهم وأتأمل حالهم وماهم عليه وددنا لو نساعدهم وأقلها بعد ما ننتهي من طعامنا نضعه في مكانه المخصص ونترُك المكان نظيفا. فلقد استوقفني منظر حيث وجدت في بعض المجمعات التجارية ثلاجة مخصصة لبقايا الأكل النظيف وهذه مبادرة جداً جميلة وأشكر كل من فكر واقترح هذه الفكرة الرائعة بدلاً من رميها فهذه نعمة ولا يجوز رميها فهناك من يحتاجها. وتأكد عندما يرمي شخص القمامة في غير مكانها المخصص فتأكد تماماً أنُه يفعلها في منزله لأنُه من المنطق عندما يكون نظيفاً في منزله فهو أيضاً سوف يكون كذلك بالأماكن العامة.