شارك الرئيس الفلسطيني محمود عباس على راس وفد رسمي في مراسم تشييع الرئيس الاسرائيلي الاسبق شمعون بيريس التي جرت في "جبل هرتسل " بالقدس، الى جانب العديد من الرؤساء وقادة ومسؤولين من العديد من الدول. وشارك في الوفد الى جانب الرئيس عباس كل من امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات والقياديان الفتحاويان حسين الشيخ وزير الشؤون المدنية ومحمد المدني مسؤول لجنة التواصل مع المجتمع الاسرائيلي. ومقابل هذه المشاركة فقد امتنع رئيس رئيس القائمة العربية في الكنيست ايمن عودة، المشاركة في الجنازة. كما ان اعضاء الكنيست والقيادات العربية داخل الخط الاخضر والمقربين من الرئيس عباس مثل محمد بركة واحمد الطيبي اتخذا موقفا بعدم المشاركة دون الاعلان عن ذلك تجنبا لاحراج أحد. وقد افردت الصحافة الاسرائيلية المرئية والالكترونية حيزا واسعا في تغطياتها لهذه المشاركة الفلسطينية، بدءا باللقاء العابر والمصافحة البروتوكولية بين الرئيس عباس والوفد المرافق مع رئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو وعقيلته سارة حيث قال الرئيس عباس مصافحا: "مضى وقت طويل دون ان نتقابل" فرد نتنياهو: "نعم كان وقتا طويلا لم نتقابل فيه". وابرزت مصافحة نتنياهو للقيادي الفتحاوي المدني الذي اقدمت اسرائيل مؤخرا على سحب بطاقة ال"في اي بي" منه بزعم انه خطر على اسرائيل. وتساءلت الصحافة الاسرائيلية: كيف يكون المدني مطلوبا لاسرائيل ويقوم رئيس وزراء اسرائيل بمصافحته! كما ابرزت الخلاف الذي دار في الاوساط الاسرائيلية عندما قررت الوزيرة المتطرفة ميري ريجف إجلاس الرئيس عباس في الصف الثاني من مقاعد الضيوف. وهنا تدخلت عائلة بيريس بقوة وطلبت ان يكون في الصف الاول باعتباره ضيف العائلة وليس ضيفا على الحكومة الاسرائيلية أو وزارة الخارجية، وهو ما حدث فعلا. وحول اصرار مشاركة الرئيس الفلسطيني في مراسم التشييع، ذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان الرئيس عباس تلقى اتصالا هاتفيا من عائلة بيريس ممثلة بنجله ودعته للمشاركة في مراسم التشييع كضيف للعائلة. وسارعت حكومة نتنياهو للاعلان انها لم تدع الرئيس عباس للجنازة، كما انها طلبت ان تدرس الملفات الامنية للوفد المشارك، خصوصا حين قالت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان الرئيس الفلسطيني سوف يصطحب معه عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد المدني وهو ممنوع من الدخول الى اسرائيل، الامر الذي استفز القيادة الفلسطينية واستفز عائلة بيريس. وفي النهاية صادق نتنياهو على هذه المشاركة. وكانت القيادة الفلسطينية لزمت الصمت عقب الاعلان عن وفاة بيريس الذي يعتبر اخر القادة المؤسسين لدولة اسرائيل وابرز مهندسي اتفاقات اوسلو. ونشرت الوكالة الرسمية تعزية بروتوكولية. واعلن في وقت لاحق عن نية الرئيس المشاركة شخصيا على راس وفد وهو ما اثار ردود فعل واسعة. الرئيس الفلسطيني يجلس في الصفوف الأمامية لسرداق العزاء (أ ب)