استأثر ملف الإرهاب العابر للحدود بجل الأبحاث والدراسات والمؤتمرات خلال السنوات الماضية كمهدد ومزعزع حقيقي للأمن الوطني، ومع خطورته التي لا يختلف عليها أحد إلا أنه ليس عاملا وحيدا بل متشابك مع عوامل أخرى قد تكون أشد خطورة منه في ظل تنامي الوعي المجتمعي وحصانته ضده، فهناك ملفات أخرى على ذات الاهمية كمهددات، كالعنصرية والقبلية والتصنيف الطائفي والمذهبي، مرورا بشائعات شبكات التواصل الاجتماعي، وتهريب المخدرات والأسلحة والتسلل والنزاعات الحدودية وعدم استقرار الدول المحيطة، وانتهاءً بتذبذب مواقف بعض الحلفاء وتبدل السياسات وأطماع الدول الكبرى. "الرياض" تناقش عبر هذا التحقيق مع عدد من المختصين والباحثين والأكاديميين أهمية الإدراك الواعي لطبيعة المرحلة والتحديات التي تهدد الوحدة الوطنية، والمتغيرات التي تواجه حاضرنا ومستقبلنا، والتي تستدعي عقلنة الاختلاف والتصدي لكل من يحاول المساس بأمن الوطن، والأدوار الهامة التي يجب أن تضطلع بها المؤسسات والأفراد على حد سواء منصهرين في بوتقة واحدة. أطماع الدول الكبرى بدايه أكد د. جبريل العريشي -أستاذ علم المعلومات بجامعة الملك سعود – أن الوطن العربي ككل يعاني من مخاطر جسيمة تهدد كيانه وحدوده السياسية المعروفة، وذلك لافتقاره إلى القدرة الكافية لتحقيق الأمن الشامل للشعب والوطن في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، لافتا إلى أن المملكة جزء من هذا الكيان العربي تحيط بها المخاطر والتحديات من الجهات كافة، وتواجه بحزم وقوة من قادة هذا البلد، لأن الأمن أساس كل تقدم وبناء، وبدونه لا يمكن أن تبني كيان أو تحافظ على التنمية وترعى المكتسبات الاقتصادية. وقال د. العريشي: إن هذه الأحداث التي تجري بالمنطقة، تحاول جر المملكة إلى دخول نفق الحروب الجانبية، وإشغالها بأمور الأمن والأمان عن مسيرتها الاقتصادية ودورها القيادي في صفوف الدول المتقدمة، ولابد لنا من الملاحظة أن الأوضاع الاقتصادية على سبيل المثال لا تزدهر إلا في ظل الأمن والاستقرار، والسياسة لا يكون لها مصداقيتها ووزنها، إلا في ظل ظروف آمنة هادئة والتعليم لا ينتشر ويؤتي أكله، ويمتد على جميع المستويات، إلا في جو مفعم بالأمن والأمان والسكينة، ويقاس على ذلك كل ضروب الحياة ومجالاتها الفكرية والثقافية، ومن هنا لابد لنا من التأكيد على أن الأمن والتنمية وجهان لعملة واحدة لا غنى لبعضهما عن البعض الآخر، وأي تهديد أو تأثير أو خلل في الجوانب التنموية يكون لها انعكاساتها على الأمن في أي مجتمع من المجتمعات على الإجمال، لذلك لابد لنا من الانتباه والتيقظ وأن يكون كل واحد منا رجل أمن نحمي ونبني، مطالبا بإبراز مفهوم الأمن الوطني من خلال التلاحم المجتمعي والقضاء على التفرقة. زرع الإحباط واليأس وفي سياق الحديث عن المهددات كشف د. مسفر البشر – المدير التنفيذي لجائزة الأمير نايف العالمية - عن وجود علاقة وثيقة بين إيران الصفوية والفئة الضالة في تقاسم الأدوار ونشر الشائعات الأمنية التي تستهدف المملكة بغرض زعزعة أمن الوطن في أكبر مقوماته وهو الأمن الداخلي، مشيرا إلى أن الشائعة الأمنية حينما تظهر تأخذ أشكالا متنوعة فتارة يكون غرضها نشر الفتنة في أوساط المجتمع كافة، ومن أمثلة ذلك ما أطلقته بعض مواقع التواصل الاجتماعي عن قيام المملكة بحجب الإنترنت داخل أراضيها، فالهدف أحياناً شن حرب نفسية ببث الأخبار الكاذبة لتدمير معنويات المواطن وزرع الإحباط واليأس ومن ذلك أيضا ما تم تداوله أن الأمن الفكري داخل المملكة في خطر، وأن الأفكار الهدامة تلقى رواجا داخل الأوساط السعودية، وتارة تأخذ جانباً مغايراً لتستهدف رجال الأمن وحماة الوطن بالنيل منهم أو لمزهم ومن الأمثلة لذلك ما يتم بثه عن تعامل رجال الأمن مع المخالفين بعنف وشدة تتنافى مع التعاليم الإسلامية والأعراف الدولية، وأحيانا تظهر بمظهر التهييج باختلاق وجود مظاهرات واحتجاجات، أو دخول الحوثيين للمملكة واحتلالهم جازان ونجران. استهداف الوطن وقال د. سليمان الرومي- الباحث والأكاديمي -: تسعى بعض الدول الكبرى لإثارة الفتن والقلاقل في دول العالم العربي والإسلامي عبر أجندة مختلفة منها حقوق الإنسان، حقوق الأقليات، إثارة النعرات الطائفية والإقليمية وغير ذلك، وما تشهده هذه الدول شاهد على مدى الانشغال والانصراف نحو الشؤون الداخلية بعيداً عن التطور الاقتصادي والصناعي والاجتماعي حتى تبقى هذه الدول مجرد مصدر للخامات التي تقوم عليها صناعاتهم. والمملكة بصفتها قبلة المسلمين ومصدر قوتهم المادية والروحية ومنطلق الدعوة الإسلامية بوسطيتها واعتدالها، أصبحت هدفا لهذه القوى التي لا تريد قوة أو عزة للمسلمين، فكانت هدفا للمكائد والحبائل ويعزز ذلك إقامة كثير من دعاة الفتنة في هذه الدول وتحت حمايتها، ونلاحظ كذلك بين الفينة والأخرى إثارة قضايا في الإعلام الغربي أو المنظمات المتواطئة التي تستهدف بلادنا سياسياً أو اقتصادياً أو اجتماعياً لإثارة الفتن والبلبلة وزعزعة الاستقرار، وبعض هذه البلدان بات يدعم تحرك الجماعات المسلحة "الحوثيين وداعش والقاعدة" في بعض الدول المجاورة بطرق وأشكال مختلفة لإشغال المملكة عن التطور الذي تتجه إليه كأحد أهم الاقتصاديات العالمية، لافتاً إلى أنه لم يعد سرا الدعم المباشر من قبل إيران على سبيل المثال للقاعدة واحتضان رموزها، وعدم استهداف داعش لها. وشدد د. الرومي على أهمية تقوية الجبهة الداخلية وتوحيد الجهود وتوعية المواطنين بما يحاك ضد بلادهم، وتعاون المواطن مع الدولة وهو بفضل الله موجود ومشهود ولكنه يحتاج لمزيد من التعزيز من خلال الأسرة والتعليم والإعلام والمساجد وغيرها من المؤسسات، وكذلك أن يتفق الجميع مع إجراءات الدولة لمواجهة ظروف المرحلة الراهنة مدركين أنه وكما تجاوزت أزمات في مراحل سابقة بتوفيق الله ستتجاوز بحنكتها وحسن معالجتها للأمور كل المهددات الداخلية والخارجية بتعاون المواطن والمواطنات. القبلية والطائفية وأكد د. محمد الذبياني – عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية - أن كل مجتمع تعتريه مهددات تهدد أمنه واستقراره والمجتمع السعودي كذلك فلو أردنا أن نستعرض بعضاً من تلك المهددات لوجدنا أن الفقر والبطالة على رأسها حيث لا توجد إحصائية دقيقة تكشف مستوى الفقر في المجتمع فهي بين مغال في التقدير وبين مسرف في التفاؤل وذلك الأمر ناجم عن اختلال في الرؤية وضعف في مراكز الإحصاء حيث لا يوجد أرقام حقيقية عن عدد الفقراء في المجتمع حتى من أوكل إليه مثل هذا الأمر تجده يغضي حياء عن ذكر الحقائق على أرض الواقع ولا يختلف اثنان على أن لدينا نسبة فقر في المجتمع سببها ضعف البرامج وقصور الرؤية في تحقيق سبل العيش الكريم لتلك الفئة. أمن وطني من جهته أكد عبدالله الجميلي- الأكاديمي والباحث - أنه ينبغي الانتقال من مفهوم الأمن التقليديِّ المحصور بالأمن الجنائي إلى المفهوم الحديث لمواجهة الأبعاد والمتغيرات المستجدَّة المعروف بالأمن الوطني وهو شعور الإنسان بالطمأنينة لانعدام التهديدات الحسية والمعنوية على شخصه وحقوقه، ولِتحريره من القيود التي تحول دون استيفائه لاحتياجاته، مع شعوره بالعدالة الاقتصادية والاجتماعية، لافتا إلى أن ذلك يتحقق بمجموعة من الإجراءات والسياسات التي تقوم بها دولة مَا حكومة وشعباً لحماية داخلها وحدودها وكيانها ومنجزاتها، والمحافظة على تلاحمها ووحدتها في الحاضر والمستقبل مع مراعاة الإمكانات المتاحة، مشيراً إلى أن ذلك الأمن بمفهومه الشامل الذي يتضمن الأمن الفكري، والسياسي، والاجتماعي، والاقتصادي، وغير ذلك يحتاجه كل إنسان؛ وله مُعَزّزات كثيرة ومتنوعة تحتاج إلى إستراتيجيات وخطط لتكون فاعلة، ومنها التوعية الدينية التي تغرس الفكر الوسطي وتحارب الإرهاب والتطرف وهي مهددات كبيرة وخطيرة للأمن الوطني، كما أن الثقافة الدينية المعتدلة المتسامحة تكفل الحقوق وتفرض الواجبات؛ وبالتالي استقرار المجتمع ووحدة صفه، وكذلك التّكريس لحبّ الوطن وتعزيز المواطنة؛ وهي قِيم دينية وتاريخية واجتماعية، وفيها ومعها يتعاضد الجميع الحكومة والشعب أفراداً ومؤسسات في حمايته والدفاع عنه. خط الدفاع الأول وقال د. عيسى القايدي- الباحث والأكاديمي: الأمن الوطني يعد من الركائز الأساسية والجوهرية المهمة والحساسة التي تعتمد عليها الدول في المحافظة على استقلالها وأمنها ومقدراتها وتطورها وتنميتها ومن تعريفاته ما يتعلق بقدرة الدولة على حماية عقيدتها وثقافتها وأرضها وشعبها واقتصادها من أي عدوان خارجي وكذلك قدرتها على التصدي لمختلف التحديات الداخلية، وكل ذلك يؤدي إلى وحدة الكلمة وتحقيق الولاء والانتماء للوطن وقيادته والمحافظة على مكتسباته وتحقيق تنميته واستقراره، يقول الله تبارك وتعالى: (وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام)، وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم: (من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا). وأضاف: الأمن الوطني مسؤولية يشترك فيها جميع فئات وقطاعات المجتمع وعلى مستوى الأفراد والجماعات ومن مؤسسات المجتمع المهمة التي تؤدي دوراً مهما وفاعلا في حياة الأفراد الأسرة والمدرسة والمسجد ووسائل الإعلام، ولتحقق هذه المؤسسات وغيرها من مؤسسات المجتمع دورها بشكل علمي وفاعل لابد من وجود خطة وطنية واضحة واستراتيجية موحدة لتعزيز الأمن مما يؤدي إلى تكامل الأدوار وتحقيق الأهداف وهو ما نعيشه في بلاد الحرمين بحمد الله. وتابع: الأسرة تعد اللبنة الأولى لبناء شخصية الفرد حيث يعيش الأفراد في محضنها ويمثل الآباء والأمهات قدوة للأطفال بشكل خاص من خلال الأفكار والاتجاهات السلوكيات التي تنعكس آثارها بشكل عميق على الأبناء ويتحقق هذا الدور في ظل أسرة واعية مترابطة في جو اجتماعي سليم يسوده الرحمة والتعاطف والتآلف والمودة والعمل على حب الخير للآخرين ومتابعة الأبناء وتربيتهم تربية سليمة، وأكد د. القايدي على الأهمية الكبرى لدور وسائل الإعلام وبخاصة في ظل ما يشهده الإعلام والاتصال من تطور نوعي تمثل في ظهور وسائل حديثة تتميز بالانتشار السريع وسهولة الاستخدام وتخطي الحدود والحواجز ومدى التأثير مما يؤكد على أهمية هذه الوسائل في تحقيق الأمن الوطني على المستوى المعرفي والفكري والسلوكي من خلال تقديم المحتوى والمضمون المناسب وبأشكال وأساليب مختلفة ومتنوعة من قبل كوادر مهنية مؤهلة وواعية. المتاجرون بالوطن والمال العام..! ذكر د. عبدالله الجميلي -الأكاديمي والباحث- بأنّ من معززات الأمن الوطني التنمية الشاملة والمستدامة للمواطن فالثروة البشرية من أهم مقومات أيِّ مجتمع، وللوصل لتلك التنمية تحضر جوانب مهمة منها التعليم والتربية والتدريب، ودعمها بالميزانيات والمتخصصين، مع إطلاق برامج تسدّ احتياجات سوق العمل، وتوّفر فرصه للأفراد، وأيضا تعزيز القيم والسلوكيات والأخلاق النبيلة والالتزام بالأنظمة في شرايين المجتمع؛ فعلو كعب مثل تلك الأخلاق والسلوكيات الفاضلة تزرع الطمأنينة فيه، وتحارب الممارسات السلبية والتجاوزات بشتى صورها، وكذلك المحافظة على كرامة الإنسان، وصناعة مناخ صحي يؤمن بالحوار ويقبل الاختلاف بما لا يُخَالِف المُسَلَّمَات، ومن المعززات إبراز النماذج المبدعة والوطنية من أبناء البلد تقديراً لهم، ولإيجاد نماذج من القُدوات الصالحة يفيد منها الناشئة، والتأكيد على تكافأ الفرص، ومحاربة الفساد، ولاسيما المتاجرين بالوطن والمال العام، ونشر ثقافة المحافظة على الممتلكات العامة، وتحقيق الحرية المنضبطة في التفكير وطرح الآراء بما لا يتعارض مع الثوابت الدينية والوطنية، وإهتمام المؤسسات الحكومية الخدمية بسماع صوت المواطن؛ لأنه شريك حقيقي وفاعل في وطنه. مهدد «التكفير والطائفية» أوضح د. محمد الذبياني – عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية -أن من أخطر المهددات التي نعيشها الطائفية والمذهبية ويغذي ذلك المهدد شعور من يشاركنا الوطن بأن هناك إقصاء له مما يؤدي الى النزاع الطائفي والذي قد يجر إلى حالة من التمزق والصراعات والتفكك لا يستفيد منها سوى أعداء الأمة حيث أن مثل هذا النوع من الصراعات هو صراع أعمى ومدمر للجميع، من هنا يجب تأصيل عدم الانصياع لمخططات الأعداء أو تنفيذ مآربهم من خلال النيل من مقدرات الوطن أو الاساءة إليه حتى ولو كان ذلك العدو الخارجي يتفق مع البعض في داخل الوطن في المذهب والعقيدة، ومن المهددات تراجع تطبيق مفهوم وسطية الإسلام في مناحي حياتنا التي نعيشها، فغياب الوسطية ألحقة جعل بعض الظواهر تستشري في مجتمعنا الحاضر مثل الاستهانة بضابط التكفير أو التشدد لرجل دين معين يرون تابعيه أنهم على المنهج الحق وغيرهم جهال تائهون. نصف مليون حساب في تويتر تتناول قضايانا المحلية من الخارج..؟ حذر د. مسفر البشر – المدير التنفيذي لجائزة الأمير نايف العالمية - من الشائعات المزيفة التي يروج لها عبر هاشتاقات تحمل فكرا ضالا ومعتقدا سيئا، مشيرا إلى أنه ومن خلال تتبع الشائعات للبحث عن مصدرها في احد الهاشتاقات تم رصد 27 ألف معرف في قنوات التواصل الاجتماعي وبالذات تويتر والفيسبوك بأسماء سعودية، وهذه المعرفات تأتي من إيران والعراق تهدد المملكة وتحرض المواطن على حكومته، وأثبتت البحوث أن (98%) ممن يقفون خلف تلك الشائعات ليسوا سعوديين بعد تتبع المعرفات الخاصة بمشاركاتهم، وعند تحليل عدد من الوسوم كوسم الحوثيين مثلا اتضح أن المدونين والمتفاعلين من اليمن والعراق وإيران، بينهم 25 مشاركا يحملون أسماء متباينة ولكل فرد منهم حسابات تصل إلى 75 اسما، مما يبين حجم التزوير والإغراء للجمهور بغية إعطاء مصداقية للإشاعة لتحظى بالحقيقة والواقعية، وعند دراسة شائعة أمنية أخرى عن تعرض السجينات للأذية والإهانة بعد التحقق تبين أن مروجيها معظمهم من خارج الوطن مما يدل على حسد وحقد هؤلاء، وضم التحليل 25 شخصا كتب الفرد منهم أكثر من ألفي مشاركة بأسماء مستعارة مما يدل على مدى التزوير والتزييف للطعن بالمنظومة الأمنية، لافتا إلى أن المملكة تواجه حربا تقنية خارجية لإثارة الفتنة ببث الأراجيف والكذب، فنصف مليون حساب وهمي في تويتر تدار من الخارج وتتحدث عن القضايا المحلية بهدف تشويش المجتمع والنيل منه. د. جبريل العريشي د. مسفر البشر د. عيسى القايدي د. محمد الذبياني د. سليمان الرومي د. عبدالله الجميلي أمن الوطن واستقراره يستدعيان تجنب كل مايهدد الوحدة تكامل الدور الأمني والمجتمعي كفيل بتقوية الجبهة الداخلية ضد أي مهدد مصدرو الشائعات يستهدفون قضايا المجتمع بالتزييف وخلق الأكاذيب التحريض الإلكتروني ضد الجهات الرسمية خطر يستوجب المحاسبة