قد تستغربون أن هذا الغش هو أكثر أنواع الغش انتشار خلال هذا العام بلا منازع، وسأعطيكم نماذج من ذلك التلاعب بصحة الناس والذي قد يصل لمستوى الجريمة. هناك مجموعات منتشرة في الانستجرام وتسوق برامجها من خلال مجموعات واتس آب وتدعي أنه يشرف عليها مشرفة تغذية معروفة ومشرفة لياقة مشهورة وهي موجهة للنساء بصفة خاصة ولكنهم يقبولون أي مشترك . عندما تدفع الاشتراك وهو في الغالب 100 ريال في الشهر يحول في حساب بعض البنوك المحلية، يطلبون الوزن فقط دون مراعاة للطول والعمر والوضع الصحي ونمط المعيشة والظروف الاجتماعية المحيطة والأمراض المزمنة أوالوراثية، ثم يرسلون لك برنامج منخفض السعرات (500-900 سعر) وهذا نظام غير صحي ولا يطبق إلا في حالات خاصة وبإشراف مباشر من مختص/ة في التغذية العلاجية، ثم يجيبون على استفساراتك وهنا تحدث الطامة حيث يوصون بأغذية محددة جداً ومن لديه أبسط المعلومات في التغذية سيكتشف جهلهم ولكن من يرغب في النحافة يتعلق بقشة، وبين فترة وأخرى تشاهد تعليق غريب من أحد الأعضاء أنه نحف 3 كيلو هذا الأسبوع وآخر يدعي أنه نحف 30 كيلو في شهرين، وهذه الدعاية كفيلة بجذب الراغبين في النحافة السريعة مهما كلف الأمر وبدون مراعاة للوضع الصحي أو التأثيرات السلبية على أعضاء الجسم. المشرفون على تلك المواقع غير معروفين أبدأ ولا نعلم هل هم من داخل المملكة أم من خارجها، ولا يمكن أن تصل لمعلومة عنهم ولا عن مكانهم أو تتأكد من تخصصاتهم بل إن بعضهم يستحلف بالله العضو الجديد بأن لا يخبر أحداُ عن الحمية بما فيهم أهله وأقاربه، وهو أمر مريب فعلاً، وهؤلاء يحققون أرباحاً طائلة تصل الى مئات الآلآف شهرياً. تشاهدون وتسمعون مقاطع كثيرة عن التغذية في يوتيوب وسناب شات ، ويصعب فيها التفريق بين الغث والسمين والشاذ والصحيح، ولا أظن أنه من المناسب تتبع كل ماينشره عامة الناس من قبل الجهات المسئولة فمسئولية تصديق مايشاع تقع على المتلقي ،فلا بد من التمحيص وعدم المشاركة في نشر أي معلومة أو مقطع إلا بعد التثبت من صحته إن كان يناسب النشر أصلاً . والشيء المؤسف أن يشارك في نشر بعض تلك الخزعبلات أناس على مستوى عال من التعليم والثقافة العامة ، ويختلف مسوغ إعادة إرسال ما يصل من تلك المقاطع من شخص لآخر فأحياناً يكون المسوغ التهكم والدعابة وأحيانا اعتقاد أن مايقال صحيح وهو غير ذلك وأحيانا حباً في نقل المعلومة الغريبة. وتستغرب أن تنتشر تغريدات في تويتر أو مقاطع صوتية أو فيديو يتحدث أصحابها فيما لا يعلمون ويأتون بغرائب وعجائب لا تصدق ومع هذا يلقى ذلك المنشور اهتماماً وانتشاراً غير متوقع ، فهذا يقول أن سبب الأمراض المزمنة عند الإنسان تناول لحوم حيوانات مكتئبة، وآخر يقول أن الشخص إذا صب الماء على بطنه من أعلى يزيد تدفق البول وإذا صب الماء على الظهر يتوقف التبول، والثالث يصف الباذنجان النيء لعلاج زيادة الدهون ويستدل بأن الباذنجان يتشرب الزيت أثناء القلي فهو يتشرب الدهون من الجسم ويخرجها، وقائمة تطول من الخزعبلات والإدعاءات أربأ بنفسي وبكم عن الانشغال بها، والأدهى من ذلك أن يستضاف مثل هؤلاء في القنوات الإعلامية الرسمية أو تتبنى جهة صحية مثل تلك المقولات التي لا تستند على أي برهان علمي أو طبي ولا يوجد لها دعم أو موافقة من أي جهة مختصة محلياً أو خارجياً. اقتراحي أن تتنبه الجهات الإعلامية الرسمية من إعطاء فرصة لغير المختصين المؤهلين أو أهل الخبرة الموثوقين بنشر أفكارهم وظلالاتهم للناس، ومن ينشر معلومات مضللة تؤدي إلى مشاكل صحية واضحة أن ينبه أو يحقق معه من قبل الجهات المختصة، أما بقية الناس فكما ذكرت تقع مسئولية تصديقهم على المتلقي الذي يجب أن يزيد معرفته وثقافته الصحيحة ويحمي نفسه وأسرته من تلك الأفكار والمعلومات الشاذة.