أعلنت القيادة الفلسطينية أمس ترحيبها بالقرار التاريخي لمنظمة اليونسكو والذي أكد على عدم وجود علاقة بين اليهود القدماء والمسجد الأقصى. من جهتها أعلنت إسرائيل وقف تعاملها مع منظمة التربية والعلوم والثقافة التي نفت خرافة وجود "هيكل سليمان" أسفل المجسد الأقصى. وكانت 24 دولة من مجموع 58 دولة عضو قد صوتت لصالح القرار، بينما عارضته ست دول بقيادة الولاياتالمتحدة وبريطانيا ومشاركة ألمانيا وهولندا وليتوانيا واستونيا. بينما امتنعت بقية الدول عن التصويت أو لم تحضر. أميركا وبريطانيا تفشلان في قيادة ائتلاف لعرقلة القرار الأقصى للمسلمين فقط جاء في قرار اليونسكو: "إن المسجد الأقصى/الحرم الشريف موقع إسلامي مقدس مخصص للعبادة للمسلمين، وأن باب الرحمة وطريق باب المغاربة والحائط الغربي للمسجد الأقصى وساحة البراق جميعها أجزاء لا تتجزأ من المسجد الأقصى/الحرم الشريف ويجب على إسرائيل تمكين الأوقاف الإسلامية الأردنية من صيانتها وإعمارها حسب الوضع التاريخي القائم قبل الاحتلال عام 1967". وبيّن القرار أن هناك فرقاً بين ساحة البراق وساحة الحائط الغربي التي تم توسعتها بعد عام 1967 ولا تزال قيد التوسعة غير القانونية المستمرة على حساب آثار وأوقاف إسلامي، كما طالب الاحتلال بعدم التدخل في أي من اختصاصات الأوقاف الأردنية الإسلامية في إدارة شؤون المسجد الأقصى، وأدان اقتحامات المتطرفين وشرطة الاحتلال وتدنيسهم لحرمة المسجد الأقصى. وطالب المجلس التنفيذي في القرار المدرج بوقف اعتداء وتدخل رجال ما يسمى ب"سلطة الآثار الإسرائيلية" في شؤون الأقصى والمقدسات. كما أكد المجلس على صون التراث الثقافي الفلسطيني والطابع المميز للقدس الشرقية، وأعرب عن أسفه لرفض إسرائيل تنفيذ قرارات اليونسكو السابقة وعدم انصياعها للقانون الدولي، مطالبها بوقف جميع أعمال الحفريات والالتزام بأحكام الاتفاقيات الدولية المتعلقة بهذا الخصوص. كما طالب المجلس بوقف إعاقة وصول الفلسطينيين لمساجدهم وكنائسهم، مستنكرا الاعتداءات المتواصلة ضد رجال الدين المسلمين والمسيحيين. غضب إسرائيلي حمل رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو بشدة على تبني المنظمة مشروع قرار فلسطيني/أردني يعتبر المسجد الأقصى مكانا خاصاً بالمسلمين فقط. وقال نتنياهو "ان اليونيسكو اتخذت مرة اخرى قرارا ينطوي على الهذيان حول عدم وجود صلة بين شعب اسرائيل والحرم القدسي وحائط المبكى" وزعم: "ان هذا النفي يشبه نفي صلة الصين بسور الصين العظيم والعلاقة بين مصر والاهرامات". واضاف نتنياهو في بيان صحافي "إن هذا قرار عبثي من قبل الاممالمتحدة، وأن اليونسكو تتجاهل الترابط التاريخي المميز لليهودية بجبل الهيكل (التسمية اليهودية للمسجد الأقصى)، المكان الذي قام فيه الهيكل طوال ألف سنة، وصلى له كل يهود العالم طوال آلاف السنين"،على حد زعمه. وأضاف "الأممالمتحدة تعيد كتابة جزء مهم من التاريخ الانساني وتثبت مرة اخرى أنها لم تترك انحطاطا إلا وصلته". ترحيب فلسطيني قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينه، إن القرارات الدولية المستمرة ضد الاحتلال وسياساته ومن ضمنها القرار الأخير، تشكل رسالة واضحة من قبل المجتمع الدولي بأنه لا يوافق على السياسة التي تحمي الاحتلال وتساهم بخلق الفوضى وعدم الاستقرار. وأَضاف ابو ردينة في تصريح اوردته الوكالة الرسمية: "إن هذا القرار يؤكد ضرورة أن تقوم الولاياتالمتحدة الأميركية بمراجعة سياساتها الخاطئة المتمثلة بتشجيع إسرائيل على الاستمرار باحتلالها للأراضي الفلسطينية" وتابع: "كذلك هي رسالة مهمة لإسرائيل بضرورة إنهاء احتلالها، والاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية بمقدساتها المسيحية والإسلامية، وانهاء سياستها التي لا تساهم سوى في استمرار أجواء ومناخات سلبية انعكست على المنطقة، وهي مرفوضة من قبل المجتمع الدولي". كما رحبت حكومة الوفاق الوطني برئاسة رامي الحمد الله بالقرار الذي تبنته "ليونسكو. وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود ان هذا القرار يدين الاحتلال ويعبر عن الرفض الدولي لكافة خطواته ويؤكد بطلان ادعاءاته وسياساته. واضاف المتحدث الرسمي ان منظمة اليونسكو "بما تمثله من ضمير عالمي في حماية التراث الثقافي الإنساني وبما تحمله من رسالة إنسانية وثقافية وسياسية تضيف اليوم قرارا مهماً الى قراراتها الرافضة للاحتلال والتي تؤكد على الاعتراف بالوضع التاريخي والديني والثقافي الحقيقي والطبيعي في مدينة القدس العربية عاصمة دولة فلسطين". بدورها، اعتبرت حركة حماس أن تبني اليونسكو لهذا القرار "خطوة في الاتجاه الصحيح يجب أن تتبعها خطوات أخرى من المؤسسات الدولية كافة".