انخرط آخر عدد من مجلة "الجيش" لسان حال المؤسسة العسكرية في الجزائر، في الجدل السياسي الذي يحيط بوضع الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الصحي، وقدرته على إتمام عهدته الرابعة التي تنتهي في 2019، واستنكر على لسان نائب وزير الدفاع الوطني قائد أركان الجيش الجزائري، الفريق قايد صالح، في مقال افتتاحي، دعوات الانقلاب على الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، واصفا إياها ب "المحاولات البائسة لزرع الفتنة والبلبلة". وخلافا لتقاليدها السابقة، وجّه العدد الأخير من المجلة "الجيش" لشهر نوفمبر الجاري، وصل مكتب "الرياض" نسخة منه أمس، رسائل سياسية للواقفين وراء دعوات الانقلاب على الرئيس بوتفليقة، وقالت الافتتاحية: "إن أصواتاً قد تعالت بالأمس القريب مدفوعة بمصالح ضيقة وحسابات شخصية تطالب الجيش علناً بالإخلال بالدستور والقانون ليتسنى لها تحقيق ما عجزت عن تحقيقه بالطرق الدستورية والقانونية والديمقراطية" في إشارة إلى أطياف من المعارضة طالبت فيما مضى بتطبيق المادة 88 من الدستور التي تتحدث عن شغور منصب الرئاسة بسبب مرض أو موت، وعادت للحديث عن الملف نفسه بعد رحلة العلاج التي قادت الرئيس بوتفليقة (79 سنة) قبل أيام إلى مستشفى فرنسي لإجراء فحوصات طبية لم يكشف عن طبيعتها. وفيما لم تذكر المجلة هوية هذه الأصوات قالت إن الأخيرة: "وبعدما فشلت في تحقيق محاولاتها اليائسة اهتدت إلى التعبير عن تخيلاتها وتمنياتها وأوهامها بخلق ونسج قصص خيالية تمس بمصداقية ووحدة الجيش الوطني الشعبي وانضباطه والتزامه بأداء مهامه الدستورية". والإشارة واضحة أيضا إلى التعليقات التي راحت تتحدث عن قرب تنحي الفريق قايد صالح، بعد الاستقالة المفاجئة لزعيم الحزب الحاكم "جبهة التحرير الوطني" عمار سعداني، (قرأها مراقبون على أنها إقالة) بحكم العلاقة الوطيدة التي كانت تجمع الرجلين، وتداول معلومات تفيد بترتيب الرجلين لمرحلة ما بعد بوتفليقة. وحذر الجيش، -والبلاد مقبلة على استحقاقات نيابية ورئاسية في 2017 و 2019- مما أسماه "محاولات بائسة لزرع الفتنة والبلبلة"، ويحرص على إرسال إشارات تطمينية للقائد الأعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع عبدالعزيز بوتفليقة، تجدد ولاءه المطلق للوطن، و يظهر ذلك من خلال قول المجلة: "إن الجيش مدرك تمام الإدراك أن قوة وتماسك وانسجام تشكيلاته ومؤسساته ووحداته، قد حالت دون تحقيق مآرب أعداء الجزائر وأغراضهم الخبيثة، لاسيما في هذه الظروف المحفوفة بالمخاطر والتهديدات على مختلف الجهات والتي تتطلب التفاف مختلف القوى الوطنية حول المصلحة العليا للوطن".