لا تستمر الحياة على وتيرة واحدة فغالبا مايكتنف هذه المسيرة الحياتية متغيرات فوق طاقته وقد تحدث لأسباب لايكون سببا فيها ويترتب على ذلك تأثره بشكل كبير وخصوصا في الجوانب الوجدانية التي تصاحب حالات الفراق المكاني والأبدي وحالات الحزن الشديد والألم ذلك الصامت الذي يسوق ركابه في اتجاهات عدة حتى يكسب اكبر قدر من مساحة المكان الذي يحدث فيه وغالباً ما يكون صدر الإنسان وقلبه. ولا يقف الحزن عند حد صاحبه بل هو متسع ومغدق على من حوله والعرب منذ القدم يجسدون حالة الحزن في ذكريات المكان ولعل بدايات المعلقات اكبر شاهد لهم فقد اوقفوا واستوقفوا والحزن لديهم تراوح بين الحزن الحارِّ الذي تحضنه الحسرةُ والحزن الذي تفضحه الدّموع وتُهيِّجهُ الذّكرياتُ يقول امرئ القيس الذي أجادَ في التعبير والوقوف والاستجداء والتوسُّلِ: أنيّ غداةَ البينِ يومَ تحمَّلوا لدى سَمُراتِ الحيِّ ناقفُ حَنظَلِ وُقُوفاً بها صحبي عليَّ مطيَّهمْ يقولون: لا تهلِكْ أسَىً, وتَجمَّلِ وإنَّ شِفائي عَبرةٌ مُهراقةٌ فهل عندَ رسمٍ دارسٍ منْ مُعوَّلِ؟ ولحظات الأنين الخفي وحالة جدب الدموع التي توقفت عن سيلها ما هي إلا ستار قوي في وجه العواذل رغم شدة الحزن وعندما يتواصل ذلك الأنين وتتكالب الموجعات في حالة ترادف زمني وكأنها جرعات تتزايد من اجل الموت لذلك المتألم يقول عبدالعزيز العبيدي: تل قلبي من اقصى ضامر الروح تله نشت الحال من عقبه طواها الهيامي وعندما تجتمع الوحدة وهذا الموكب من الاحزان تتزايد مسببات الالم يقول الشاعر محمد السديري: وحيد اصارع عبرة تضهد الحشا واكابد هموم من عنا الكود صايلة وتتنوع حالة الحزن وما يصاحبها من هموم حسب الموقف فالبعض منها حالته مؤقتة والبعض الآخر مستديم ريثما تحل حالة الترحل والترحال عن هذه الدنيا يقول الشيخ سعدون العواجي: ياونة ونيتها تسع ونات مع تسع مع تسعين مع عشر ألوفي هذه الحالة وما يصاحبها من احزان امر قد يستحيل ازالته فعندما يشاهد المتأثر حالة المستريح يبادله التهنئة على حاله السعيدة وكأنه يحسده عليها. هنيكم بقلوبكم مستريحة وياليت قلبي كل ما جاه ينساه ويتزامن مع حالة الحزن تغير سلوكي فهو مؤثر على جميع مراكز الاحساس ومن ذلك قلة النوم والهوجاس وقلة التذكر والبعد عن الزاد يقول نقيان العميري: البارحة يا عبيد عييت اناما قلب الخطا كثر علي الهواجيس