تلقى الشارع الرياضي بذهول بيان وزارة الداخلية المتضمن إحباط محاولة تفجير دنيئة كانت تستهدف ملعب مدينة الملك عبدالله بجدة أثناء لقاء المنتخب السعودي وشقيقه الإماراتي الذي شهد حضور الجمهور صائماً ثم دخل الملعب آمناً وخرج منه منتشياً رافعاً الراية والرأس، ولم يشعر أبداً بأن هناك ما يدعو للخوف والقلق ذلك أن جهداً خفياً كان قد ظلل الجوهرة بالطمأنينة والهدوء المعتاد في مثل هذه المناسبات بل أن الإجراءات الأمنية نسبت في وقتها لكثرة الجمهور الراغب في الحضور ودعم المنتخب. ولم يدر بخلد أحد أن خلف الأمر حسا أمنيا عاليا تغلب بفضل الله على تخطيط المجرمين فتبت أيديهم قبل أن ينفذوا مخططهم وأمكن الله منهم قبل أن يتسببوا في حدوث كارثة بشرية في أنفس بريئة بينها الطفل والشيخ والشاب كل ذنبهم أنهم يحبون الحياة ويعشقون الوطن في عرف شرذمة تجردت من انسانيتها. من فجر في بيوت الله وفي أشهره الحرم ومن أراق دماء والديه وأقاربه تقرباً لإبليسه الأكبر لن يجد حرجاً في التفكير بالملاعب وأي تجمع يرى فيه شيئاً من مظاهر وحدة الشعب وقيادته أو متنفساً له في فرحه، ولأن المواطن كما قال المغفور له بإذن الله الأمير نايف بن عبدالعزيز رجل الأمن الأول فمن واجب الشباب مرتادي الملاعب وغيرها ألا يتذمروا من الإجراءات الأمنية وإن شددت وأن يتعاونوا ليكونوا عيناً ثانية لرجال الأمن في رصد ما خفي عنهم وما يمكن أن يكون خلفه عمل إرهابي في أي موقع فبلادنا مستهدفة ومنجزات رجال أمننا البواسل في اكتشاف أوكار المجرمين وتوجيه ضربات استباقية لها تسجل نجاحات وتميز وبعضها تم بفضل وعي المواطن وحرصه. وقد تجلت في هذا الموقف حكمة القيادة عندما أخرت الإعلان عن تفاصيل العملية حتى يطمئن الجمهور الرياضي ويحضر للجولات التالية من الدوري وهو ما حصل فحضرت الجماهير وغادرت كعادتها في أمن وأمان، وإن كان ملعب "الجوهرة" يحظى بإجراءات أمن وسلامة عالية الجودة وتشرف عليه إدارات عدة لمنع الخسائر وإدارة الحشود والوقاية من الحرائق فإن لجنة تحسين بيئة الملاعب عليها أن تستفيد منها وتطبق معاييرها في الأمن والسلامة في بقية الملاعب وإعداد برامج توعية للجماهير قبل المباريات وبين الشوطين بشكل مستمر الله عز وجل الحافظ، ويجب أن نقف على الأسباب ونكون يدا واحدة في كل ما من شأنه درء الخطر عن أنفسنا ومنجزات بلادنا. يا جماهيرنا الغالية العاشقة للوطن وأنديته ملاعبنا آمنة، احضروا في كل الملاعب واستمتعوا على الرغم من أنف أعداء الحياة في الداخل والخارج من المنافقين والعملاء.