حمدان بن نماء السليمي الحربي* اليوم الوطني للمملكة يوم له بريق ومعنى خاص لدى كل مواطن نشأ وترعرع وأشتد عوده على أرض المملكة الطاهرة، ففيه يتجسد التاريخ وتحتشد وقائعه لتحكي أروع الملاحم الطولية التي قادها الموحد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه لتجميع شتات هذه الأمة وتوحيد أجزائها تحت راية واحدة راية التوحيد والشموخ وفيه أيضا تتجلى الإرادة القوية والعزيمة الصادقة والحس الوطني الرفيع الذي فجر في هذه الأمة طاقة من البناء والتقدم والارتقاء عاما اثر عام حتى بلغنا هذه المرحلة المتقدمة من مسيرتنا التنموية المباركة، لذلك لا يأتي هذا اليوم إلا ويجدد فينا كل هذه الشعور الوطني لنقف معه ومع هذه الذكرى الخالدة وقفة تأمل ووقفة إجلال وإعزاز لنسترجع فيها قسما كبيرا من جهاد الأجداد والإباء ونستلهم منها ومضات عظيمة من التضحية والبذل وتنطلق منها الأفاق الرحبة من الشعور بالمسؤولية تجاه مكتسباتنا ونهضتنا العصرية والحديثة. ان المتمعن في المسيرة البطولية والجهادية التي قادها المؤسس سيجد في أضابيرها حالة كاملة من الفهم العميق متطلبات التحول وضروراته، فالمعركة لم تكن ضد الشتات وحده والتخلف او الفقر او المرض بل كانت ضد كل هذه الأشياء مجتمعة لتأسيس كيان كبير ينعم به الاستقرار والأمن والطمأنينة وله نفوذه وثقله واحترامه وقدسيته، وقد وفق الله تعالى المؤسس الفذ ان يكون من ذلك الصنف من الرجال الذين يملكون العزيمة والحكمة وبعد النظر وثاقبة الرأي والأقدام والشجاعة ووهب له أبناء لا تلين شكيمتهم ورجال لا يعرفون الأ الولاء لقائدهم والوفاء لامتهم فكان النصر حليفهم والتوفيق استحقاقهم في كل خطوة من خطواتهم لتنطلق الأمة بأكملها من حالة الغفلة الى الوعي ومن الضياع الى النماء ومن الفرقة إلى الوحدة المبنية أسسها من الشريعة الإسلامية منهاجا لها ومن العدل وإحقاق الحق والسلام مرتكزا لعلاقتها الخارجية مع المجتمع الدولي بأكمله، إننا ونحن نحتفل بذكرى يومنا الوطني إنما نحتفي بمسيرة ثرية بالتواصل والعطاء منذ أن وهب الله لهذه الأمة قائدها المؤسس الموحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود رحمة الله وأبناءه من بعده حتى عهدنا الزاهر بقيادة باني نهضتنا الحديثة مليكنا الحبيب خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد -حفظهم الله- الذين أعطوا لهذا الوطن المكانة المرموقة التي يحتلها عربيا وإسلاميا ودوليا وتحقق فيه انجاز هائل وضخم من العمل الاقتصادي المتين حتى أضحت ارض المملكة منارة شعاع حضاري بما تحمله الكلمة من دلالة حتى أصبحت بلادنا مضرب المثل في كافة المجالات. وأهنئ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد وسمو أمير منطقة القصيم أعاده الله على الجميع باليمن والبركات. *إمام جامع المحوى