كشفت استاذة التاريخ القديم بجامعة الملك سعود د.فتحية عقاب عن أن بوح المرأة في النقوش القديمة كشف عن وعي المرأة بذاتها الأنثوية، نافية هيمنة القيم الاجتماعية على الجوانب الوجدانية من جهة وتحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية من جهة أخرى وهو ما يخالف عصورا لاحقة. جاء ذلك في ورقة القتها بعنوان "بوح المرأة في العصور القديمة" مساء امس بالملتقى الثقافي الذي يشرف عليه الناقد د.سعد البازعي بجمعية الثقافة والفنون بحي المعذر في الرياض ولم تخل الامسية من معزوفات موسيقية وقصائد مغناة قدمها العازف خليل المويل. وتناولت فتحية عقاب في ورقتها عن بوح المرأة العربية وتأكيدها لذاتها الأنثوية في العصور القديمة وما يعكسه من دلالات وقيم اجتماعية من خلال نقوش الكتابات العربية القديمة في الجزيرة العربية (الثمودية -السبئية – اللحيانية – الصفوية-النبطية – التدمرية) الممهورة باسم المرأة، وأيضاً من خلال الرسومات الصخرية المنتشرة على سفوح مرتفعات بلاد العرب، مبينة ان مجمل ما تحت أيدينا من مادة علمية تغطي حقبة زمنية تمتد من القرن الخامس قبل الميلاد حتى القرن الثالث الميلادي. فتحية عقاب اشارت الى ان وعي المرأة واعتزازها بذاتها الأنثوية من خلال ما باحت به ودونته على الصخور وهي: الذات الأنثوية مع (الأنا) مستخلصها من النقوش التذكارية التي احتوت التعريف بالهوية الشخصية من اسم أو نسب أو منصب أو صفة، مضيفة أن هناك من النقوش الإهدائية التي احتوت من الأمنيات في طلب الصحة والولد والسلام والطمأنينة ومن نقوش الخطيئة والتكفير عن الذنب ومشاعر الحزن والندم. وعرجت عقاب على الحديث عن الذات مع الآخر "الرجل" قائلة انه لا يمكن أن تتميز ذات المرأة وهويتها في ظل غياب الآخر سواء كان رجلاً أو مجتمعاً، وقد جاءت صور متعددة لبوح المرأة وتأكيد الذات الأنثوية مع الآخر تعلن مشاعرها الوجدانية تجاه الرجل، رغم أن الصورة النمطية المتعارف عليها عن المرأة العربية أنها مطبوعة على الاستحياء من الجهر بحبها، مجبولة على كتمان الهوى المعتل في قلبها. ولفتت ان هناك رسومات صخرية صاحبت الكتابات العربية القديمة لعزف المرأة على آلات موسيقية وغناء ورقص حيث ان العزف صورة من صور البوح وكشف عن الذات، موضحة أن النغم الصادر عن العزف هو تعبير عن الذات يولّد صوراً لملامح صامتة تطرق مشاعر الآخر وتنبه ذاكرته، وقد صورت لنا النقوش والرسومات الصخرية حضور المرأة في المشهد الموسيقي كعازفة أو مغنية أو راقصة، وإن لم تمدنا بنصوص ما تردده في غنائها، رغم وجود العديد من الرسومات والتماثيل للمرأة وهي تحمل آلة موسيقية. حضور الملتقى الثقافي