أحمد طابعجي مع انتقال قدر كبير من أنشطة الحياة اليومية في المجتمع إلى عالم شبكات التواصل الاجتماعي، استطاعت مجموعات مختلفة من الشباب والفتيات تأسيس تجمعات ثقافية افتراضية، لمناقشة ومراجعة الجديد من الكتب، وتكوين علاقات مبنية على الصداقة مع الكتاب، حول هذه الظاهرة الجديدة، توجهت «الرياض» بالسؤال إلى عدد من رواد هذه الأندية لمعرفة واقعها، وإنجازاتها، والتحديات ونقاط القصور التي تواجهها. حافز معنوي عبيد الظاهري أوضح أنّ من أهم عوامل تكوين عادة القراءة هو عامل المشاركة الذي يقوم بتحفيز القارئ للاستمرار في القراءة ضمن بيئة تشاركه الاهتمام، فتبدأ عادة القراءة بالنمو تدريجياً من خلال القراءة الجماعية، وعن طريق رؤية نماذج من القراء مما يشكل حافزاً معنوياً كبيراً للمشارك. وأضاف: «مع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي ساهم ذلك في تكوين مجالس افتراضية للقراءة الجماعية، تتجاوز حدود المنطقة الجغرافية، وتتميز بتوسيع دائرة المشاركة من مختلف أنحاء العالم، وكذلك من الجنسين مع سهولة الاجتماع الافتراضي»، مستدركاً: «لكن المجالس الافتراضية تفقد روح المجالس الواقعية». جوائز تحفيزية ويتحدث أحد الأعضاء المؤسسين لمشروع أصدقاء القراءة أحمد طابعجي قائلاً: «أندية القراءة الإلكترونية تتيح للأعضاء والقراء الانضمام لها عن بعد بحيث لا تكلف القارئ حضوره والتزامه بمكان، نرى نماذج جيدة من هذه الأندية في مواقع التواصل الاجتماعي، مثل مجموعة القراءة الجماعية التابعة لنادي كتابي، وفقرة كتاب الشهر التابعة لمشروع أصدقاء القراءة التي حققت نجاحاً كبيراً وتفاعلا جيدا من قبل الأعضاء من جميع الدول العربية، يضاف إلى ذلك وجود جوائز تحفيزية تقدم من إدارات الأندية للأعضاء الأكثر تفاعلاً في الحوار، والأكثر طرحاً للآراء بالتعاون مع متاجر إلكترونية لبيع الكتب». كتلة صلبة يتحدث حسان الغامدي -عضو مؤسس لملتقى «نهِم»- فيقول: كان لدينا هدف أن نتوجه للذين لا يقرؤون، أو يقرؤون بصورة متقطعة جداً، والقراءة ليست عادة يومية لهم.. وأعددنا لهم برنامجاً خاصاً، وحققنا هذا الهدف بحمد الله، فصارت لدينا كتلة صلبة لم تكن تقرأ وتحولت القراءة بالنسبة لهم إلى عادة يومية». وأضاف أنّ الأندية الإلكترونية تتيح مجالاً لتجاوز التحفظات والإشكالات المجتمعية المتعلقة باللقاء بين الجنسين، كما أنها تتغلب على إشكالية العدد والموعد، حيث تعاني أندية القراءة التقليدية من ضعف في سعتها الاستيعابية بسبب عائق المكان، وتعاني كذلك من تضارب مواعيد اللقاءات. مميزات الأندية الإلكترونية وعن ميزات الأندية الإلكترونية للقراءة يقول «الظاهري»: أبرز الآثار التي حققتها أندية القراءة الإلكترونية: نشر ثقافة القراءة، وتكوين علاقات مختلفة بين القراء من مختلف أرجاء العالم العربي، وإقامة مبادرات ثقافية واقعية كانت في رحم بعض أندية القراءة الافتراضية. أما «طابعجي» فيؤكد أن الأندية الإلكترونية للقراءة قدمت خدمة جليلة لمن يرغب بالقراظة والمشاركة فق الحوار ولكنه يعاني من الهشية من مواجهة العامة أندية القراءة الاعتيادية، كما أنها حققت أريحية في مشاركة القراء دون إلزامهم برسوم مالية أو مكان للتجمع. تحديات ومشكلات وبالحديث عن التحديات التي تواجه أندية القراءة الإلكترونية أوضح «طابعجي» أنّ هناك مشكلات متكررة في بعض أندية القراءة، مثل: عدم الاستمرار، والتأخر في انعقاد اللقاءات خاصة في أوقات الإجازات التي ينشغل فيها غالبية الناس، إلى جانب تحدٍ آخر وهو تنوع أسلوب النقاش بتنوع الحقول المعرفية التي تنتمي إليها الكتب وحاجة بعضها إلى استعداد خاص، حيث يختلف أسلوب نقاش كتاب في «تطوير الذات» عن أسلوب نقاش كتاب في مجال القصة والرواية، «في مجال تطوير الذات نحتاج إلى تفعيل أسئلة تطبيقية لتحليل قاعدة تطويرية، ويمكن تطبيق هذا الأسلوب عبر ورش العمل المباشرة. أما الرواية فيحتاج العضو أن يعلم عناصر نقدها»، بالإضافة إلى عدد المشاركين الذي ربما يزيد مع كل لقاء، وهنا تصعب إدارة الحوار ويتعذر أحيانا، جمع الأفكار وتوحيد الرؤى. آفاق مستقبلية فيما تحدث «حسان الغامدي» عن تحدٍ مختلف، فيقول: «حققنا هدفاً بنقل شريحة من غير القراء إلى مجتمع القراء الذين صارت القراءة عادة لهم، وبهذا لم يعودوا بحاجة إلينا، وبالتالي سيبحثون عن شيء جديد يشبع احتياجهم في المرحلة القادمة، وهناك تحد آخر، وهو ضعف الإمكانات الإلكترونية للنقاش، التي تتيحها بعض تطبيقات التواصل الاجتماعي بحكم طبيعة برمجتها، وهي معضلة تقلص من فرصة النقاش وتكوين علاقات لا يمكن لها أن تنشأ من دون النقاش.. كما أن من غير المضمون انتقال المتابعين من تطبيق إلى تطبيق آخر تلبية لرغبة إدارة الحساب». وأضاف أنّ أندية القراءة تملك أن تقدم للقارئ أكثر من مجرد تعويده على القراءة وتقديم لقاءات افتراضية لمناقشة بعض الكتب، كاشفا الستار عن هدف جديد يعمل عليه وهو تنمية مهارات التحليل والفهم العميق للكتب المقروءة، من خلال تحديد أسئلة مقالية ووضع جوائز لأفصل المشاركات الواردة. حسان الغامدي تسهم أندية القراءة في تفعيل المكتبات العامة