في كل يوم نتلقى فيه صفعة من كفوف الدنيا لنفيق من وهم أو كذبة، ولولا تلك الصفعات المتتالية لمكثنا في غياهب الوهم العمر كله وما وكم هو هذا العمر حتى نقسمه مزعا لنسد به أفواه الهموم! ونوصد به مداخل الريح!. أحبتي، لا ضير من الصفع بين الحين والآخر وإن كان موجعا فإنه بمثابة الصدمات الكهربائية، مؤلم يتزلزل منه الجسد لكنه قد يعيد إليه الروح لتسري فيه من جديد. والعجيب أن هذه الدنيا تقنن ضرباتها -وإن كنا نفهم بالعكس- بل إن كل ضربة تكون بحجم الغيبوبة وبالقدر الذي يحتاجه صاحبها ليفيق منها، فكروا معي هل توقظ شخصا في بداية غفوة مسروقة على يده بنفس الطريقة التي توقظ فيها شخصا غاطا في سبات عميق على فراش ناعم؟! هكذا الدنيا، فلا تعجبوا من قوة الضربة بل تذكروا عمق الغياب الذي كنتم تغطون فيه. ولكن مع هذا كله إياكم أن تنسوا أو تتناسوا أن الأمل كائن لا يموت، والتفاؤل ماء حياة متى نضب من قلبك انتهى وجودك وتصبح بلا أمل، إلا شبح إنسان يقضي باقي أيامه كسائر المخلوقات التي تعيش بلا أدنى غاية!. لا تنظروا للخلف لأنه سيجبركم على البكاء ولا تتذكروا من كان سببا في انكساراتكم إلا بالاحتساب والدعاء، ولا تسمحوا لمن سرق ابتساماتكم أن يحولها إلى عويل؛ بل ابصقوا بقوة على كل ماض سيىء وتقدموا للأمام فثمة ما يسعدكم، ستتذكرون يوما ما أن الضرب في مدرسة الحياة كان ضروريا.