مشروعات الإيواء الموسمي حققت نمواً لافتاً في السنوات الأخيرة يبشر نجاح موسم الحج الماضي، بمزيد من دخول الاستثمارات الجديدة لقطاع الإيواء السكني في مكةالمكرمة، وتحديداً في المنطقة المركزية، التي تحولت في السنوات الماضية، إلى ورش عمل عقارية، لا تهدأ الحركة فيها على مدار الساعة. وتتركز الاستثمارات الجديدة في مكة في بناء عدد من مشروعات الفنادق الجديدة من جميع الدرجات السياحية، إلى جانب مشروعات الشقق المفروشة، التي يزداد الطلب عليها في مواسم الحج والعمرة على مدار العام، ويعد مشروع جبل عمر أحد أهم المشروعات العقارية في مكة، التي تعمل على تأمين دور الإيواء الفندقي على أعلى مستوى. ويرى د.عبدالله بن حمد المشعل أن الانتهاء من توسعة الحرم المكي، كفيل بتشجع المستثمرين على ضخ مزيد من الاستثمارات في القطاع العقاري خلال السنوات المقبلة، مشيراً إلى أن موسم الحج الماضي، وما شهده من تنظيم أمني لافت، وهدوء، كان بمثابة اختبار حقيقي لقياس الجدوى من مشروعات الإيواء السكني في المنطقة، وأسفر هذا الاختبار عن نجاح هذه المشروعات، وأثبت قدرتها على تحقيق أرباح جيدة للجهات التي استثمرت فيها. ووفقاً لأمانة مدينة مكةالمكرمة، إن مشروعات التطوير والتوسعة للحرم المكي ستنتهي خلال 3 أعوام، مؤكدة أنها سترفع الطافة الاستيعابية للحجاج بصورة كبيرة.. وأشارت إلى أن منظومة الحج في تطور مستمر على مدى 20 سنة، لافتة إلى أن مشروعات الحج لا تتأجل، لأن الدولة تعطيها الأولوية في سياستها، متوقعا أن تنتهي المشروعات كافة في 2020. وشهد قطاع الفندقة والسياحة في مكةالمكرمة خلال العامين الماضيين أعلى نسبة نمو في عدد الفنادق بمستوى خمسة نجوم في تاريخها، مما أسفر عن زيادة في عدد الغرف الفندقية. وبذلك تعد مكةالمكرمة واحدة من أسرع المدن العالمية نمواً في تأسيس الفنادق، التي حققت عائدا جيدا، بعدما بلغت نسبة الإشغال فيها 100 في المئة خلال موسم الحج الماضي. وتجمع مكة في الوقت الراهن كل العلامات الفندقية المشهورة دوليا، وبمختلف نجوم وتصنيفات الفنادق والوحدات الفندقية. وزادت حكومة المملكة في عدد تأشيرات العمرة هذا العام، بعد الانتهاء من بعض مراحل التوسعة في الحرم المكي، وكان لهذا أثره في نسبة العائد المادي الذي حققه قطاع الفنادق في مكةالمكرمة، الذي يعتبر أغلى استثمار قطاع عقاري على مستوى العالم، حيث يصل سعر المتر المربع في بعض القطع المحيطة بالحرم إلى مليون ريال. ومن المتوقع زيادة منح تأشيرات للعمرة والحج بالتدرج للسنوات القادمة، بما يتماشى مع استكمال أعمال التوسعات الضخمة للحرم المكي. مما يعني الطلب على مزيد من إنشاء مشروعات لقطاع الإيواء لتوفير الآلاف من الغرف الفندقية لاستيعاب تلك الأعداد الكبيرة. ويعتبر مشروع تطوير "جبل عمر" في مكةالمكرمة، أحد أهم المشروعات الرئيسية ضمن منظومة متكاملة من المشروعات الخاصة بتطوير المنطقة المركزية حول الحرم المكي الشريف، وتحرص الحكومة على تدشين هذه المنظومة لتكمل عقداً من التوسعة في الحرم المكي الشريف والمرافق والخدمات المجاورة له، والتي تقدم لزوار بيت الله الحرام في العاصمة المقدسة مكةالمكرمة. ويؤكد الدكتور عبدالله بن حمد المشعل نائب رئيس مجلس إدارة شركة جبل عمر للتطوير التي تقوم بتطوير وتعمير منطقة جبل عمر، أن المشروع بمراحله السبع، سيكون أحد أهم مشروعات التطوير في مركزية مكةالمكرمة، وأكبر منتج لوحدات الإيواء السكني والموسمي من جميع الفئات، مشدداً على أن مواصفات المشروع تتواكب مع رؤية المملكة 2030م، الرامية إلى استيعاب أكبر عدد من الحجاج والمعتمرين، والوصول بأعدادهم حتى تصل وفقاً لخطة الرؤية الى 30 مليون معتمر سنوياً. وقال إن "المشروع يقوم على عدة مرتكزات وعوامل لتحويل الطلب على الوحدات الموسمية إلى قيمة استثمارية ذات عوائد كبيرة للقطاع الخاص والحكومي معاً". وذكر أن "المرحلة الأولى التي تم الانتهاء منها تقريبا تضم عددا من الفنادق والأسواق التجارية، فيما تقترب المرحلة الثانية من نهايتها. وتضم أربع قواعد بوديوم وعدد 10 أبراج فندقية و86 فيلا ووحدة سكنية بالإضافة إلى 10 فلل علوية مسطحاتها البنائية حوالي 472 ألف متر مسطح تطل على شارع إبراهيم الخليل. وتم افتتاح أول فندق بالمشروع (فندق مكة هيلتون للأجنحة) بالكامل في شهر رمضان 1435، كما تم افتتاح فندقي "ماريوت مكة" و"حياة ريجنسي مكة" مع بداية رمضان 1436ه، كما تم الانتهاء من السوقين التجاريين بالمنطقتين S1 ،S2، مع الانتهاء من فندق هيلتون للمؤتمرات وفندق "كونراد مكة". ويتكون فندق هيلتون كونراد مكة من برجين (كل برج 20 دورا) بالمنطقة S2 ويطل على شارع إبراهيم الخليل ويتكون من (440 غرفة). وتحتوي المرحلة الثالثة على قاعدتي بناء بوديوم وعدد أربعة أبراج فندقية شاملاً البرجين التوأمين، وتبلغ مسطحاتهما البنائية حوالي 398 ألف متر مسطح. فيما تتكون المرحلة الرابعة من قاعدتي بناء بوديوم وسبعة أبراج فندقية بالإضافة إلى منطقة مرافق وخدمات مخصصة للجهات الحكومية تقع في وسط المشروع، ويبلغ مجموع المسطحات البنائية لهذا المشروع 220 ألف متر". وفي المرحلة الخامسة، هناك قاعدتا بناء، وخمسة أبراج فندقية ومجموع المسطحات البنائية يبلغ 176 ألف م2، وتقع بالمنطقة الخلفية لأرض المشروع والمطلة على شارع راشد. وتضم المرحلة السادسة قاعدتي بناء بوديوم، وعدد ثمانية أبراج فندقية بمجموع مسطحات بنائية يبلغ 336 ألف م2 وتقع في المنطقة الغربية للمشروع جهة جبل الشرائف. وتتكون السابعة من مصلى عام على مساحة تبلغ حوالي 15 ألف م2 في موقع مميز بالمشروع، في نهاية طريق الملك عبدالعزيز للمشاة وفي مواجهة المسجد الحرام مباشرة ليطل من خلال واجهاته الرئيسية الثلاث على المسجد الحرام، وسيوفر المصلى جميع الخدمات والمرافق الأخرى من ميضاءات ودورات مياه لعموم المصلين. د.حمد المشعل