كشفت مخرجات أحدث الدراسات البحثية التي أشرف عليها معرض جدة لتطوير المدن والاستثمار العقاري، تحت عنوان " تقرير مقياس سوق العقارات في الشرق الأوسط " وأعدتها شركة يوجوف لأبحاث السوق عبر الإنترنت، أن قطاع العقارات هو الأكثر جاذبية للاستثمار الآمن لنسبة 53% من المشاركين في الدراسة، الذين اعتبروا السوق السعودي أحد الأسواق الأكثر استقطابًا للاستثمار العقاري في منطقة الشرق الأوسط، وذلك في ظل النظرة المستقبلية الإيجابية المدعومة بجهود تنوع الاستثمارات وفق رؤية المملكة 2030. كما أوضحت نتائج البحث التوجهات الرئيسية لسوق العقارات في الشرق الأوسط وذلك من خلال استبيان آراء 684 فردًا من فئات المستثمرين أو الذين ينوون الاستثمار في العقارات السكنية من دول مجلس التعاون الخليجي ومصر، حيث جاءت المملكة من بين أبرز ثلاث دول للاستثمار في منطقة الشرق الأوسط، ويخطط 78% منهم أيضًا لشراء عقار سكني أو تجاري أو بيع بالتجزئة خلال فترة الاثنا عشر شهرًا المقبلة. وتوصلت الدراسة أيضًا إلى أن قرابة نصف (47%) المشاركين فيها يفكرون في استراتيجية استثمار جريئة في العام المقبل. وعلى الرغم من الغموض وتراجع أسعار النفط على مدار العامين الماضيين، يرسم التقرير، الذي أعدته شركة يوجوف، صورة مشجعة لتوجهات المستثمرين والذين ينوون الاستثمار في العقارات السكنية الذين ينوون الاستثمار في المجال العقاري بالسعودية. ويوضّح التحليل أن ما يقارب من خُمسي (39%) المقيمين في السعودية يتوقعون نمو سوق العقارات بالمملكة في العام المقبل. وتأتي النظرة الإيجابية مدعومة بالإصلاحات الحكومية الشاملة التي تم تنفيذها في وقت سابق من العام الحالي، حين أضافت المملكة مجموعة كبيرة من الاقتراحات في إطار رؤية السعودية 2030 بهدف تعزيز مكانة الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط. وتهدف هذه الرؤية إلى تحويل الاقتصاد السعودي إلى قوة يقودها القطاع الخاص ويشكّل المجال العقاري جزءًا لا يتجزأ منها. وتزامن الكشف عن نتائج هذه الدراسة مع الاستعدادات لإطلاق الدورة السابعة من معرض جدة لتطوير المدن والاستثمار العقاري، المدعوم من سيتي سكيب، والذي سيقام في الفترة من 2 إلى 4 نوفمبر بمركز جدة للمنتديات والفعاليات التابع لغرفة جدة، وتحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز، محافظ جدة، ليكون منصة ملائمة للأطراف الفاعلة على الصعيدين الوطني والإقليمي للتحدث إلى هؤلاء المستثمرين والمهتمين، وفي آخر المطاف تشكيل ملامح منحنى نمو سوق العقارات في جدة. وتعليقًا على هذا التقرير، قال حسين الحارثي، نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة معارض الوطنية، الشركة المنظمة لمعرض جدة لتطوير المدن والاستثمار العقاري: "يشير تحليل يوجوف إلى الإمكانات العقارية الضخمة التي تتسم بها المملكة، ولا سيما في ضوء التدابير التي تتخذها الحكومة لتنويع اقتصادها بعيدًا عن العائدات المرتبطة بالنفط". وأضاف الحارثي: "إن المحاولة واسعة النطاق - لإعادة تشكيل اقتصاد المملكة، في إطار برنامج التحول الوطني ورؤية 2030 - قد قوبلت بتأييد ساحق عندما بدأت الحكومة في تطوير مجالات مثل العقارات والسياحة. لذا فإنه ليس من المستغرب أن يحمل المشاركون في الدراسة نظرة إيجابية عندما يتعلق الأمر بالقطاع العقاري في البلاد". وعند التفكير في العقارات كاستثمار، يشير التحليل إلى أن المقيمين في السعودية ينظرون إلى الزيادة في رأس المال (75%)، وعائد الاستثمار (74%)، وحماية المستثمرين (70%)، باعتبارها العوامل الأكثر جاذبية. وبوجهٍ عام، فإن المشاركين في الدراسة ممن يرغبون في الاستثمار في السعودية يعتبرون القيمة مقابل المال (85%) وجودة العقارات (84%) أهم العوامل التي يبحثون عنها عند شراء عقار سكني. وترى يوجوف لأبحاث السوق عبر الإنترنت، الشركة التي أعدت الدراسة، أن العام المقبل سيتأثر بالعوامل الإيجابية الدافعة لتعزيز الاستثمار العقاري، وخصوصًا في ظل أهداف الحكومة الرامية إلى زيادة مساهمة القطاع العقاري في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد من 5% إلى 10% بحلول عام 2020؛ أي ما يعادل 74.8 مليار دولار. وفي إطار الهدف الجديد، يتم تشجيع القطاعين العام والخاص على حدٍ سواء للاضطلاع بدور في ضمان نمو القطاع العقاري، إما من خلال المبادرات الفردية أو من خلال تكوين الشراكات بين القطاعين العام والخاص؛ وهو موضوع ستتم مناقشته في ورشة عمل الحدث في يوم 2 نوفمبر. وشددت دراسة يوجوف مجددًا على الاعتقاد لدى المطورين العقاريين بأن الموقع الجغرافي يمثل عاملاً مهمًا عندما يقرر المستخدمون النهائيون الاستثمار في سوق العقارات، حيث أكد (45%) من المشاركين في الدراسة اهتمامهم بالعقارات السكنية التي تكون شديدة القرب من المرافق التعليمية، ومرافق الرعاية الصحية (38%)، يليها مكان العمل/الشركة (37%).