يعد اليوم الوطني من الأحداث التاريخية المهمة فمنذ ستة وثمانين عاماً في أول الميزان في عام 1351ه تم إعلان المملكة العربية السعودية بعد توحيدها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -يرحمه الله-. لقد كان هذا اليوم بداية الانطلاق نحو بوادر التنمية التي كانت هي اللبنات الرئيسة لتطوير كيان الوطن وبناء دولة عصرية كوّنت مع مرور الأعوام نهضة شاملة في مختلف الميادين التنموية. لذا يعد هذا اليوم ذكرى للماضي المجيد وحاضراً مشرقاً حافلاً بالمزيد من الإنجازات الدالة على استمرارية النمو والتطور في مختلف مناطق المملكة مما كان له أثر طيب في تطور الحياة المعيشية يلمسها ويراها ويتمتع بها كل من يتواجد على أرض الوطن، فجاءت الحضارة المدنية الحديثة للمجتمع السعودي التي لا تتعارض مع المبادئ والقيم والمثل والآداب الإسلامية. إن يومنا الوطني فرصة مهمة لنا جميعاً لكي نتأمل أعمال مؤسس هذا الكيان -يرحمه الله- الذي أسّس هذه الدولة محافظاً على تماسكها بقيمها الإسلامية وتقاليدها العربية العريقة معتمداً على خالقه عز وجل ولم يكن همّه إلا جمع شتات الأمة وبسط أمنها وأمانها حتى بناء دولة متماسكة وقوية فوحّد البلاد من الشتات والتخلف والتناحر إلى أمن وإلى قلوب يملؤها الحب والإخلاص لهذه البلاد. وسار على النهج القائم على سياسة الاعتدال والاتزان والحكمة وبعد النظر على الصعد كافة أبناؤه الملوك الميامين سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله -رحمهم الله-. وها نحن نعيش اليوم -ولله الحمد- عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- الذي نذر نفسه لخدمة شعبه وحرصه على خدمة الإسلام والمسلمين وتعميق الروابط الأخوية بين الدول الشقيقة وبين دول العالم الإسلامي. لكي تبقى المملكة بإذن الله نبراساً ونموذجاً لدولة عصرية ذات حضارة حقيقية تجمع بين إنجازات تنموية ذات عمق وشموخ من الأخذ بأساليب النمو والتطور المعاصر وبين الأصالة الحقيقية للمبادئ والقيم والآداب الإسلامية التي تتحلى بها المملكة وتشهد بها الكثير من الدول، لنتذكر جميعاً هذا اليوم الذي يتكرر في مثل هذا الموعد في كل عام من أجل المزيد من النمو والتطور لحاضر مشرق يزيد المملكة قوة ويقيناً ملتفين حول قيادتنا الرشيدة تحت راية التوحيد. وفي هذه المناسبة العزيزة علينا جميعاً، أسأل الله أن يوفق ولاة الأمر والمسؤولين ويسدد خطاهم لما فيه المزيد من الخير والوفاء للوطن والمواطن وهذا ليس ببعيد، فالمملكة دائماً وأبداً ستظل نموذجاً للعطاء الصادق لكل من يحتاج للدعم والمساندة، هذه هي مملكتنا الحبيبة وهذه هي قيادتنا الرشيدة وهؤلاء هم أبناء الوطن كلنا جميعاً في ميادين العمل كل له دور مشهود في هذه النهضة الشاملة التي تزيد عمقاً وشموخاً مع ذكرى اليوم الوطني المجيد.