سرت معلومات بعد اجتماع كتلة "تيار المستقبل" النيابية بأن الرئيس سعد الحريري اقترب من ترشيح رئيس "تكتّل التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية وسط معارضة واسعة من نوابه ومن شارعه أيضا. وقال مصدر نيابي في "تيار المستقبل" ل"الرياض" أنه من المستبعد أن يتمّ الانتخاب في 31 الجاري، مؤكدا بأن ترشيح الحريري لعون دونه عقبات جمّة من فريق عون السياسي بالذات ووسط تصاعد غير مسبوق في لهجة رئيس المجلس النيابي نبيه برّي الذي سرّبت أوساطه إلى الصحف والمواقع المحلية مناخا غاضبا ضدّ وصول عون وإعلانا صريحا بالالتزام بترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية رافضا الانصياع لقرار "حزب الله" انتخاب عون. وتعلّق أوساط مسيحية على موقف برّي مدرجة إياه في إطار "توزيع الأدوار بينه وبين "حزب الله" الذي لا يناسبه البتّة انتخاب رئيس للجمهورية في الوقت الراهن". من جهتها، تشير أوساط سياسية مستقلة إلى أن "انتخاب رئيس للجمهورية في 31 الجاري مستبعد، وإذا تمّ تأجيل هذا الاستحقاق مرّة بعد فإن موعده سيطول كثيرا". ولفتت الأوساط إلى أن "انتخاب رئيس للجمهورية لن يغّير شيئا، لأن الناس تهاجر بوجود الرئيس، والأزمات متراكمة منذ وجود الرؤساء، والحقيقة أن التركيبة اللبنانية باتت غير مناسبة لكثر، وهذا الدستور الموجود حاليا لا يناسب أحدا". تضيف "يعتبر المسيحيون بأن دستور الطائف سحب منهم الصلاحيات، والشيعة يعتبرون أن الدستور لم يمنحهم صلاحيات في السلطة التنفيذية لذا يطالبون بوزارة المالية لكي يعطلوا أي قرار لا يعجبهم كون توقيع وزير المالية ملزم، والسنة يعتبرون بأن الشيعة والمسيحيين يمنعونهم من ممارسة الصلاحيات التي منحت لهم من اتفاق الطائف، نحن لدينا أزمة نظام ويجب الانتظار كيف ستتركب أنظمة العراقوسوريا لكي تحلّ أزمة النظام اللبناني وقد يكون اتجاه قوي نحو الفيدرالية". ولفتت الأوساط إلى أن مشاورات الرئيس الحريري لن تنجح طالما أن السنة والمسيحيين لم يقبلوا بالتنازل والتسوية والقبول ب"السلّة". وتضيف "لا رئاسة جمهورية طالما لم تنته الحرب في سوريا وطالما أن مطالب (حزب الله) لا تزال مرفوضة وهي وضع نظام داخلي جديد لمجلس الوزراء وكذلك المداورة في الوظائف الأولى واعتماد قانون انتخابي جديد حسب النظام النسبي، بالإضافة أن (حزب الله) يمسك رئاسة الجمهورية كرهينة، وهذا أمر غير مقبول، وأي تفاوض على الرئاسة يجب أن يتم بوجود رئيس الجمهورية وليس بغيابه". وهذا سيناريو مكرر عمّا حدث إبان اتفاق الدوحة عام 2008، فعوض أن يكون "الثلث المعطل" بيد رئيس الجمهورية صار مع "حزب الله". واختتم مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية جيروم بونافوت أمس زيارة للبنان التقى فيها المسئولين اللبنانيين قبل توجهه في زيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية. حيث تنتظره سلسلة لقاءات مع مسئولين سعوديين بحسب معلومات ل"الرياض"، سينقل إليهم حصيلة مشاوراته في لبنان. ووفق معلومات دبلوماسية خاصّة فإن زيارة بونافونت الذي تسلّم منصبه في سبتمبر 2015 خلفا لجان-فرانسوا جيرو الذي اشتهر بجولاته المكوكية بين لبنان وإيران وروسيا محاولا فكّ العقدة الرئاسية عبثا، فإن زيارة بونافوت تقررت يوم الأربعاء الفائت مباشرة بعد اللقاء الذي جمع رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري ووزير الخارجية الفرنسي جان-مارك إيرولت في "الكيه دورسيه"، وقد أبلغ الحريري إيرولت نتائج زيارته إلى المملكة. وشرحت أوساط دبلوماسية مواكبة للزيارة وجود هدفين لها، الأول التأكيد لجميع المسئولين اللبنانيين وعلى مختلف المستويات بأن فرنسا تدعم أيّ حلّ سياسي توافقي في لبنان من أجل إنهاء الأزمة المؤسساتية التي تعصف به وفي مقدّمتها الشغور الرئاسي، وثانيا محاولة "جسّ نبض" في ما يخص الاجتماع العتيد لمجموعة الدّعم الدولية المزمع عقده (مبدئيا) في نهاية شهر نوفمبر المقبل في باريس والذي تأجل مرّتين لغاية اليوم.