لو سألت أي إنسان عاش تجربة معقولة في الحياة عن أهم الأشياء التي ندم على فعلها أو عدم فعلها لوجدت إجابات تثير الدهشة والعجب.. وسبب هذا العجب أن أكثر محطات الندم ناجمة عن بعض القرارات "التي بدت بسيطة حينها" ولكن لم يبادر النادم إلى اتخاذها أو اتخذ القرار بتهور وعدم رويّة. ومن هنا تأتي أهميّة التعرّف على "علم القرار" ومهارات اتخاذ القرار الرشيد. وتتعاظم مخاطر القرار (غير الرشيد) باتساع دائرة المتأثرين به فهو في الأسرة والوزارة وعلى مستوى المجتمع تبعا لدائرة مسؤوليّة متخذ القرار. ومن الملاحظة والرصد والتجربة أقدم لك خلاصة لأبرز عشرة أشياء قد تسمعها في أنين شكاوى النادمين فتجد من بينهم من يقول: أولاً: ندمت عدم التأني في اختيار التخصص الجامعي والانسياق خلف تأثير الآخرين من الأصدقاء والأسرة. هنا نقول لك جنّب غيرك من الأبناء والمحيطين ذات المصير وعليك الإبداع في التخصص فهذا أفضل علاج للندم على اختياره. ثانياً: ندمت على اختيار نوع العمل (المهنة). فإذا كنت ممن تأتيه لحظات الأسف هذه فليس أمامك -إنْ تعذّر التغيير- إلا أن تحبّ ما تعمل طالما لا تعمل ما تحب. ثالثاً: ندمت على ارتباط بشريك عمل أو حياة كان ومازال من منغّصات حياتي. وهنا لا حل إلا بتقوية أساسات الشراكة قدر المستطاع فإن لم تنجح فعليك دراسة (رشد) وتكاليف القرار البديل ثم توكّل على الله وخذ قرارك. رابعاً: ندمت على تقصيري في مساعدة الآخرين حينما كنت قادرا وصاحب قرار. وأقول لك لم يفت الوقت بعد فما زال هناك كثيرون محتاجون لعطفك ودعمك. خامساً: ندمت على قضاء معظم سنوات عمري الوظيفي وأنا أترصّد المنافسين وأروّج أخطاءهم وأستثمر عثراتهم. والحل هنا أن تتوقّف فورا وتبدأ تعليم نفسك والآخرين مهارات الحياة وعواقب الحسد والغيرة الحمقاء. سادساً: ندمت على عدم الاهتمام الكافي بحقوق ربي ووالديّ وأسرتي وأصدقائي. أرجوك بادر بتعويض ما فاتك ففي بقيّة العمر كثير بركة وهذا قرارك. سابعاً: ندمت على روح الانتقام وعدم التسامح مع من ظننتهم قد أساؤوا إليّ. اعلم أن وقود الانتقام هو إحراق سعادة الروح فبادر بتنظيف مخلّفات الانتقام وعطّر الأجواء بالتسامح. ثامناً: الندم على عدم استغلال فرص الثراء الحرام أو التسلق بالتملّق في مكان أو مقام. هنا لا تندم فقد كنت على خير والى الخير مسيرك ومصيرك. تاسعاً: ندمت أنّي عشت حياتي كما رسمها الآخرون لي. أيها النادم قم وخذ الريشة وارسم لوحة جميلة للقادم من حياتك. عاشراً: ندمت أني عشت حياة كلها ركض ولهث وشقاء. إن كان هذا قدرك فساعد من تحب ليعيش حياة هانة مطمئنة. * قال ومضى: ما أتعس من يمدح الناس بالمال..فإذا مال عنهم (طعنهم)