تأجلت عملية إخلاء المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بشرق مدينة حلب السورية -والتي كان مقررا أن تبدأ فجرا- ربما حتى غد الخميس وألقى مسؤول بالمعارضة اللوم على فصائل شيعية متحالفة مع الرئيس السوري بشار الأسد في التأخير. وأنهى وقف إطلاق نار توسطت فيه روسيا أقوى حليف للأسد وتركيا سنوات من القتال في المدينة ومنح الرئيس السوري أكبر انتصار له في الحرب المستمرة منذ أكثر من خمسة أعوام. ولم يتسن على الفور الاتصال بمسؤولين في التحالف العسكري الذي يحارب في صف الأسد للتعقيب على سبب تأخير الإجلاء، لكن مصادر في المعارضة قالت إن وقف إطلاق النار لا يزال ساريا رغم تأخير خطط الإجلاء. وقال قيادي في جماعة نور الدين الزنكي في رسالة صوتية من شرق حلب إن السبب في تأخر تنفيذ الاتفاق هو التعنت الإيراني لكنه أكد أن الاتفاق لا يزال قائما. وكانت مصادر قد ذكرت أمس الثلاثاء مواعيد مختلفة متوقعة لبدء الإجلاء، وقال مسؤول عسكري في التحالف المؤيد للأسد إن الإجلاء سيبدأ الساعة الخامسة صباحا، بينما كان مسؤولو المعارضة يتوقعون إجلاء أول مجموعة من الجرحى قبل ذلك. لكن شاهدا كان ينتظر عند النقطة المتفق على الخروج منها قال إن أحدا لم يغادر بحلول الفجر، وكانت 20 حافلة تنتظر هناك ومحركاتها دائرة لكن لم تظهر مؤشرات على أنها ستتحرك إلى المناطق الشرقية تحت سيطرة المعارضة. إطلاق النار على الناس في منازلهم كانت الأممالمتحدة أعلنت أمس الثلاثاء أن لديها تقارير تفيد بأن الجنود السوريين ومقاتلين عراقيين متحالفين معهم قتلوا 82 مدنيا رميا بالرصاص في الأحياء التي استعادوا السيطرة عليها في شرق حلب. وقال روبرت كولفيل المتحدث باسم الأممالمتحدة "التقارير التي لدينا تتحدث عن إطلاق النار على أشخاص في الشارع وهم يحاولون الفرار وإطلاق النار على الناس في منازلهم". ونفى الجيش السوري قتل أو تعذيب المقبوض عليهم، وقالت روسيا أمس إن قوات المعارضة "احتفظت بأكثر من 100 ألف شخص في شرق حلب كدروع بشرية". وساد الخوف شوارع المدينة، وسار بعض الناجين تحت المطر بين الجثث المتناثرة على الأرض متجهين إلى الغرب الخاضع لسيطرة الحكومة أو الأحياء القليلة التي لا تزال في قبضة المعارضة.. والتزم آخرون منازلهم انتظارا لوصول الجيش السوري. مطالب بوجود مراقبين دوليين قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرو اليوم إن هناك تشوشا يحيط بعملية إجلاء المدنيين ومقاتلي المعارضة من شرق مدينة حلب السورية الأمر الذي يظهر ضرورة وجود مراقبين من الأممالمتحدة على الأرض لإدارة العملية. وقال إيرو "فرنسا تريد وجود مراقبين من الأممالمتحدة على الأرض كما ينبغي أن تتدخل منظمات إنسانية مثل الصليب الأحمر". وقالت الأممالمتحدة في وقت سابق اليوم إنها لا تشارك في خطط إجلاء المقاتلين والمدنيين من شرق حلب لكنها على استعداد للمساعدة في أي إجلاء. مجازر وإبادة جماعية من جهتها، اعتبرت حركة "حماس" أن ما يجرى في مدينة حلب السورية "مجازر وإبادة جماعية". وقال بيان صادر عن الحركة إنها "تتابع ببالغ الألم والاستهجان ما يجري في مدينة حلب وما يتعرض له أهلها من مجازر وعمليات قتل وإبادة تقشعر لها الأبدان ويندى لها الجبين". وأضاف البيان "إننا إزاء هذه المجازر نؤكد على استنكارنا ورفضنا لكل عمليات القتل والإبادة التي يتعرض لها الآمنون الأبرياء في حلب، ونعلن تضامننا معهم". وطالب بيان حماس "كل العقلاء والأحرار والمسؤولين في الأمة بالعمل الفوري من أجل حماية المدنيين في حلب وإنقاذ من تبقى منهم على قيد الحياة". كما طالب المؤسسات الدولية والحقوقية والإنسانية في العالم بالتدخل الفوري والسريع "من أجل وقف هذه المجازر المروعة والوقوف إلى جانب أطفال حلب ونسائها وشيوخها وإنقاذهم من عمليات القتل والدمار". دعوة كويتية لإنقاذ حلب من ناحيته، دعا رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم الأممالمتحدة ممثلة بمجلس الأمن ووكالاتها الإنسانية إلى التدخل الفوري لوضع حد للمأساة الإنسانية في مدينة حلب السورية. كما دعا الغانم في تصريح صحفي اليوم الدول الكبرى المؤثرة وذات الصلة بالملف السوري "للعمل فوراً باتخاذ إجراءات عملية على الأرض لوقف حمامات الدم والأعمال الانتقامية وحماية المدنيين من سكان المدينة وعلى رأسهم الأطفال والنساء". وقال الغانم "إن أولوية الأولويات الآن هو السماح لكل المنظمات الإنسانية الإغاثية الدولية والإقليمية إضافة إلى المنظمات الحقوقية بالدخول الآمن للمدينة لمراقبة الوضع على الأرض وضمان عدم سقوط المزيد من المدنيين وتوفير الحماية لهم". أطفال يفرون معا من المناطق التي يسيطر عليها النظام في حلب (رويترز)