فهد بن محمد العنقري نحتفي اليوم بمناسبة وطنية غالية وعزيزة نستذكر فيها بطولات الآباء ونستحضر السنوات الأولى للتأسيس للمجد والرخاء الذي نعيشه اليوم بفضل من الله وتوفيقه.. ففي مثل هذا اليوم وقبل ست وثمانين عاماً نجح الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- وبإمكانات قليلة وفي مواجهة ظروف صعبة جداً بوضع بذرة أهم مشروع لحل الخلافات والقضاء على التناحر في تاريخ الأمة العربية الحديث، واستطاع وبعد جهود جبارة تأسيس هذا الكيان الشامخ الذي أصبح اليوم أبرز القوى على الساحتين الإقليمية والدولية. وهذا اليوم يعيد لنا ذكرى مناسبة وطنية غالية على كل مواطن ومواطنة تدفعهم لتذكر تضحيات الأجداد والآباء الذين أسسوا هذا الكيان الكبير وتعطيهم دافعاً للمحافظة عليه وعلى المكتسبات التي تحققت والاستمرار في بناء الوطن وتدعيم ركائزه للأجيال المقبلة. وبعد إرسائه -طيّب الله ثراه- دعائم الأمن والاستقرار لهذا الوطن الكبير بدأت الانطلاقة الحضارية والاقتصادية والتعليمية والثقافية وفي كافة المجالات الأخرى لتعم أرجاء الوطن للنهوض به على كافة الأصعدة ووضع المملكة على مشارف المستقبل، ثم تسلَّم الحكم من بعده أبناؤه البررة الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله -رحمهم الله- والذين ساروا على نهج الملك المؤسس من حيث التمسك بتعاليم الدين الإسلامي والتفاني في خدمة الوطن ومواصلة مسيرة البناء والتعمير والازدهار، وشهدت المملكة خلال سنوات حكمهم نهضة شاملة في شتى المجالات. ومنذ أن تولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- الحكم والمملكة تعيش مرحلة متميزة من الرفاه والرخاء، فجهوده -يحفظه الله- تصب في مصلحة المواطن السعودي في المقام الأول إذ شهدت المجالات التعليمية والصحية والاقتصادية نقلات نوعية، وكل ذلك يدل على حرصه على تسخير كافة الموارد الوطنية لخدمة المواطن، فقد استطاع -يحفظه الله- بخبرته الواسعة بشؤون السياسة والإدارة مواصلة المسيرة التنموية وأن ينهض بالمملكة نهضة نوعية في شتى المجالات على الرغم من كل التطورات والظروف الإقليمية والدولية التي أحاطت بالمنطقة وبالمملكة ما جعلها تتبوأ الصدارة في العالمين العربي والإسلامي، بالإضافة إلى ما تتمتع به من ثقل ديني وسياسي واقتصادي وما تستند عليه من ثوابت في السياسة والعلاقات الدولية مستمدة من العقيدة الإسلامية والقيم العربية والسياسات الحكيمة لقيادتها. وهذه الذكرى العزيزة لليوم الوطني للمملكة فيها دروس عظيمة علينا جميعاً استذكارها وإعادة إحيائها وإدراك قيمتها في نفوس الأبناء والأجيال الجديدة الذين يقطفون ثمار تلك التضحيات للأجداد والآباء، ولذلك فمسؤوليتنا جميعاً أن نساعد الأبناء على إدراك وفهم ما أحاط بتأسيس هذه الدولة العزيزة من ظروف صعبة جداً وبإمكانات قليلة وفي مواجهة تحديات جمة وبيان الأسس التي قامت عليها، وتعزيز مكانة الوطن وقيمته في نفوسهم وحثهم على العطاء والعمل من أجل بقائه شامخاً أبياً بإذن الله وتوفيق. ومع حلول ذكرى اليوم الوطني أود أن أتقدم بالتهنئة إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -يحفظهم الله- وإلى الأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي النبيل، داعياً الله عز وجل أن يحفظ المملكة من كل مكروه وأن يعيد هذه المناسبة عليها بكل خير وعزة.