على الرغم من رفع أكثر من ألف سيارة خلال الفترة الماضية وتحويلها إلى مستودعات تابعة لمرور المنطقة الشرقية والأمانة قبل تحويلها إلى خردة وبيعها، لاتزال صناعية خضرية الدمام تعج بالسيارات المهملة، مما يشكل هاجسا أمنيا من ضعاف النفوس لاستغلال تلك السيارات أو استغلال أرقام هياكلها واستخدامها في عمل يخل بالأمن، في الوقت الذي فتحت الجريمة الإرهابية النكراء في خضرية الدمام وراح ضحيتها رجلي أمن الملفات عن دور الجهات المخولة بسحب تلك السيارات وإلقاء الغرامات على أصحاب تلك السيارات، وكذلك ضعف البنية التحتية في خضرية الدمام من مياه وكهرباء وصرف صحي. ونشأت صناعية "الخضرية" في الدمام منذ أكثر من عشرين عاماً، وتضم العديد من الورش التي تعنى بإصلاح وصيانة السيارات، إلاّ أن المنطقة تعاني من التردي في حالة الشوارع وانتشار الحفر والمطبات وسوء الصرف الصحي وافتقادها للإنارة، وأصبحت الأوساخ والقمامة تملأ الشوارع لاسيما السيارات المهملة، هذا بالإضافة إلى انتشار السرقات. وتعاني صناعية الخضرية بالدمام من انتشار السيارات المهملة التي استغلها البعض كمكب للنفايات والبعض استغلها "تشليح" لقطع الغيار، وعلى الرغم من مخالفات البلدية لأصحاب الورش في حالة وجود سيارات بالمحيط الخارجي للورشة إلاّ أن المشكلة لم تنته بعد وبعض أصحاب السيارات ربما قد ينسون سياراتهم لفترات طويلة. انتشار السيارات وأوضح أحمد الزهراني -أحد الزبائن المترددين على صناعية الخضرية- أنه يتردد على الورش في حالة صيانة سيارته خلال أوقات الظهيرة لقلة الزبائن، وعلل ذلك بوجود ازدحام كبير أوقات الذروة، وما تسببه السيارات الواقفة بجانب الطريق وخاصة بجانب المواقف الخاصة للمرتادين مما يجعل الطريق الداخلي بمسار سيارة واحدة. وأشار فهد عبدالله -صاحب إحدى الورش لتصليح السيارات- إلى أنه تعرض لمخالفة من قبل البلدية؛ وذلك لوجود إحدى السيارات خارج الورشة، وأشاد بدور البلدية في المخالفات وتواجدها باستمرار، ورغم مخالفته فهو يتساءل: ما هو الحل في السيارات الأخرى التي تنتشر في الخضرية في كل الاتجاهات والشوارع الرئيسة والفرعية بعيداً عن محيط الورش. حاجز حديدي وأوضح راشد الدوسري -صاحب إحدى الورش- أن ورشته أصبح من الصعب على الزبائن الوصول إليها، وقل التردد عليها؛ وذلك لكثرة السيارات المهملة حولها، مشيراً إلى أنه بعد مخالفته لعدة مرات وضع حاجزاً حديدياً حول ورشته ولكن دون جدوى، وأصبحت السيارات المهملة حول السياج الحديدي، مما أدى الى اختفاء ورشته، وطالب بوجود حل من قبل ادارة مرور المنطقة للسيارات التي يتم تركها. ولفت مهند سعد -عامل بإحدى الورش- الى أن بعض أصحاب الورش عند تأخر صاحب السيارة في استلام سيارته في حالة تلفها يقوم بسحبها في الليل عند اغلاق الورش وإلقائها في أي مكان عشوائي، مضيفاً أن أصحاب السيارات ربما قد ينسون سياراتهم أو يهملونها لعدم وجود مخالفات مرورية أو عدم الرغبة في التكلفة عليها بسحبها الى مكان التشليح الذي يقع في منطقة بعيدة عن الخضرية، والبعض يقوم ببيعها على بعض أصحاب الورش الذين يقومون بتشليح السيارة وبيعها قطع غيار لزبائنهم. برك مياه وأكد صالح اليامي -صاحب ورشة- على أن هناك سيارات مهملة في الخضرية منذ ما يزيد عن السنة، تركها أصحابها وأصبحت كنزاً ثميناً لكثير من ضعاف النفوس الذين يسرقون منها قطع الغيار كل ما احتاجوا لذلك، مبيناً أن النظافة في المنطقة سيئة جداً والقمامة منتشرة في كل مكان والصرف الصحي سيئ، وهناك من يلقي بالأخشاب التي لا حاجة له فيها أمام الورش، الأمر الذي قد يكون سبباً في اشتعال الحرائق، مطالباً بإعادة صيانة الشوارع التي تعاني من الحفر والاهتمام بالنظافة وإعادة تأهيل الصرف الصحي، مشيراً إلى أن المنطقة تصبح عبارة عن بركة سباحة في موسم الأمطار، ويكون الوضع كارثياً لسوء تصريف المياه. وذكر محمد عباس -جاء لإصلاح سيارته في إحدى الورش- أن الحفر التي تملأ المكان يجعله يتردد في الحضور إلى المنطقة، مبيناً أنه في كل مرة يأتي للصناعية يعتقد أن مشكلات الحفر والطرقات قد تم حلها، فيتفاجأ أن الوضع يكون أسوأ من قبل، مؤكداً على أن هناك عصابات تخصصت في سرقة السيارات المهملة في المنطقة، مطالباً بسرعة معالجة الطرق والحفر المنتشرة، مقترحاً نقل المنطقة إلى مكان آخر يكون مجهزاً ومكتمل الخدمات. عشوائية واضحة ووافقه الرأي تميم خليل -مدير ورشة- في نقل المنطقة إلى مكان آخر مكتمل الخدمات، في ظل عدم الاهتمام بالمنطقة وانتشار السيارات المهملة والقمامة، مضيفاً أن المعاناة تزداد أثناء هطول المطر فتكون جميع الطرق مغلقة، مع حدوث ارتباك وازدحام في الطرق نتيجة سوء شبكة الصرف الصحي في المنطقة، مطالباً بإنارة المنطقة، وبوجود الدوريات الأمنية فيها بشكل مكثف، وإمدادها بالمياه. وأوضح أمجد محمد -مدير ورشة- أن هناك عشوائية في توزيع الورش من حيث الاختصاص، فتجد الذي يصبغ ويصلح السيارات بالقرب من المحلات التي تقوم بتعبئة الفريون وإصلاح الكهرباء، مطالباً بإزالة السيارات المهملة في المنطقة وتخصيص حاويات للقمامة وإنارة المكان، وتزويدهم بالماء، وتكثيف الدوريات الأمنية في المنطقة. تعاون مثمر وتحدث العميد راشد الهاجري قائلاً: إن هناك تعاون مثمر بين مرور وأمانة المنطقة الشرقية أسفر عن إزالة أكثر من ألف سيارة تالفة ومتهالكة ومتوقفة لمدة طويلة من شوارع المنطقة الشرقية ومن خضرية الدمام وتحويلها إلى مستودعات الأمانة والمرور، بعد عمليات الاسقاط قبل تحويلها الى مزاد للبيع كخردة، ولم يخفي توجسه من استغلال أصحاب النفوس الضعيفة وأعداء الوطن لهذه السيارات المهملة والتالفة والمتوقفة من أصحابها في عمل مخل بالأمن واستخدام أرقام الهيكل -الشاسي- من جهة أو سرقة بعض القطع من جهة أخرى مثل اللوحات، متمنياً الحفاظ على المظهر العام للمدن بالحفاظ على سلامة الطرق، وعدم إيقاف السيارات لمدة طويلة لمضايقة سالكي الطرق والسكان داخل الأحياء أو حوادث. أمانة الشرقية: تشكيل لجنة حكومية لإزالة المخالفات أكد محمد الصفيان - مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بأمانة المنطقة الشرقية - على وجود لجنة مشكلة لمنطقة الخضرية منذ سنوات تتضمن جهات حكومية عدة لإزالة جميع المخالفات في الخضرية. وبخصوص السيارات المهملة يتم التنسيق مع المرور لإزالتها بحكم الاختصاص، مضيفاً أن أمانة المنطقة الشرقية منحت الخضرية اهتماماً في السنوات الماضية ووضعت خطة عمل تشمل أعمال شبكات تصريف مياه الأمطار وسفلتة الشوارع، كما تشمل الانتهاء من تنفيذ شبكات تصريف مياه الأمطار ومحطة الطرد وملحقاتها بطاقة 6000م3/ ساعة، بالإضافة لطاقة احتياطية تقدر ب 3000م3/ ساعة، والعمل على تنفيذ غرف التفتيش ومصائد الأمطار للمنطقة، وتنفيذ سفلتة شوارع الخضرية بعد الانتهاء من شبكة تصريف مياه الأمطار بنسبة (45%) من إجمالي الشوارع بالحي، وإدراج مشروعات سفلتة شوارع الخضرية بنسبة (55%) من إجمالي الشوارع ضمن مشروعات السنة المالية حيث تخضع حالياً لإجراءات الترسية. وأوضح أن الأمانة فعّلت العقوبات بحق المخالفين على صعيد النظافة والرقابة على الورش والمحلات؛ حيث تصل العقوبات إلى إغلاق المحل وغرامات مالية حسب طبيعة المخالفة، وتمكنت البلدية مؤخراً من إلزام (90%) من أصحاب الورش بتوفير حاويات نظافة خاصة، الأمر الذي أسهم كثيراً في رفع مستوى النظافة بالمنطقة وتوفير جهود البلدية في المناطق المفتوحة والطرقات بحي الخضرية، مبيناً أن البلدية تقوم من خلال الإدارات التابعة لها وبالتنسيق مع الجهات المختصة برفع السيارات التالفة وحصر السيارات المهملة ورفعها لإدارة المرور لاتخاذ ما يلزم بشأنها حسب الاختصاص، كما أن البلدية تقوم من خلال فريق عمل مخصص لمنطقة الخضرية بمتابعة المحلات والورش المخالفة وتطبيق الأنظمة بحقهم وإزالة أيّة مخالفات، وكذلك تأمين حاويات النظافة وتطبيق العقوبة للمخالفين والتي تصل إلى إغلاق محلاتهم، واستحصال الغرامات النظامية حيالها. سيارات مهملة على جانب أحد الطرق داخل الصناعية سيارات تالفة في خضرية الدمام تشوه المنظر العام تعاون بين المرور والأمانة لسحب السيارات التالفة (عدسة/ زكريا العليوي) العميد راشد الهاجري محمد الصفيان