كد صالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري ترحيبه بأي استعداد قد تبديه روسيا أو أي دولة أخرى للتعاون العسكري مع قوات سورية الديمقراطية (قسد) بمعركة تحرير الرقة من قبضة تنظيم داعش، ولكنه شدد في الوقت نفسه على ضرورة أن يتم ذلك بالتنسيق مع الولاياتالمتحدة التي تقود التحالف الدولي ضد داعش. وقال مسلم في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية: "نرحب بأي استعداد للتعاون قد تبديه روسيا أو أي طرف قادر على المشاركة الفاعلة في محاربة داعش وغيره من الجماعات المسلحة... ونتمنى أن يكون هناك توافق روسي أميركي حول هذا الأمر" وأوضح "قوات التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة لها خبرة عملياتية طويلة في المنطقة ونعرف أساليب وطرق بعضنا البعض في القتال، ولذلك لابد من التنسيق مع قيادة التحالف في أي تعاون". وحول حقيقة ما إذا كان هناك تفاهم أميركي روسي يقضي بإطلاق يد الأخيرة بحلب مقابل إطلاق يد الأولى بالرقة، قال :"لا أعرف إن كان هذا التفاهم موجودا أم لا.. ولكن كل ما يهمنا هو القضاء على داعش الذي يهدد ويستهدف وجودنا بمناطقنا في الجزيرة وعين العرب ومنبج". وحول تقييمه لحرص الولاياتالمتحدة على استثمار علاقاتها مع كل من تركيا والأكراد رغم العداء بينهما، قال القيادي الكردي: "الولاياتالمتحدة دولة كبرى ولها حساباتها.. وفيما يبدو أنها تحاول أن لا تخسر أي طرف". وحول ما إذا كانت الولايات المتحدث قد اشترطت منع الوحدات الكردية من دخول مدينة الرقة عقب تحريرها من قبضة داعش، أجاب: "طبقا لما سمعنا، فإن الاتفاق بين قوات سورية الديمقراطية والتحالف الدولي هو أن يتم التحرير خطوة بخطوة.. نحن الآن بالمرحلة الأولى التي تشارك بها قواتنا والتي تتضمن محاصرة وتطويق عناصر داعش بالرقة لفترة لحين يتم إنهاكهم وبعد ذلك تبدأ المداهمات". وأضاف: "ومسألة هل يدخلون الرقة أم لا فهذه هي المشكلة.. ونحن نفضل أن يقوم أبناء الرقة بهذا الأمر.. سنشارك بالتطويق إلى أن يتم إعداد قوات من أهل الرقة لتحرير المدينة: أي أن قوات سورية الديمقراطية وتحديدا وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة لن يدخلوا للمدينة". واستدرك: "وحتى إذا ساعدنا هذه القوات في تحرير الرقة فلن نبقى بها، ولن يكون لنا علاقة بإدارة أمورها بالمستقبل.. أهل الرقة هم من سيديرون شؤونهم مثلما حدث بمبنج بعد تحريرها من داعش، حيث تم تشكيل مجلس مدني وبات هذا الأخير هو من يدير شؤونها.. وعادت قوات سورية الديمقراطية لقواعدها". واستنكر مسلم اتهامات فصائل مسلحة لقوات قسد بالاستئثار بقيادة المعركة في الرقة أو التعاون مع نظام الرئيس بشار الأسد والسعي إلى تقسيم البلاد، وتساءل بسخرية: "من سنشرك معنا؟ جبهة النصرة أم أحرار الشام ... كلهم لديهم نفس الفكر الداعشي ويرون أن الديمقراطية كفر، فكيف سنشركهم؟ قسد تضم فصائل عدة كردية وعربية وكلهم يتفقون على الإيمان بالديمقراطية". وأضاف: "نحن أحرص من الجميع على وحدة سورية ومشروعنا هو إقامة دولة اتحادية ديمقراطية تتسع لجميع مكونات الشعب السوري.. كما أنه لا صحة إطلاقا لكوننا نتعاون مع نظام الأسد.. بالأساس كيف سيشارك بمعركة الرقة من جهة الجنوب كما يرددون وهو ليس موجودا إلا بمدينة تدمر التي تبعد عن الرقة حوالي 200 كلم ولا يستطيع التقدم هناك". وحول مدى إمكانية التحالف أو التنسيق مع الحشد الشعبي العراقي لتحرير الرقة، قال: "لا لا، الحشد الشعبي فصيل شيعي ولا أظنه مهتم بالدخول للرقة للمساعدة في تحريرها من قبضة داعش كما يردد البعض، فلا حاجة أو مصلحة لديهم لفعل ذلك.. فلينجحوا أولا في تحرير الموصل.. وعموما قواتنا، وبدعم التحالف الدولي، وقبل كل شيء بدعم أهل وأبناء الرقة، ستتحرر المدينة".