مضت أيام على احتفال الشعب السعودي بمناسبة عظيمة هي ذكرى اليوم الوطني للمملكة السادس والثمانين التي تجسد معاني الوحدة بكل ابعادها السياسية والدينية التي حققها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله، أحد أعظم الرجال الذين خلدهم التاريخ وسطر بأحرف من نور تضحياته العظيمة في سبيل وحدة واستقرار البلاد، ومن ثمرة تلك التضحيات ما نعايشه اليوم من نهضة تنموية في كافة المجالات ومشاريع عمرانية ضخمة وما يشهده الاقتصاد الوطني من نمو مضطرد وتطور وتنويع في مصادر الدخل لمواكبة مستجدات وتحولات الاقتصاد العالمي، وما ينعم به الشعب السعودي من أمن ورفاهية في كافة أنحاء المملكة، كل هذه المنجزات التي كانت قبل الوحدة احلاماً وأماني غالية من ثمار غرس الوحدة التي حققها الملك المؤسس رحمه الله. وقد احتفلنا بهذه الذكرى العزيزة ومملكتنا العظيمة تمضي على ذات الطريق والثوابت التي أرساها الملك المؤسس، بخطى واثقة وثابتة نحو غاياتها العظيمة على المستويين الداخلي والعالمي، وذلك بفضل الملوك الذين تولوا قيادة البلاد، وحملوا رسالة الوالد الأسطورة، وعملوا بقوة واخلاص من أجل رفعة الوطن وتنميته ورفاهية المواطن، محافظين على الثوابت متمسكين بتعاليم الدين الاسلامي الحنيف. وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله- تشهد البلاد نهضة شاملة وغير مسبوقة في كافة المجالات وتعززت مكانة المملكة كرقم لا يمكن تجاوزه في المجتمع الدولي بفضل قوة دبلوماسيتها واستقلالية سياستها الخارجية وحنكة وخبرة قيادتها التي جعلت من المملكة لاعباً مؤثراً في ميدان السياسة العالمية، أما على المستوى الإقليمي فإن المملكة هي الدولة المرجعية التي يعود إليها المجتمع الدولي في تعاطيها مع قضايا المنطقة ومشكلاتها، والمملكة باعتبار قيادتها المجمع عليها للعالم العربي والاسلامي فإنها توظف ثقلها العالمي ودبلوماسيتها النشطة والمؤثرة في كل المحافل العالمية للدفاع عن قضايا الأمة، كما هو الحال في سورية التي انحازت فيها المملكة لإرادة الشعب السوري وموقفها الثابت والمعروف من القضية الفلسطينية ودعمها اللامحدود لحقوق الشعب الفلسطيني وقيادتها لتحالف عربي واسع لوضع الأمور في نصابها في اليمن بعدما حاولت مليشيات الحوثي المدعومة بفلول المخلوع صالح تحويل اليمن إلى خنجر مسموم في يد ملالي إيران يهددون به أمن الدول العربية وخاصة الخليجية فجاء التدخل الحاسم الذي وضع حداً لمطامع إيران التوسعية وخططها الخبيثة، والسعودية تحتفل اليوم بيومها الوطني وقوات الحلفاء التي تقودها في اليمن تحقق النصر بعد النصر وتزحف نحو صنعاء لتطهير اليمن من دنس الفتنة الطائفية وتمكين الحكومة الشرعية من السيطرة على كل الأراضي اليمنية. وعلى المستوى الداخلي تأتي الخطط المستمرة للنهوض باقتصاد البلد وتحقيق المستوى العالي من الرفاهية لأبناء وبنات هذا البلد العزيز ، وليس ببعيد عنا رؤية المملكة 2030 التي أطلقها سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله وتركز على تنويع مصادر الدخل ودعم الاستثمار الداخلي والتركيز على سعودة الوظائف لتحقيق المزيد من النماء والرخاء لأبناء وطننا الكريم. متمنيا في ختام حديثي أن يديم المولى عز وجل الأمن والرخاء على الوطن وقيادته الحكيمة في هذا العهد الميمون الذي نشهد فيه مرحلة تنموية شاملة في مختلف الجوانب والأصعدة تحت قيادة خادم الحرمين الملك سلمان وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن نايف وسمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله . * نائب وزير التعليم العالي سابقاً