في خضم ثورة الغاز الصخري في العالم وخاصة في الولاياتالمتحدة الاميركية التي بدأت تتحول من مستورد للغاز إلى مصدر، تمضي المملكة بخطى متسارعة وجهود حثيثة لاكتشاف وتطوير مشروع الغاز الصخري بالمملكة في وقت تشير التقديرات بلوغ احتياطات المملكة من الغاز غير التقليدي أكثر من 600 ترليون قدم مكعبة، وهذا ما دفع شركة أرامكو للتخطيط لإنتاج 200 مليون قدم مكعبة يوميا من الغاز غير التقليدي بحلول عام 2018 بحجم استثمارات تقدر بأكثر من 11 مليار ريال، وذلك ضمن ميزانية رصدت لمشروع الغاز الصخري بقيمة تبلغ 20 مليار دولار، في حين تستهدف المملكة ضخ أربعة مليارات قدم مكعب يوميا من الغاز الصخري بحلول 2025. وشرعت شركة أرامكو بالفعل في أعمال تطوير مكان الغاز الصخري اكتشافا وانتاجاً حيث ترتكز الخطط الأولية على تدفقات الغاز الصخري من شمال غرب المملكة في منطقة الجلاميد، لدعم مشروعات وعد الشمال ومحطاتها للطاقة، وفي ومنطقة الغوار الكبرى بما فيها حوض الجافورة في الأحساء التي تكتنز ثروات غازية هائلة جدا. وتستثمر أرامكو حالياً موارد ضخمة وتقنيات متطورة خاصة بها في اكتشاف وإنتاج الغاز الصخري من صخور السجيل والطبقات قليلة المسامية والنفاذية حيث نجحت بجمع 138 بليون إشارة سيزمية في هذه المناطق الثلاث وأنجزت عددا كبيرا من الآبار التنقيبية والتقييمية والإنتاجية. واستخدمت مجموعة كبيرة من التقنيات الجديدة، وتطبيق الدروس المستفادة من داخل قطاع الصناعة لتسريع تحقيق التقدم. وتشمل تقنيات أرامكو الجديدة في اكتشافات الغاز الصخري التصوير السيزمي لتحديد أفضل مناطق الإنتاج في المكامن، والآبار ذات التفرعات الأفقية الطويلة لتحسين التماس مع المكامن، وتنشيط المكامن والآبار عن طريق التكسير متعدد المراحل، والحفر تحت الضغط في ثقب الآبار باستخدام الأنابيب الملفوفة للوصول إلى الطبقات المنتجة. وتسعى أرامكو من خلال تقنية التكسير متعدد المراحل في الآبار الأفقية للمحافظة على معدلات إنتاج الغاز، وتحويل الآبار منخفضة الإنتاجية إلى أصول مربحة تجاريا. فضلاً عن وضع نماذج المحاكاة الدقيقة لتمكين مهندسي أرامكو من تحسين الممارسات المتبعة في إنجاز الآبار والمحاكاة، واختيار أفضل مواقع للآبار وتحديد المسافات المثلى بينها لتعزيز إنتاجيتها. ويشرف على تنفيذ هذه السلسلة من الإجراءات فرق متكاملة من مهندسي البترول وعلماء الجيولوجيا الذين يتعاونون لضمان إنجاز كل حلقة من حلقات هذه السلسلة على نحو يراعي السلامة والكفاءة والاقتصاد في التكاليف، من التنقيب إلى التثبت من حدود المكامن والحقول، وتخطيط أعمال التطوير، وإقامة المرافق وتركيبها وتجربتها وبدء تشغيلها والإنتاج منها. وتعكف أرامكو حالياً على تجهيز المرافق في وعد الشمال لاستقبال الغاز الصخري بنهاية عام 2017 في حين من المخطط توفير امدادات أخرى من الغاز الصخري لدعم المشروعات الصناعية الصغيرة والمتوسطة بحلول عام 2018. في وقت تنامت قدرات أرامكو في مجال اكتشاف الغاز غير التقليدي وإنتاجه سعياً لتدفقات وافرة لاستخدام الغاز في توليد الكهرباء وتحلية مياه البحر وكلقيم لمجموعة متنوعة من الصناعات، بما يحفز النمو الاقتصادي وتوفير المزيد من النفط الخام للاستخدام في التكرير.