محاولة دنيئة وخسيسة من قِبل بعض الجماعات الإرهابية التي كادت تزهق من الأرواح ما الله به عليم، ولكن فطنة رجال أمن هذه البلاد أكدت وللمرة المليون بأنها حاضرة في كل وقت وحين، حيث تم إحباط محاولة تفجير ملعب الملك عبد الله بجدة «الجوهرة» في مباراة المنتخب السعودي وشقيقه الإماراتي ضمن التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم 2018 في روسيا.هذه المحاولة الدنيئة من قِبل بعض المنتمين للجماعات الإرهابية كادت تقتل مسلمين جاءوا لدعم وطنهم من خلال كرة القدم، وحضروا وهم صائمين يوم عاشوراء، وكان منظرهم وهم يحيطون بملعب الجوهرة وعلى سفرة الإفطار مثار إعجاب، فكيف يُفجر بمثل هؤلاء..!؟ هذا السؤال لا يمكن أن يجيب عليه منتم لجماعات تعيش على التكفير، ولا يمكن أن تنتمي للدين المعتدل الذي حث عليه الرسول صلى الله عليه وسلم.«الجزيرة» وقبل بحث في هذه القضية مع عدد من المختصين، كان لها اطلاع على ردة فعل الوسط الرياضي عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، والتي كان الجمهور الرياضي من خلالها يشكر رجال الأمن، ويقدر جهودهم، ويثمن وقفاتهم الدائمة فيما يخص الوطن والمواطن، أما ما يخص القضية وبحثها مع المختصين، فقد تحدث لنا اللواء منصور التركي المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية، ورجاء الله السلمي المشرف العام على الإدارة العامة للإعلام والنشر بهيئة الرياضة، وأحمد العقيل عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم، وإبراهيم القوبع مدير ملعب الملك عبد الله بجدة. لن تهزوا ثقتنا في قدراتنا على هزيمتكم البداية كانت مع اللواء منصور التركي المتحدث باسم وزارة الداخلية، والذي أشار إلى أنهم أوضحوا كل ما لديهم عن المخطط الإرهابي الذي تم بتوفيق الله إحباطه في البيان، وقال للجزيرة: «تم تناول كل ما يتعلق باستفساراتكم بالمؤتمر الصحفي الذي أعقبه، والوضع الأمني في أعلى درجات السيطرة، حيث يعمل رجال الأمن على مدار الساعة في متابعة التهديدات الإرهابية وتعقب القائمين عليها بمساندة مستمرة من كافة شرائح المجتمع، والتي أكدت أن رسالتها لكافة التنظيمات والجماعات الإرهابية تقول (لن تنالوا من أمننا واستقرارنا، ولن تجدوا بيننا ملاذاً آمناً لإرهابكم، ولن تهزوا ثقتنا في قدراتنا على هزيمتكم، وتهديداتكم لن تخيفنا ولن تمنعنا من ممارسة حياتنا الطبيعية)، ونسأل الله التوفيق في كل ما نؤديه من مهام للمحافظة على الأمن والاستقرار». أرضنا واحة للأمن والأمان من جهته قال الزميل رجاء الله السلمي المشرف العام على الإدارة العامة للإعلام والنشر بهيئة الرياضة: «الحمد لله الذي قيّض لهذا الوطن قيادة حكيمة ورجالاً مخلصين، يبذلون الغالي والنفيس من أجل هذا الوطن العظيم، ففي كل يوم يثبت رجال أمننا قدراتهم على دحر المفسدين وإحباط مخططات الإرهاب وأصحاب الضلال». وأضاف: «الإنجاز الأمني في كشف محاولة تفجير الجوهرة كان مثالاً حقيقياً لواقع الأمن والأمان الذي يعيشه هذا الوطن، فالملعب المكتظ بأكثر من 60 ألف متفرج ظل يعيش أجواء الرياضة والمتعة دون أي منغصات أو ارتباك». وتابع: «مشهد مهيب عاشته مدينة الملك عبد الله بن عبد العزيز الرياضية تلك الليلة، فالصدارة يومها لم تكن للمنتخب وحده بل لرجال أمنه، والفوز لم يكن للأخضر بل كان للوطن وهو يضرب مخططات الإرهابيين، صحيح أننا احتفلنا جميعاً بالفوز، لكن تبيّن لنا بعد بيان وزارة الداخلية، أن الانتصار الحقيقي والكبير كان لوطننا العظيم، فالحمد لله الذي منحنا هذا الفضل، والحمد لله الذي أكرم هذه البلاد بقادتها الأوفياء وشعبها الأبي ورجالها المخلصين في الداخل أو على حدود الوطن، وشكراً لكم جعل هذه الأرض الطاهرة واحة للأمن والأمان». محاولة دنيئة وخالية من الإنسانية من جانبه أكد أحمد العقيل عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم، أن محاولة تفجير ملعب الجوهرة محاولة دنيئة وليس فيها أي ذرة من الإنسانية، وهي مؤشر إن شاء الله لبداية نهايتهم التي قاربت على النهاية. وأضاف: «نحن كنا موجودين في الملعب كما كان هنالك أكثر من ستين ألف متفرج ونعمنا بالأمن والأمان طوال مدة المباراة حتى عدنا لمنازلنا، والحمد لله كان لنا الانتصار وكان للفئة الضالة الخيبة». وعن رجال الأمن، قال: «مهما تحدثنا عن رجال الأمن لن نوفيهم حقهم، ومهما قلنا عنهم أو مهما شكرناهم فلن نوفيهم حقهم، فأكثر الكلمات المعبرة لن توفيهم حقهم، ولكن نقول لهم جزاهم على الرأس».وتطرق العقيل للجمهور الذي دائماً ما يتضايق مع شدة الإجراءات الأمنية في الملاعب السعودية، حيث قال: «شدة الإجراءات الأمنية دليل على حرص رجال الأمن على المواطنين وعلى الأنفس، وعليهم أن لا يتضايقوا من ذلك». ما حدث لن يؤثر على الحضور الجماهيري من جهة أخرى قدم إبراهيم القوبع مدير ملعب الملك عبد الله بجدة (الجوهرة) شكره الكبير لوزارة الداخلية ورجال الأمن وخاصة القطاعات التي لا يظهر عملها للناس، وهي قد أدت أدواراً كبيرة جداً، وقال: «ليتني أستطيع تقبيل رأس كل رجل أمن كان موجودا في مباراة السعودية والإمارات لجهدهم الكبير، وإنجازهم العظيم، ووقوفهم معنا منذ صباح يوم المباراة». وتابع: «الشكر أولاً وأخيراً لمولاي خادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي العهد وسمو ولي ولي العهد، وجميع القطات الأمنية التي أسهمت بفاعلية ليس في هذا الحدث تحديداً، ولكن في جميع المباريات، ومن أول يوم تم افتتاح ملعب الجوهرة فيه». وأضاف: «الحدث الذي كاد أن يحصل في مباراة المنتخب السعودي وشقيقه الإماراتي سواء حدث أو لم يحدث، فالخطة الأمنية والاستعدادات كانت كفيلة بإنهاء مثل هذه المواضيع سواء في ملعب الجوهرة أو غيره من الملاعب في السعودية».وتابع: «الجمهور كان يتذمر كثيراً من الإجراءات الأمنية، ولكن بعد معرفة التفاصيل أصبح الجميع متيقناً بأن هذه الإجراءات كانت لمصلحتها». وتطرق القوبع للمعدات والتجهيزات التي داخل ملعب الجوهرة، حيث قال: «عدد المعدات وعدد البوابات الأمنية التي يمر بها الجمهور كبيرة جداً، ولدينا أجهزة يد للتفتيش، بالإضافة إلى أن المدينة مهيأة ب240 كاميرا مراقبة بدءاً من داخل الملعب إلى المواقف والبوابات الخارجية والصالة الخارجية، وأكثر ما يشعرنا بالفخر أن رجال الأمن يعملون معنا في غرفة التحكم الرئيسية وأصبحوا على دراية واطلاع باستخدام الكاميرات وتوجيهها، وأصبحنا فريق عمل واحدا».وشدد القوبع بأنه يجب على الجمهور الرياضي أن يصبر ويتفهم ويقدر رجال الأمن ودورهم، وفي نفس الوقت بودي أن أرسل رسالة للجميع لأقول: مدينتا آمنة، وكل ملاعبنا آمنة في ظل وجود رجال الأمن، وما حدث لن يؤثر على الحضور الجماهيري، فنحن في أتم الاستعداد لاستقبالهم وتقديم كل الخدمات الممكنة لهم».