أثارت التغيرات الاضطرارية لمدربي الأهلي والاتحاد على ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة العديد من التساؤلات الطبية، حول أسباب تكرر سقوط اللاعبين واستنفاد جميع التغييرات المتاحة بداعي الإصابات خصوصاً الشد العضلي الذي كان العلامة البارزة في مباراة الديربي. وأكد المختصون في إصابات الملاعب أن أسباب التشنج العضلي أو بما يُعرف بالشد العضلي في غالب الأحيان غير معروفة، وهناك أسباب ثانوية يعتقد أن لها دور في حدوث التشنجات العضلية. وقال رئيس الجمعية السعودية لجراجه العظام الدكتور عبدالعزيز العمر ل"الرياض": "من أهم الأسباب التي تؤدي إلى مثل هذه الإصابات هو الاجهاد العضلي الناجم عن فرط في استخدام العضلة أثناء ممارسة الرياضة لفترة أطول من تحمل العضلة للإجهاد، وهذا يحدث إذا كان مستوى اللياقة للاعب متدنيا أو لعب لفتره أطول من المتوقع مثل الأشواط الإضافية، وعدم إجراء تمارين الإحماء الضرورية قبل النزول للمباراة وبالأخص تلك التي تختص بتمارين الاستطالة. وأضاف: "لدرجات الحرارة العالية دور في ذلك، فارتفاع درجة حرارة الجسم نسبياً تؤثر سلباً على مكانكية وآلية عمل الخلايا العصبية العضلية ويؤدي إلى تشنجات في العضلات، وفقدان السوائل والأملاح من الجسم نتيجة التعرق بسبب إما اللعب تحت درجات حارة عالية أو اللعب لفترات طويلة أو عدم تناول السوائل الغنية بالأملاح والمعادن بشكل كاف. وأوضح: "أن هناك عوامل يجب القيام بها لتقليل حدوث مثل هذه الإصابات، مثل رفع مستوى اللياقة لدى اللاعبين وقدرتهم على تحمل الجهد العضلي لفترات أطول ووضع برنامج لياقي يساعد على استطالة العضلات عن طريق برنامج لياقي يشرف عليه مدرب اللياقة في الفريق، إضافة إلى ضرورة ممارسة برامج الاحماء قبل النزول للمباراة ومن الأمثلة "برنامج "الفيفا 11" الذي يساعد على التقليل من نسبة حدوث الإصابات للعضلات"، وأخيراً تناول السوائل والأملاح المعدنية بشكل كاف. الأجهزة الفنية تتحمل المسؤولية طالب أخصائي علاج وتأهيل الإصابات الرياضية الدكتور فهد السليس أن تكون عضلات اللاعبين مهيأة قبل لعب المباريات بوقت كاف وقال ل"الرياض: "أي مجهود إضافي على العضلة يضعفها ويصيبها بالشد الذي يحصل لدى غالبية اللاعبين الذين يعانون من إجهاد بسبب ضعف اللياقة وربما يتبع هذا الشد إصابات من تمزق أو قطع وغيرها من الإصابات الرياضية". مستبعدا أن يكون لتوقفات الدوري دور فيما يحدث للاعبين من إصابات الشد، وقال: "هذا يعتمد على الجهاز الطبي في الفريق، وكيفية التعامل بشكل دقيق مع عضلات اللاعبين وإعطائهم الوقت المناسب للعب في المباريات، لذا يحب على الأجهزة اللياقية معرفة مدى قدرة كل لاعب على التحمل والأداء منذ بداية فترة الإعداد الأولى في الموسم". وأضاف: "دخول اللاعبين للمباريات يجب أن يكون للأخصائي الطبي دراية كاملة في تقيمه لدى العضلات ومدى تحملها للمجهود البدني وهل بإمكانه اللعب لمدة شوطين كاملين أو أقل". وحمًل السليس الأجهزة الطبية في الأندية مسألة إصابات اللاعبين، كونها من تملك الدراية الكاملة لمستواه اللياقي والبدني، بعيدا عن توقفات الدوري وغيرها من الغيابات عن اللعب. د. عبدالعزيز العمر د. فهد السليس