تستقبل القرية التراثية بجازان زوارها، في وقت تشهد فيها المنطقة أجواء جميلة.. القرية تقع على كورنيش جازان الجنوبي كمعلم حضاري يرمز لحقبة زمنية عريقة من تاريخ منطقة جازان العريق والمرتبط بحاضرها المزدهر. يجد الزائر للقرية نفسه واقفا أمام تجسيد متكامل لتاريخ منطقة جازان ببيئاتها المتنوعة، فللوهلة الأولى يقف عبر بوابة القرية أمام البيت الجبلي بطوابقه الثلاثة وعمرانه الصلب وقوة التصميم ومتانته الملائمة للبيئة الجبلية التي تحولت منذ القديم بيوتا وعمرانا ومدرجات وحقولا زراعية وبهجة وحياة. ثم يصل الى البيت التهامي "العشة الطينية"؛ حيث تبرز بساطة الحياة التهامية وأناقتها عبر شكل العشة المخروطي وأصوات الأواني المعلقة بداخلها وطراحتها الممتدة والقعّادة الخشبية والميفا المنصوب في الجوار. وبخطى بحرية ينتصب البيت الفرساني وسط البحر مرتبطا بجسر مع القرية التراثية، وهنا تجسيد حقيقي لجزيرة فرسان التي تبدو ماثلة ببيتها حيث البحر واللؤلؤ والأصداف. أما وسط القرية فحركة تجارية عتيقة عبر السوق الشعبي بمعروضاته الأثرية والتراثية والأواني التقليدية والنباتات العطرية، حيث تفوح رائحة الفل والكادي. فهي مدونة حقيقية لحقبة غابرة لإنسان المنطقة القديم الذي طوع موارد البيئة الطبيعية منذ قديم الزمن فتحولت بيوتا وأواني وأثاثاً فغدت حضارة ماثلة يتباهى بها إنسان الحاضر ويعمل على التواصل معها عبر القرية التراثية ليربط بين أجيال الماضي، ويشيد زوار القرية وخاصة الزوار من امريكا وبريطانيا وأسبانيا واليابان بحضارة وتراث المنطقة مؤكدين أن اهتمام المملكة بتراثها الأصيل يعكس عمق حضارتها ومكانتها. ودائما ما تحظى القرية التراثية بزيارة الاكاديميين واصحاب الخبرات لهذا المعلم التراثي.