قبل بضعة أيام حضرت ورشة عمل متخصصة حول تجارب في الواقع الافتراضي (Virtual Reality) وكان من أهم التجارب التي عرضت هي استخدامات الواقع الافتراضي في السلامة المرورية. عرضت إحدى الشركات منتجها وهو عبارة عن فيلم واقع افتراضي قصير وخصصت موقعا في قاعة مجاورة لمن يرغب في خوض التجربة، بحيث يقوم الشخص بالجلوس على مقعد، ومن ثم يرتدي نظارة الواقع الافتراضي المتخصصة والتي تتيح للشخص المشاهدة في مسار 360 درجة ومن ثم تبدأ رحلة قصيرة بالسيارة ويكون الشخص في وضع قائد المركبة. تسير السيارة في الفيلم بسرعة كبيرة جدا ودون أن يتمكن القائد من التحكم بالمركبة ومن ثم يرتطم بحائط بسرعة كبيرة يلي ذلك ظهور الوسادة الهوائية وتناثر زجاج السيارة الأمامي، ويمكن للشخص الالتفات في كل الاتجاهات ومشاهدة وضع الركاب في السيارة أثناء الحادث وكيف تأثروا نتيجة للحادث المروع. هدفت الشركة الإعلامية من إنتاج المحتوى هو إيضاح أهمية الوسادة الهوائية في حماية الركاب، والمدهش في التجربة أنها قريبة جدا من الواقع الفعلي، فتقنية الواقع الافتراضي بمقدورها "خداع العقل" وإظهار الشخص وكأنه في ذات الموقع، وفي ذات التجربة كان شعوري وكأني في حادث حقيقي، وهو شعور مرعب جدا. أهمية مثل هذه الاستخدامات أنها تفتح نوافذ جديدة في حملات التوعية، وقد تحقق ما لا تحققه وسائل التوعية التقليدية كإنتاج الأفلام التقليدية والحملات الإعلانية في الشوارع، لذلك من المهم استثمار تقنية الواقع الافتراضي في خفض الحوادث المرورية وحماية الأرواح بإنتاج أفلام بذات التقنية لإيضاح خطورة القيادة بسرعة عالية وحوادث السير والتفحيط، ويمكن عرض مثل هذه الأفلام عبر نظارة الواقع الافتراضي في الأسواق التجارية و المدارس والجامعات.