قدم أبو شرارة عدداً من قصائده لحضور الأمسية أحيا الشاعر محمد أبو شرارة الأمسية الشعرية التي أقيمت ضمن فعاليات منتدى عبقر الشعري في النادي الأدبي بجدة وحيث قدم الأمسية الشاعر الصهيب العاصمي وحيث بدا التقديم بقصيدة قال فيها لم تستفق من نشوة سكرى ولم تنَمِ ما بين بين الوقتِ أشغلَها انتظارهْ حتى شدَت زغرودة الثغر الزيارةْ وبدا المُضَمَّخُ من علامات الإمارة بيديه آيات العصا إحداهما ويدٍ بها الأخرى محارة يا شاعري .. يا شاعري ترجم لهذا الحفلِ ما معنى الإثارة وألقى أبو شرارة مجموعة من القصائد منها "اعتراف أول" "مقتل كليب" "صباح الخير" "بلقيس " "قالت الأم" "عرافة" "الشمس" "سبع سنابل خضر" "هزيمة" "طفولة" "نفاق"، وقد حظيت الأمسية التي قدمها المشرف على منتدي عبقر الشاعر عبدالعزيز الشريف، بتقديم ورقة نقدية من قبل الناقد الشاعر محمد سيدي قال فيها في تجربة شاعرنا.. فالشعر عنده استثمار لكل طاقات الخطاب الأدبي إن جاز الوصف، واستفادة من كل الأشكال الفنية التي يعبر بها الفنان عن نفسه. وقصيدة أبي شرارة مغامرة دائبة في فضاءات الكتابة الشعرية، من حيث الشكل أولا، ومن حيث المضامين والرؤى والأفكار ثانيا.. فهي تتوزع بين أشكال الكتابة الشعرية الثلاثة "العمود والتفعيلة والنثر"، وتتغيا أن تعبر عن نفسها من خلال هذه الطرق الثلاث، مستثمرة الطاقات التعبيرية والإمكانات الإيقاعية لكل شكل من هذه الأشكال، بما يتلاءم مع مضمون النص، وجوه النفسي، وأفقه الفكري والحدسي، ومجازاته وصوره وفضائه البلاغي الخاص . فالقصيدة عند شاعرنا تجربة تختار شكلها وتتماهى به وتتجسد من خلاله، وتتواشج عضويا إلى الحد الذي لا يترك مجالا للتعسف أو الافتعال أو التوظيف السطحي العابر للشكل الشعري، حيث يتبدى الشكل عندها هو عين القصيدة والقصيدة عين الشكل. أما مضامين شاعرنا وحدوسه وكشوفه ومناطق بحثه فهي تتوزع على رقعة واسعة من فضاءات ذاته الشاعرة . فإذا كان الإنسان -من حيث الأصل- " عالما أكبر " بحد ذاته، تتجمع فيه كل العوالم والأكوان، وتتجسد فيه كل الخبايا والأسرار ؛ فإن الشاعر الحق هو أفضل من يمكن له أن يجلي لنا هذه الرحابة التي تنطوي عليها ذات الإنسان، وهذه القدرة على الجمع بين كل مكونات الوجود، بكل تمايزاتها واختلافاتها، وبكل ما قد يتراءى لنا بينها من تناقض أو تضاد، حيث تنتهي الذات الشاعرة أخيرا إلى أن تكون معرضا لآلاف الصور، وآلاف الأفكار، وآلاف المشاعر والمواقف والتمظهرات. وهكذا يستمر محمد أبو شرارة في ترحاله الدائم في فضاءات ذاته الشاعرة.. حالما، وثائرا، وعاشقا، ومتمردا على نفسه، وواقعه الاجتماعي، راغبا في تحقيق تحرره بأشمل ما يمكن أن يكون لذلك التحرر من معنى.. حين يكون تحررا حتى من سجن الجسد وظلماته الخانقة .. وتوقا حارا، وعارما إلى عالم روحي نقي ورائق وراق، لا تعيش فيه إلا الأرواح السامية .. التي لا تعرف الدنس، ولا يعلق بها شيء من أدران الوجود الأرضي الخانق والمظلم والكئيب ! وفي نهاية الأمسية كرم رئيس منتدى عبقر الشعري الشاعر عبدالعزيز الشريف فارس ومقدم وناقد الشعر بشهادات تقدير، حضر الأمسية عدد من الشعراء والمثقفين وعدد من رجال الصحافة والإعلام، بعد ذلك وقع الشاعر أبو شرارة مجموعة شعرية بعنوان اعتراف في حضرة أنا.