ثلاثة اجتماعات شرفية خلال فترة لا تتجاوز الأشهر الستة، ماذا تعني لجماهير النصر «فارس نجد» والكيان الكبير؟.. تعني أشياء كثيرة لمن يعرف سر العمل الجماعي وأهمية التشاور وضرورة التكاتف وتأثير الاتفاق على ما يخدم مصلحة النادي والأخذ بناصيته إلى تجاوز العثرات أياً كان حجمها، وتلمس الحلول التي تمهد الطريق إلى نجاحات جديدة ودفعة معنوية كبيرة والتخلص من السلبيات على مختلف الأصعدة الفنية والإدارية والمالية. الموسم الماضي خرج الفريق بلا بطولات وهو بطل كأس الدوري مرتين متتاليتين وكأس ولي العهد في 2014 2015، وحضر الحديث عن الأزمة والقضايا المالية بقوة، وترك ذلك أثرا غير إيجابيا لدى «الجماهير الصفراء» وزاد الطين بلة إعلان الأمير فيصل بن تركي الاستقالة مع نهاية الموسم الماضي وفتح باب الترشيحات لرئيس جديد، وظنت هذه الجماهير أن «كحيلان» سيغادر المشهد ويترك نصره الذي أعاده إلى البطولات بعد ضخ ملايين الريالات يترنح بلا مدرب ولاعبين أجانب وصفقات محلية تعزز من حضوره الفني مع بداية الموسم 2015-2016، ولكن بما أن ليس لها إلا الرئيس القوي المتسلح بالخبرة الشرفية والإدارية وكعاشق للنادي منذ أعوام طويلة طالبت باستمراره فعاد إلى المشهد رافعا شعار التحدي ومؤكدا أنه في مستوى المسؤولية التي يدرك أسرارها وأن فريقه لن يسقط حتى وإن اختلف حوله محبوه وغيبت بعضهم الأزمة المالية بحكم صعوبة توفير المبالغ الكبيرة، وخلافة رئيس بحجم فيصل بن تركي، فضلا عن بعض الهزات في محيط الفريق الكروي كقضية القائد حسين عبدالغني، والمدرب الكرواتي زوران ماميتش، ومستحقات لاعب الوسط أحمد الفريدي ولاعبين آخرين ومدربين، والإصابات التي داهمت أكثر من عنصر مؤثر حتى ظن الكثير أن «الشمس الصفراء» ستحجبها غيوم الأزمات المتعددة، ولكنه بدأ الموسم متماسكا، ومنافسا على صدارة الدوري حتى الآن على الرغم من خسارته أمام الاتفاق والخليج والتعاون، وبقي في دائرة المنافسة على كأس ولي العهد حتى الآن بانتظار المواجهة المرتقبة مع غريمه الهلال في دور الأربعة، وهو مايعني أن هناك رئيسا متمكنا خلفه رجال «شرفيون» حتى وإن لم يدعموا ماليا يقفون معه معنويا إيمانا بقدرته الإدارية والمالية وأنه رجل المرحلة حتى وإن تعرض للانتقادات والهجوم من بعض منسوبي النادي، ووصل بعضها حد الشخصنة والتشفي عند بعض العثرات. الالتفافة الشرفية الصفراء في الفترة الأخيرة بقيادة الأمير مشعل بن سعود أمر لم نعتَد على مشاهدته في الكثير من الأندية في ظل الأزمات الكبيرة التي تحاصر الكثير منها وبدأت تقلقها، فبعد اجتماع إعادة فيصل بن تركي رئيسا لأربعة أعوام جديدة، واجتماع ما بعد الربع الأول من الموسم 2016 - 2017م، أتى اجتماع أول من أمس، ولم الأمير مشعل بن سعود لشمل النصراويين، وهذا يعني أنه النادي الوحيد الذي جدول اجتماعاته الشرفية على مدى موسم كامل على أكثر من اجتماع لرسم الكثير من السياسات، في بادرةٍ جعلت داعميه أكثر قرباً من المشهد «الأصفر»، وإعادة المياه لمجاريها وسهولة تحقيق ما يصبُون إليه بعودة النصر مرّة أخرى إلى منصات التتويج التي غاب عنها الموسم الماضي، وهو الغياب الذي لم يعتد عليه عشاق النادي، لذلك على الأندية أن تحذو حذو شرفي النصر، فأحيانا جمع المال لا يغني عن المشورة والتكاتف والتفكير الصحيح والتقارب أكثر من أي وقت مضى، ومن ميزات «فارس نجد» حتى وإن وضعت جماهيريه أيديها على قلوبها خشية غياب شمسه عن البطولات أنه من فصيلة «الأبطال» الذين لاينحنون للعواصف، وتتعلق به الجماهير وتتكاثر حوله ويخلص له اللاعبين ويقف خلفه الشرفيون لانتشاله وإعادة هيبته، ووضعه في المقدمة، وإذا كان عمل الرئيس الحالي ودعمه المالي امتدادا لدعم شخصيات سابقة قادت النصر إداريا وشرفيا فهو تميز بمباشرة حل المشاكل والالتصاق بالأشخاص الذين يساعدونه على إيجاد الحلول وإيقاف مسلسلات التشويش على تحركاته، وكيف أنه عاد للكرسي الذي كاد أن يتنحى عنه برغبته بكل ثقة، وهذا يعني أنه كما أكدنا سابقا «يقدح من راسه» ويواجه التحديات متسلحا بدعمه الشخصي ووقفات من يدعمه من رجال النصر ماديا ومعنويا، ويشهد التاريخ الأصفر أنه أكثر نصراوي رئيسا وشرفيا وإداريا قدم المال للنادي وأبرم الصفقات مع اللاعبين والمدربين من دون انتظار لهبات أحد حتى صنع نصرا مشعا بالذهب، ومتسلحا بروح العطاء وقوة الإرادة والقدرة على اكتساح المنافسين وهذا ما حدث في الموسمين الذين عاد من خلالهم الفريق إلى المنصات. نتفق أو نختلف مع أعضاء شرفه وإدارته وجماهيره وإعلامه إلا أن النصر أحد أركان رياضة الوطن وبحضوره في الميدان تتسع رقعة المنافسة؛ وهو ما يعني قيمته الكبيرة على الخارطة الكروية وصناعته للاعبين الذين خدموا المنتخبات السعودية، وهذا يحسب لإداراته المتتابعة منذ تأسيسه إلى أن تسلم القيادة الرئيس الحالي، وقدم لجماهيره بموسمي 2014 و2015 فريقا لا يقهر، راميا ذكريات غياب 19 عاما عن البطولات خلف ظهره.