أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي في المدينةالمنورة الشيخ حسين آل الشيخ في خطبة الجمعة أمس المسلمين بتقوى الله ومحاسبة النفس وتقويم مسارها في ماضيها وحاضرها. وقال في خطبة الجمعة أمس إن الأعوام تتعاقب والشهور تتوالى والأعمار تطوى والآجال تقضى وكل شيء عنده بأجل مسمى، وان في استقبال عام وتوديع آخر غرس للمتأملين وذكرى للمتدبرين، فحق على المؤمن الموقن بالله واليوم الآخر ألا يغفل عن محاسبة نفسه وتقويم مسارها في ماضيها وحاضرها ومستقبلها، يقول ابن القيم: «وهلاك القلب في إهمال محاسبة النفس وفي موافقتها واتباع هواها»، قال الله جل وعلا: «يا أيها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون»، ويقول الإمام أحمد عن عمر انه قال: «حاسبوا انفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا فإنه أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا انفسكم اليوم وتزينوا للعرض الاكبر يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية». وأضاف مخاطباً المسلم: «تذكر وأنت تودع عاماً وتستقبل آخر بإذن الله أن نجاتك في محاسبة نفسك وفوزك في معاهدة ذاتك هل أنت عامل بمقتضى أوامر الله جل وعلا وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم هل أنت طائع لله في كل شأن متبع لرسوله صلى الله عليه وسلم في كل لحظة وهل كففت النفس عن العصيان وزجرتها عن الآثام ؟ هل قمت بحقوق الخالق كاملة وأديت حقوق المخلوق وافية؟ وهل تفقدت نفسك وما فيها من الموبقات وعالجتها عما فيها من المهلكات؟ فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال: «كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل»، وكان ابن عمر يقول: «إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك». ومضى آل الشيخ يقول إن المتقين في كل زمان وحين لا يزدادون بالأعوام إلا خيراً وبراً ولا تمر بهم السنون إلا وهم في مسارعة للخيرات واغتنام للصالحات، يقول صلى الله عليه وسلم: «خيركم من طال عمره وحسن عمله»، وحذر من تضييع الأعمار سدى ومن تفويت السنوات غثاء، مستشهداً بقول الحق سبحانه وتعالى: «أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير».